إن ظاهرة الفساد الإداري لم تعد تقتصر عل كبار الموظفين، بل هي تستشري بين صغارهم وتعطل سير العمل . ويتجلى الفساد لدى صغار الموظفين بصور وأشكال عده.
ومن ابرز صور الفساد الإداري لدى هذه الفئة من الموظفين عدم احترام العمل من خلال تعمدهم في ألتأخر عن مواعيد العمل الرسمية أو المغادرة المبكرة لمكان العمل.
وفي مكان العمل يتجلى فساد صغار الموظفين أيضا في قراءة الجرائد واستقبال الزوار والتنقل من مكان إلى آخر والنظر إلى الزمن المتبقي من العمل بدون النظر إلى مقدار الإنتاجية.
ومن أشد أنواع الفساد الإداري لدى صغار الموظفين عدم الالتزام بأوامر وتعليمات الرؤساء مع البحث عن طرق لخلق الأعذار والمخارج للامتناع عن أداء العمل المطلوب منهم كرفضهم أداء العمل أو التأخر في أداءه وابتكار الأعذار لتبرير ذلك.
وربما يأمل البعض منهم من خلال تلك المخالفات إلى الانتفاع المادي بالحصول على الرشوة أو تقديم الخدمة المتاحة للأقارب والأصدقاء أو أصحاب الجاه والمناصب أملا في الانتفاع بخدماتهم ومساعداتهم،وكل ذلك يتسبب بالتأكيد في تعطل مصالح الجماهير طالبي الخدمة من المواطنين.
ولا شك أن لشخصية الرئيس في العمل وقدرته الإدارية دورا كبيرا في تطويع مرؤوسيه ودفعهم إلى الالتزام بأداء المطلوب منهم من واجبات، حيث يتراخى بعض هؤلاء الرؤساء في تنفيذ العقوبات المنصوص عليها في مثل هذه الحالات إما لكسب رضاهم لأغراض انتخابية مستقبلية أو لإرضاء من يساندهم أو يدعمهم من الشخصيات الاعتبارية في المجتمع، وأحيانا لتقاسم الغنائم معهم.
لقد آن الأوان لكافة الرؤساء والمرؤوسين من صغار وكبار الموظفين لإحكام الضمير والعودة إلى ديننا الحنيف وقيمنا الاجتماعية التي كلها تحث على الإخلاص في العمل وإتقانه، فالدنيا لا تغني عن الآخرة.
ولنحتكم لقوله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).