وسط البلد..نسيج شعبي يحتضر
الشكوى لغير الله مذلة ,
فى ليلة من الف ليلة وليلة
حيث هناك جو مختلف وحال له اوصاف
عند مدينة مشيده تملؤها الزينة والانوار
ومن حولها جبال وفيها أهل أحبوها ملؤوها بأجمل الاغانى والالحان
وحركة غريبة تدب فى جميع الاركان.
تتنقل فيها وتشعر بجمالية المكان
هي إرثك العظيم يا عمان
آه إنه وسط البلد هو ملك ثقافي شعبي جميل تزهو به عمان,وهو ملك لكافة المواطنين والمقيمين والزوار.
وبما انه ملكية عامة لنا جميعا لا يحق لأي كان تغيير معالم البلد وتغيير عشوائيتها,ولا يجوز تغيير براءة موجودة في طفلة الأردن الجميلة التي نمت وكبرت وترعرعت بحب أبنائها لها.
ان التغيير الذي حصل في وسط البلد بغرض إنهاء الأزمات المرورية وضعنا في مأزق كبير وتحول من منظر جميل بعشوائيته وطبيعته الجميلة لكل ما هو موجود ومعتاد وسالك منذ أجيال وتحول الى سكوت ووقف حال للتجار الكبار منهم والصغار ,حتى المسكين صاحب البسطة الذي يكسب لقمة بسيطة حرموه منها.
من يومين نزلنا عالبلد كما هي الجملة المتبعة لدينا في قولنا اننا ذهبنا الى وسط عمان ,وفوجئنا أيما مفاجأة الشوارع خالية من المشاه ,والسيارات والمحال تكاد تكون فارغة.
حتى الشوارع التي ادعت الأمانة بفتحها لتسيير حركة السير والمرور كانت مغلقة إما بحاجز بشري من رجال السير وإما بحواجز الأمانة (ويا ويلك ان نويت الوقوف لتتناول غرض ما أو حتى ان تنزل راكب معك في السيارة ليتناول لك غرض ,طبعا مخالفتك جاهزة –والمخالفات حدث ولا حرج.
إن وسط البلد هو للجميع ولكل من يرتادوه من أبناء بلدنا وزواره,كيف تحرمون أناس من لذة العيش ببساطة ,هم أحبوها وعاشوها منذ سنوات ,بل وعشقوها بأزمتها المرورية وبالبسطات المنتشرة وببساطة ناسها.
وداعا إرثنا العظيم وداعا للصدق وعدم الزيف وداعا للناس الصادقة الغير متبرسجة (اصحاب البريستيج الفاضي).
وداعا لكل نسمة عليلة نتنفسها في وسط البلد.
وداعا لصحن الحمص والفول والفلافل التي كنا نتناوله على رصيف شوارع البلد,وداعا للحبيب صحن الكنافة الذي كنا نتناوله وقوفا ,وداعا لكل البساطة التي سلبتها أمانة عمان بإسم التغيير والاصلاح.
وعندها ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح والديك قد صااااااااااح.
د.مجدولين عبدالله أبوطالب