د. سهيلة في "كلام نواعم": لا دليل في القرآن على طاعة الزوجة لزوجها

زاد الاردن الاخباري -

هل يجب على الزوجة طاعة زوجها ,طوال الوقت ومهما كانت الأسباب ، وما هو المعنى الحقيقى للقوامة, وهل من الممكن أن ترث المرأة أكثر من الرجل؟ برنامج " كلام نواعم " على فضائية "إم . بي . سي" ليوم الأحد الموافق 27 يونيوناقش قضية القوامة وموقع المرأة في الشريعة الإسلامية ومكانتها

د. سهيلة زين العابدين حماد – اختصاصية التاريخ الإسلامي – تحدثت حول النظرة المتجددة للمرأة في الدين الإسلامي, فأوضحت أن هناك تصحيح للخطاب الديني لتفسير بعض الآيات المتعلقة بالمرأة مشيرة في حديثها أنه لا توجد آية في القرآن الكريم تنص على طاعة الزوجة للزوج , فجميعها أحاديث ضعيفة إلى جانب أن كل ما يتعلق بهذا ثبت ضعفه من حيث المتن .

معنى القوامة

وحول آيات القرآن التي تتعلق بقوامة الرجل على المرأة, فأشارت د. حماد أن هناك مفهوم خاطئ لدى الرجال بأنه مفضل على المرأة لأنه مكلف بالإنفاق, لكن معنى القوامة في اللغة العربية أنه خادم وهو القائم بتدبير شئون المرأة, فالقوام يعني الخادم لهن, كما أن المفسرين قلبوا معنى القوامة إلى قيم, وبالتالي أعطوها معنى للسلطة والعبودية .
وأوضحت أن هناك بعض المفسرين أشاروا إلى تلك الجزئية موضحين أن القوامة هي لتأديب المرأة, إلى جانب تميز الرجل عن المرأة بالعقل واكتمال الطاعة, استناداً على حديث " ناقصات عقل ودين " .

وشاركهم في الحوار الشيخ عبد الله جفن – أستاذ الثقافة الإسلامية – للحديث حول القوامة فأوضح أن المرأة خلقت من الرجل وليس لوحدها ,كما أن النساء شقائق الرجال وفي الميراث هي تأخذ نصف ميراث الرجل وكذلك في الشهادة, وليس معنى هذا إنقاص من شأن المرأة, فهى كالدرة الملموسة التي يجب الحفاظ عليها .
مشيراً في حديثه إلى أن القوامة لا تعني تسلط الرجل على المرأة , فهناك البعض خرجوا من نطاق الإنسانية مما دفع النساء إعتقادهم بأن هناك أمر مشين .

وعقبت د. حماد على حديثه موضحه أن هناك مفاهيم خاطئة سادت المجتمع, كما لم يعمم هذا في الميراث مشيرة إلى أن المرأة قد تأخذ مثل الرجل في حالات كثيرة, مثل وفاة الابن لكنه في الغالب يعمم الذكر مثل حظ الأنثيين ,وهذا ليس الأصل وفي بعض الأحيان تأخذ المرأة أكثر من الرجل, لكن التفسير القائم في المجتمع الإسلامي يضرب المثل أن الرجل دائماً يأخذ ضعفها .

بينما وافقها الشيخ جفن الرأي على اعتبار أن المجتمع قد يكون صاخب على النساء, لكن خطاب الشرع جعل كرامة المرأة فوق رأس الرجل .

زواج المرأة الطفلة

وحول زواج المرأة في سن صغير أشارت د. حماد إلى البحث التي أجرته عن زواج السيدة عائشة, وإنها لم تتزوج في سن 9 سنوات فهناك العديد من الرجال كبار السن يقبلون على الزواج من الصغيرات تشبهاً بالرسول الكريم, لكن كل ذلك أحاديث ضعيفة .

موضحة أنه في حالة البحث  من حيث المتن فهناك قواعد وأسس من حيث الإسناد خاصة وأن الإسلام فى الزواج يقوم على المودة والرحمة, فكيف يتحقق السكن عندما يتزوج رجل في 60 عام من طفلة صغيرة واصفة ذلك بأنه انتهاك لحقوق الطفلة الصغيرة, فهى لا تتحمل المعاشرة الزوجية ولا الحمل والولادة فهناك العديد من النماذج التي توفيت بسبب ذلك ,وهذه الطفلة عندما تنضج وتصل إلى 20 عام لا يستطيع وقتها زوجها أن يعطيها حقوقها الشرعية, فإما أن تنتحر أو تحدث خيانة زوجية .

فأشار الشيخ الجفن إلى أن المجتمع الإسلامي قديماً كان يتم فيه زواج الفتيات في سن صغير جداً, لكن الإنسان أصبح يجتهد بالتنظيم والروابط, فلا تتزوج المرأة الإ برضاها سواء كانت طفلة صغيرة أم لا, لكننا نرفض أن تمضي على أوراق أو تتزوج دون علمها .

وعن ردود أفعال الناس تجاه آرائها أشارت د. حماد  إلى أن منتدى الوسطية كان في يوليو الماضي طلب منها تجديد ورقتها تجاه الخطاب الإسلامي للمرأة ,وتناقشت حول بعض مفاهيم القوامة لكنها وجدت اعتراضات شديدة خاصة حينما
 
 
   
 
   
يشبه البعض المرأة بالعمارة المستأجرة, لكن عندما تأتيهم بالحجة يقتنعوا لآرائها.

مشيرة في حديثها إلى أن هناك بعض القبائل تحرم المرأة من الميراث حتى الأن, و تطلق المرأة من زوجها لعدم كفاءة النسب .

واختتمت الحلقة بضرورة رجوع العلماء إلى أصول التفسير, خاصة وأن معظم هذه الكتب جمعها المستشرقون, إذن فلابد من التحقيق منها وكذلك الروايات التي تنص على ضرب الرجل للمرأة, فحينما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تضربوا إماء الله ", فهذا يتناقض مع الروايات لذا لابد من الرجوع إلى كل كتب التفسير .

لهنّ - مروة فتحي