فريق استخباراتي أمريكي يدعو لدعم "حماس" و"حزب الله"

زاد الاردن الاخباري -

شكك فريق استخباراتي أمريكي في جدوى السياسة الأمريكية الحالية والرامية الى عزل "حزب الله" وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" وتهميشهما ، داعيا إلى ضرورة دمجهما في المؤسسات السياسية والعسكرية في لبنان والسلطة الفلسطينية.

وأعد التقرير، الذي جاء في خمس صفحات وحمل عنوان  "التعامل مع حزب الله وحماس" ، الفريق الاستخباراتي العامل في القيادة المركزية الأمريكية المسئولة عن القوات المنتشرة في جنوب آسيا والشرق الاوسط.

ونقلت جريدة "النهار" اللبنانية عن التقريرالذي  كشفه المحلل السياسي والعسكري مارك بيري في مجلة "فورين بوليسي" أن  "حزب الله وحماس يعتمدان سياسة رفض معادية لاسرائيل، الا انهما براجماتيان وانتهازيان.

وأضاف أن  "دور الولايات المتحدة الداعم لقوات دفاعية لبنانية موحدة تشمل حزب الله، ومواصلة تدريب قوات أمن فلسطينية تشمل حماس سيكون أكثر فاعلية، من مجرد تقديم المساعدات لحكومة لبنان، وحركة "فتح" اللذين يمثلان فقط جزءا من الشعبين اللبناني والفلسطيني".

نصر الله وإيران

ويقلل التقرير من اهمية الطرح القائل بأن "حزب الله" يعمل لمصلحة إيران، وينسب الى الامين العام للحزب حسن نصرالله قوله انه في حال بروز تناقض في المصالح بين لبنان وايران، فان الحزب سيقف مع مصالح لبنان .

وأشار إلى أن "نشاطات حزب الله تعكس على نحو متزايد حاجات الحزب وتطلعاته في لبنان، وليس مصالح مؤيديه الايرانيين" ، مضيفا "الحرب التي شنتها اسرائيل على الحزب عام 2006 ادت الى نتائج عكسية ، فبدلا من محاولة عزل الحزب أدت إلى تعزيز روابطه بإيران".

وتحدث التقرير عن وجود نقاط تشابه بين حزب الله و"الجيش الجمهوري الايرلندي" الذي كان يقاتل الحكومة البريطانية وقواتها، والذي شارك لاحقا في عملية السلام في ايرلندا الشمالية، ويرى انه يمكن جذب "حزب الله" في المستقبل للاضطلاع بدور سياسي مماثل.

ولفت التقرير إلى الاجتماع الذي عقده السفير البريطاني في لبنان مع بعض قادة الحزب في لبنان في 2009، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع يمكن ان يخدم نموذجاً مناسباً للبدء بعملية دمج حزب الله في الجيش اللبناني.

ويوصي بالدفع الى محادثات في لبنان مماثلة لتلك التي جرت في ايرلندا، لانه " كما قامت الولايات المتحدة بدور قيادي في محادثات السلام في ايرلندا الشمالية، فان البريطانيين يمكن ان يقودوا مثل هذه المحادثات بين الجيش اللبناني وحزب الله في لبنان".

وتجدر الاشارة الى أن فريق الاستخباراتي العامل في القيادة المركزية الأمريكية المسئولة عن القوات المنتشرة في جنوب آسيا والشرق الاوسط مهمته تقديم تحليلات وتقويمات استخبارية خارج اطار المألوف والمتوقع، وتتضمن احيانا افتراضات تتحدى التفكير التقليدي والاستراتيجيات المعتمدة.

ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والحكومة الامريكية تشجع وجود افراد في اجهزتها وخصوصاً الاجهزة الامنية تكون وظيفتهم تحدي المألوف والخروج بسيناريوات ومقترحات بديلة وغير تقليدية. وتوصف مثل هذه الجماعات او الفرق بـ"الفريق الاحمر"، في مقابل "الفريق الازرق" الذي يمثل التفكير السائد او "الارثوذكسي".

رفض رسمي

وعلقت مصادر رسمية أمريكية على التقرير بالتأكيد أن الولايات المتحدة ترفض التعامل مع حزب الله وحماس ، مشيرا إلى أن البيت الأبيض مستعد للتحاور مع ايران".

واوضحت المصادر ان "التعامل مع الأصل وهي إيران أهم وأكثر جدوى من التعامل مع الفرع حزب الله"، في اشارة الى ارتباط حزب الله بايران.

واستخفت المصادر الأمريكية المسئولة بما نسبه التقرير إلى نصرالله، وقائلة "ليس هناك أي محلل جدي يمكنه ان يستخدم كلمة نسبت الى نصرالله وان يتجاهل سنوات من السلوك المناوئ وجبل من الادلة العكسية هذا الفريق الاحمر يمارس اللعب هنا وليس المعارضة". وأضافت " الجيش الجمهوري الايرلندي شارك في مفاوضات السلام بعد قبوله شروطاً سياسية وأمنية".

وتساءلت المصادر عن اسباب تسريب التقرير، مشيرة إلى أن هناك تفسيرين محتملين، ان يكون مصدر التسريب مستاء جدا من توصيات الفريق ويريد "تقويض أي تفكير من هذا النوع، وايجاد موجة معادية له"، أو ان يكون الطرف الذي سرب التقرير" مؤمنا بهذا التفكير ويريد ان يوجد وراءه الزخم الضروري".

وقبل اسابيع تحدث مستشار الرئيس اوباما لشؤون مكافحة الارهاب جون برينن عن امكان تعزيز العناصر "المعتدلة" في "حزب الله"، لكن مجلس الامن القومي ووزارة الخارجية الامريكية سارعتا الى نفي وجود تغيير في موقف واشنطن الرافض للتعامل مع الحزب.

ويقول المحلل مارك بيري ان مصادر القيادة المركزية قالت ان الجنرال ديفيد بيترايوس الذي كان الى ما قبل ايام قائدا للقيادة المركزية قد قرأ التقرير، الا انه ليس واضحاً ما اذا كانت التوصيات قد رفعت الى البيت الابيض .

 وكالات