وثيقة اسرائيلية تدعو لاقتحام يومي للأقصى

زاد الاردن الاخباري -

حذّرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقرير لها امس من اعلان جماعات يهودية عن نيتها تنظيم مسيرة قبالة أبواب المسجد الأقصى تنطلق من ساحة البراق وتتجه قبالة أبواب المسجد الأقصى من الجهة الغربية والشمالية ، وتنتهي باعتصام قبالة باب الرحمة ، يتخلله الاعلان عن وثيقة لهذه الجماعات تدعو الى اقتحام يومي للمسجد الأقصى ، في ساعات النهار والليل وعلى مدار أيام الأسبوع السبعة. وأشارت "مؤسسة الأقصى" أنّ هذه الجماعات دعت الى هذه المسيرة والاعتصام عبر مواقعها الالكترونية وعممت اعلانات ملونة في هذه الصدد.

وقالت "مؤسسة الأقصى" أنه وبحسب الاعلانات والأخبار التي عممتها الجماعات اليهودية في مواقعها فانها دعت الى التجمع في ساحة البراق ، حيث ستنطلق مباشرة في مسيرتها باتجاه البلدة القديمة بالقدس ، باتجاه وقبالة أبواب المسجد الأقصى من الجهة الغربية والشمالية ، وهي المسيرة الشهرية التي يطلقون عليها "مسيرة الأبواب" ، والتي عادة ما يطلقون فيها شعارات عدائية للعرب والمسلمين ، ويدعون فيها الى بناء الهيكل المزعوم ، وبحسب ما أعلنت هذه الجماعات فانّ هذه المسيرة ستختتم باعتصام قبالة باب الرحمة ، وبحضور شخصيات دينية ويهودية سيعلن عن وثيقة تطالب باقتحام جماعي للمسجد الأقصى على مدار ساعات اليوم ، أي بالليل والنهار ، وعلى مدار أيام الأسبوع ، أي سبعة أيام".

الى ذلك ، شنت القوات الاسرائيلية حملة اعتقالات ومداهمات في الساعات الأولى من صباح أمس طالت ستة فلسطينيين في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية على موقعها الالكتروني عن مصادر عسكرية أن القوات الاسرائيلية اعتقلت الفلسطينيين بدعوى أنهم "مطلوبون". وأضافت أنه تم اعتقال ثلاثة منهم في بلدة قباطية وثلاثة في الخليل. ولم يكشف الجيش عما اذا كان للمعتقلين أي انتماءات تنظيمية ، الا أنه أضاف أنه "تم احالة المعتقلين الى الجهات المختصة للتحقيق معهم". ويشن الجيش الاسرائيلي حملات اعتقالات ومداهمات يومية في الضفة الغربية في اطار ملاحقة المقاومة الفلسطينية.

واقتحم اكثر من 400 مستوطن اسرائيلي مساء الاحد قرية عورتا جنوب شرق نابلس ، بحجة ان في القرية مقبرة لأنبياء بني اسرائيل وزيارة مقامات دينية يهودية في القرية وذلك تحت حراسة مشددة من الجيش الاسرائيلي. وقال حسن عواد رئيس مجلس قروي عورتا ان الجيش الاسرائيلي فرض اغلاقا على المنطقة ، حيث منع المواطنين من الدخول والخروج الى القرية. واضاف عواد ان المستوطنين اقتحموا القرية بعدة حافلات الى 3 اماكن وسط وشرق القرية وخرجوا منها عند الساعة الثالثة من فجر امس دون ان يبلغ عن وقوع مواجهات. كما اقتحمت قوات الاحتلال عدة منازل في بلدة قباطية بمحافظة جنين ، واعتقلت ثلاثة شبان قبل انسحابها من البلدة.

في الأثناء ، قالت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الشاباك يوفال ديسكين زار مدينة جنين بالضفة الغربية مؤخرا ، ومكث فيها يوما كاملا في ضيافة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ، وبحسب الصحيفة فان هذه الزيارة هي الثانية من نوعها في الشهور الأخيرة في مناطق السلطة ، حيث سبقتها زيارة الى رام الله ، وتم الحفاظ على سرية هذه الزيارات بموجب تفاهمات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ، بحسب "هآرتس". وأضافت الصحيفة أنه في السنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت تحسنا في العلاقات الأمنية زار ديسكين ومسؤولون كبار في الشاباك والجيش الاسرائيلي عدة مرات مناطق السلطة بالضفة الغربية ، التقوا فيها كبار المسؤولين في السلطة وأجهزة الأمن الفلسطينية في المقاطعة برام الله.

ولفتت الصحيفة الى أن ديسكين يعتبر حلقة الاتصال بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وبين قيادة السلطة الفلسطينية ، كما أشارت الى أنه يشرف ، من قبل نتنياهو ، على تنفيذ ما أسمي بـ"رزمة بناء الثقة" تمهيدا للمفاوضات المباشرة ، المتمثلة باجراءات أمنية بينها نقل المسؤولية الأمنية عن عدة مدن فلسطينية الى السلطة الفلسطينية وعدم دخول قوات الاحتلال اليها. وقالت أيضا ان قائد قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية ، نيتسان ألون ، قد زار مقر قيادة الأمن العام في رام الله ، قبل عدة أسابيع ، ورافقه رئيس ما يسمى بـ"الادارة المدنية" يوآف مردخاي ، كما زار عدد من كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي ، بينهم القائد العسكري لما يسمى بـ"منطقة المركز" ، آفي مزراحي ، مدينة قلقيلية.

سياسيا ، قالت مصادر فلسطينية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيستقبل المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل في رام الله السبت المقبل. وذكرت صحيفة "الأيام" المحلية الصادرة في رام الله أمس أن ميتشل الذي سيصل الى المنطقة على الأرجح الجمعة سيركز في محادثاته على متطلبات اطلاق المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية المباشرة. وأشارت المصادر الى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما كان أبلغ عباس في مكالمتهما الهاتفية الأخيرة قبل يومين أنه يرغب ببدء المفاوضات المباشرة في اقرب وقت.

وأضافت أن أوباما أكد لعباس التزامه الشخصي بالعمل من أجل اقامة الدولة الفلسطينية ، وأبلغه أن المبعوث الأمريكي سيعرض عليه "خطوات" يأمل أن يساهم تنفيذها في اتخاذ قرار فلسطيني ببدء المفاوضات المباشرة. ويسود الاعتقاد بأن الادارة الأمريكية بلورت هذه "الخطوات" مع الاسرائيليين خلال المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي اوباما والمسؤولين الأمريكيين بمن فيهم ميتشل خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن قبل أيام والتي أكد خلالها انه لن يطرح أياً من مواقفه فيما يخص قضايا الحل النهائي الا خلال المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين.

وبحسب المصادر فان الرئيس الأمريكي لم يحدد هذه الخطوات غير أن الاعتقاد السائد هو أنها ذات الخطوات الخمس الخاصة ببناء الثقة وتشمل وقف الاجتياحات الاسرائيلية للأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية بمعنى العودة الى وضع ما قبل 28 أيلول عام 2000 والافراج عن معتقلين وتمكين السلطة الفلسطينية من تنفيذ مشاريع في المناطق المصنفة (ج) وازالة الحواجز وتوسيع مدى حرية الحركة وتوسيع رقعة المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وادخال متطلبات السكان في غزة.

في ذات السياق ، وصف مسؤول فلسطيني اعتزام اسرائيل اقرار "اجراءات بناء ثقة" مع السلطة الفلسطينية بأنها "مناورة ومسرحية هزلية". وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان صحفي ان "اجراءات بناء الثقة" الاسرائيلية تصلح فقط "لمسرحية هزلية مارستها تل أبيب على امتداد السنوات السابقة منذ اعتمدت الرباعية الدولية خطة خارطة الطريق الدولية عام 2003".

ورأى خالد أن الانتقال الى مفاوضات مباشرة دون احراز أي تقدم في ملفي الحدود والأمن والترويج لذلك بحوافز تسميها الادارة الأمريكية واسرائيل "اجراءات بناء الثقة" بين الجانبين" يعني الاستجابة لمناورات اسرائيلية". وأعرب خالد عن "الاستغراب لتراجع" الادارة الأمريكية عن موقفها قبل نحو شهرين فقط بضرورة البدء بمفاوضات تقريب لجسر الهوة الواسعة في المواقف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حول الحدود والأمن من أجل الانتقال الى مفاوضات مباشره ناجحة. وقال ان "مفاوضات التقريب كانت في الأساس فكرة أمريكية للخروج من مأزق الجولات المكوكية ، التي كان يقوم بها مبعوث الادارة الأمريكية دون احراز أي تقدم وجاءت الموافقة عليها في سياق رهان ثبت انه كان خاسرا ، على دور نشط تقوم به الادارة الأمريكية في الضغط على اسرائيل". ودعا خالد لضرورة التوجه الى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية للاعتراف بحدود الرابع من حزيران عام 1967 حدودا لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.

من جهة أخرى ، افاد مصدر مقرب من الرئاسة المصرية أمس ان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى مصر التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء تأجلت الى يوم غد الاربعاء. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان "الزيارة تأجلت الى الاربعاء" من دون مزيد من التفاصيل. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعلن الاحد انه سيلتقي الثلاثاء في مصر الرئيس المصري حسني مبارك ليبحث معه امكانية الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وفي القدس ، قالت الاذاعة الاسرائيلية ان الزيارة تأجلت الى الاربعاء بناء على طلب القاهرة. ومن جهة اخرى ، افاد المصدر المقرب من الرئاسة المصرية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل الى القاهرة مساء الاربعاء وسيلتقي مبارك الخميس.

جمال جمال  - ووكالات