أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. انخفاض آخر على الحرارة دوي انفجارات عنيفة بمدينة أصفهان الإيرانية وتقارير عن هجوم إسرائيلي الأردن يأسف لفشل مجلس الأمن بقبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي (تفاصيل) الاردن .. كاميرات لرصد مخالفات الهاتف وحزام الأمان بهذه المواقع هل قرر بوتين؟ .. أوروبا تهرع لإحباط مؤامرة لاغتيال زيلينكسي هفوة جديدة تثير القلق .. بايدن يحذّر إسرائيل من مهاجمة حيفا هل سيستمر الطقس المغبر خلال الأيام القادمة .. تفاصيل حماس تعلق على فيتو واشنطن المشاقبة: إسرائيل دولة بُنيت على الدم والنار هل أعطت إدارة بايدن الضوء الأخضر لنتنياهو بشأن اجتياح رفح؟ الحوارات: مواجهة العدو لا تكون بالرصاص وإنما بالعقل القسام تعلن تفجير عيني نفقين بقوات للاحتلال طائرات الاحتلال تهدي ملاك هنية صاروخًا قاتلًا بدلًا من كيس الطحين إسرائيل تهنئ أميركا على إسقاطها منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة. المنتخب الأولمبي لكرة القدم يخسر أمام نظيره القطري. وزير خارجية أيرلندا: أشعر بخيبة الأمل من نتيجة التصويت بمجلس الأمن على عضوية فلسطين. وزارة الدفاع الإسرائيلية تؤيد إغلاق قناة الجزيرة واشنطن: متفقون مع تل أبيب على ضرورة هزيمة حماس سموتريتش: قيام دولة فلسطينية تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ما هو المطلوب من مؤسساتنا و الشباب اليوم ؟

ما هو المطلوب من مؤسساتنا و الشباب اليوم ؟

27-06-2010 11:40 PM

تشير معطيات عن مدى عزوف الشريحة الشبابية عن ساحة العمل السياسي والاجتماعي والتطوعي, لذا يجب معرفة ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك الابتعاد والعزوف؟  والآلية الملائمة لتشجيع الفئات الشبابية على خوض غمار العمل الاجتماعي والتطوعي؟ وما التداعيات المترتبة حال عدم نجاح مساعي دفع عجلة العمل الشبابي على حاضر الأمة ومستقبلها؟

الشباب هم ذلك الأمل الذي تتطلع إليه سائر الشعوب والأمم في مسيرة نهضتها نحو الغد والمستقبل، الشباب هم الوقود الذي يسير بركب المجتمع بهذا العنفوان الكبير نحو التقدم والعطاء نحو الرقي والارتقاء، في فكرها وعقلها وروحها وجميع مكوناتها الجسمية والروحية، وأي تعطيل في المسيرة يعني الرجوع بركب الأمة نحو الخلف عشرات السنين والركون في زاوية التخلف والرجعية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

الشباب هم المخزون البشري الهائل الذي نعتمد ونراهن عليه في مقبل الأيام، فلا يجدر بنا أن ندع الحبل على الغارب ولا نحرك ساكناً حيال حالة المراوحة وتجميد نشاط الشباب لأجل غير مسمى. أنا لا ألقي بتبعات ذلك العزوف على كاهل الشباب بشكل مطلق من دون النظر إلى حيثيات الأمور من كل جوانبها وأبعادها، فهناك تداخل كبير بين الأسباب والمسببات، ومن غير اللائق أن نتناول النتائج من غير النظر إلى الأسباب والبواعث. نعم، هناك إخفاقات وهناك مراوحة في الجمود في المؤسسة تلك أو المراكز الاجتماعية تلك، وهناك عدم تجاوب وعدم فاعلية من قبل المجتمع حيال هذا النشاط أو ذاك، وهناك عدم تشجيع أو حتى كلمة طيبة أو على أقل تقدير نقد بناّء يشُّد من أزر العاملين وينظر لمكامن الخلل في الجسد المؤسساتي، ولكن لا يبرر على الإطلاق بحالة العزوف وحالة القطيعة (والاعتكاف الاجتماعي)، فهناك كثير من الشباب وكثير من الطاقات تنشط في ظرف معين وسرعان ما تأفل وتنزوي، بل لا يصبح لها وجود حتى على مستوى الأمور التي تجمع كل الناس بقطع النظر عن أسباب العزوف.

هناك فهم مغلوط قد يقع فيه بعض الشباب المتحمسين للعمل الاجتماعي في أول مشوارهم، وهو عدم فهمهم الصحيح لماهية العمل أصلاً وعدم درايتهم بكونه - العمل الاجتماعي - يتسم بشيء من التضحية بالوقت والجهد وحتى التعرض إلى بعض المشكل. وعندما يصطدمون بهذا الواقع تتولد عندهم ردود فعل عكسية عن العمل الاجتماعي وحتى عن المجتمع، وهذا أمر خاطئ يحتاج إلى توعية وتصحيح بالتحاور والنقاش الموضوعي. ومادمنا قد فتحنا الباب على مصراعيه في هذا الموضوع بكل شفافية وانفتاح ورحابة صدر فلا يجدر أن يفوتنا في هذه الجزئية أن ننتقد الشباب وإن كان النقد في بعض الأحيان قد يوجع، ولكن ربما يكون لحالة الصدمة التي نواجه بها الذات وقعاً أفيد مما لو كان بخلافه.

فهناك شريحة شبابية مخلصة انصهرت في العمل التطوعي منذ حداثة سنها ولم تدّخر وسعاً في تقديم الغالي والنفيس من أجل ديمومة العمل واستمراريته على الواقع، وهناك فئة شبابية وبخلاف ذلك تماماً لم تجد نفسها إلا وهي في ركاب المؤسسة وضمن أفرادها العاملين ولكنها آثرت أن تعمل خلاف المزاج العام وأن تسبح ضد التيار، لا لكونها تتبنى برنامج عمل مغايراً، بل لكونها ترسم مشروع هدم داخلي وتفتيت للمؤسسة من القاعدة، فأخذت تنتقد وتنشر السلبيات على الرأي العام من دون ذمة ولا ضمير، ولكنهم قلة سرعان ما يطويهم الزمن ويذهبون طيّ النسيان.

المطلوب من الشباب اليوم وإزاء هذه التحديات والاستحقاقات الكثيرة على الأرض أن ينخرطوا في مضمار العمل الاجتماعي، وأن يلقوا كل تبعات الماضي خلف ظهورهم، وأن ينظروا للإمام، فإشعال شمعة خير من أن تلعن الظلام كما يقولون. المجتمع بحاجة لطاقاتكم وجهدكم كي تبنوه وتشيدوه بكل حب ومثابرة، البناء إن لم يكن صحيحاً وقوياً سرعان ما يتصدع ويكون مصيره نحو الخراب والزوال.

قد نختلف على هذه الجزئية وذلك المفهوم، ولكننا في الخطوط العامة وفي الإطار العام نتفق ونلتقي كون الأهداف واحدة وإن اختلفت الآليات المتبعة للتطبيق.

اليوم أنتم مدعوون أيها الشباب لحمل هذه المسؤولية وإعطائها للأجيال القادمة بكل جد وإصرار على التغيير في حقول العمل الإنساني، وتنسحب تلك المسؤولية على مؤسساتنا الأهلية والمدنية بأن تفتح باعها إلى الشرائح الشبابية الواعدة كي يعطوا ويبدعوا ويرتقوا بصروح مؤسساتنا نحو الأفضل، وعلى شبابنا الطموح الذي يحمل همّ العمل الاجتماعي والتطوعي أن يبادروا بكل قوة لخوض معترك العمل، وهذا للوهلة الأولى يعُّد ضمانة حقيقية لسير النشاط وحراكه في واقع المجتمع.

 

خـلـيـل فـائـق الـقـروم

Kfg_81@yahoo.com

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع