صدمة تليها صدمة، أصابُ بها حين تلمح عيناي خبراً ن إصدار فتوى جديدة، وتكون صدمتي في معظم الأحوال هائلة عندما تكون الفتوى أزهرية فأكاد لا أصدّق أنّ هذه الفتوى حقيقية حتى يقطعّ تأكيد المُفتي لفتواه شكّي باليقين. في تكملة لحلقات فتاوى العامين المنصرمَين، أفتى الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه في جامعة الأزهر بجواز فك تشفير القنوات التي تبث مباريات كأس الأمم الإفريقية في إشارة واضحة إلى قناة الجزيرة الرياضية مُعلّلاً ذلك بعدم وجود نص قانوني أو شرعي يمنع المصريين من فك الشيفرة بالطريقة التي يرونها مناسبة، إضافة إلى عدم قدرة الحكومة المصرية على دفع اشتراكات هذه القنوات التي تحتكر بث المباريات على حد تعبير الشيخ "الجليل". بهذا أجاز الأزهر بصريح العبارة عمليات القرصنة على القنوات التي تتطلّب اشتراكاً لمشاهدتها وهذا لا يختلف أبداً عن القرصنة الالكترونية إذ أن المفهوم والمضمون واحد. وإن العاقل لّيَعي أن فك تشفير القنوات أو البرامج يُعتبر سرقة لا مجال للجدال فيها، فكيف يُجيز الأزهر السرقة بصريح الفتوى؟ يبدو أن خللاً عقلياً أصاب عقول الأزهريين هو أشبه بتشققات في أرض مدينة قارَبَت على الإنهيار، فالفقر وإن كان مُتقِعاً فإنه لا يُبرّر السرقة، واعتماداً على هذه النظرية، بأي رؤية قام "الدكتور" الأزهري بتحليل فك شيفرة الجزيرة الرياضية للمصريين؟ وهل عدم قدرة الحكومة على دفع تكاليف الإشتراك يُبرّر إقحام الدين في مسألة تافهة كهذه وكأن المصريين سيموتون إن لم يُشاهدوا كأس الأمم الإفريقية..!؟ كما أعلم، فإن مشاهدة مباريات كرة القدم ليست من الضرورات كي نبيح المحظورات، وقد شهدنا العديد العديد من الأزهريين يمقتون "إضاعة" الوقت في مشاهدة المباريات، فهل تغير الحال وأصبح شيوخ الأزهر يجلسون في "ديوانية" يُشاهدون مباريات كرة القدم لأن تشجيع فريق بلدهم فرض دينيّ يُضافُ إلى الفروض الخمسة على صيغة "وفك شيفرة القنوات الفضائية لمشاهدة مباريات كأس الأمم الإفريقية لمن استطاع إليه سبيلا" ؟ يا أيها الشيخ الأزهري، ما حكم احتساب الهدف إن دخلت الكرة بالمرمى في اللحظة التي نسمع فيها صفارة الحكم؟ وهل صحيح أنّ أهداف "ميسّي" بحذاء Nike غير محسوبة شرعاً..؟