ما أحوجنا الان الى خطة اعلامية مدروسة ولكافة وسائل الاعلام , تكون ذات خطاب اعلامي موحد وموجه وهادف , حيث ان الاوان لكي ترتقي بعض وسائل الاعلام الى مستوى الوطن والى مستوى الازمة والمحنة التي نمر بها منذ أن تم اسر الطيار البطل معاذ الكساسبة .
ونظراً لما للإعلام من أهمية كبرى في إدارة الأزمات فان الخطة الاعلامية تعد من أهم مقومات إدارة الأزمات، فالضرورة تحتم وجود سياسة إعلامية قبل وأثناء وبعد الأزمة.
لكن للاسف ما زال اعلامنا يتخبط فهو يحلل ويحرم ويهتف ويشجب وينعت, ويستمر في بث الاخبار عن داعش ووصفهم بكل الصفات التي تستفزهم بكل حماس, وكأن شيئا لم يكن, وكأنه لا يوجد لدينا أسير بين يديهم , وعنقه تحت رحمتهم ,
...اهدؤا قليلا فالمسألة الان لا تحتاج الى استفزازات ولا شتائم ولا الفاظ ما انزل الله بها من سلطان, الان فقط نحتاج ان يعود ابن الوطن الطيار الاسير معاذ الكساسبة بخير وسلامة , لذلك علينا التروي في نقل الاخبار بشكل عام عن داعش , علينا بالحكمة والذكاء والحنكة في اختيار المصطلحات , ونشر الاخبار , وعلينا ان نتبنى خطاب اعلامي مدروس موحد في هذه المرحلة الراهنة.
من هذا المنطلق ومن هذا الوضع الذي نحن به شعبا وحكومة فأنه من الضروري أن نأخذ بعين الاعتبار, أهمية التخطيط الإعلامي في المراحل المبكرة , واقصد هنا "مشاركتنا كأردن في التحالف الدولي " حيث أن الوقت من أهم العوامل في انجاح الجهود المبذولة لمواجهة الأزمات .
ان التخطيط الإعلامي المبكر في مواجهة الأزمات له اهمية كبري فهو ليس خيارا يمكن أن نأخذ به أو نتركه، فهو أمر مطلوب وضروري, واسلوب العصر الحديث لأي مجتمع متقدم , لأنه يساعد في حل المشكلات ويؤدي إلى المساعدة في تنفيذ خطة الدولة الموضوعة لمواجهة الازمة .
فالتحدي الذي نواجهه الان ليس مسؤولية حكومة أو اجهزة امنية او تنسيق دولي فقط , فنحن كاعلاميين في خضم الحدث والمعركة , نحن جنود الكلمة في هذا الوطن, ويجب أن نعمل لتكون لنا مكانة متقدمة في إدارة ازمة وطننا ومواجهتها, بكل حرفية و مهنية ووطنية, وبخطاب اعلامي موحد, يقودنا للمساعدة في حل الازمة وليس للوصول الى مرحلة التأزم .