أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تدوير النفايات السياسية

تدوير النفايات السياسية

11-08-2014 12:15 PM

ثمّة اختلافات ملموسة في منصب الولاية العامة للوظيفة في بلدان العالم المتمدين والدول التي تدور في فلك التخلف والفساد , تلك التحولات والاختلافات على ارض الواقع يلمسها المتابع اليومي لاخبار العالم و دول الجوار تعطي تصوراً كبيراً لحجم الفرق الشاسع بين دول ارادت النجاح ودول اخرى تمارس حياتها الداخلية والخارجية بنظام المياومة والغرق في الفساد والمديونية والاعتماد على الآخرين , الحديث المتشعب لتلك الظاهرة المتأصلة عربياً وللأسف يقودنا تلقائياً نحو البحث عن الاسباب الكثيرة المؤدية اليها من طبيعة الشعب نفسه وشهوة توريث المناصب وجلب الشخص غير المناسب للمكان المناسب .

منصب رئيس الوزراء والوزير والأمين العام في كل الدول المتحضرة حكراً على اصحاب الكفاءات والسيرة الوظيفية الناصعة لمن تفرزهم الاحزاب المرموقة في انتخابات نزيهة بناءاً على برامج وطنية مقرؤة تلامس الواقع لجمهور الناخبين , وللمزيد من الوضوح والصراحة فان الكلام السابق لا ينطبق على دولة عربية حيث ان معيار الواسطة والعلاقات العائلية والجهوية والتزكيات الأمنية ما زالت تلقي بظلالها على مشهد اختيار رئيس الوزراء والفئات العليا حتى نرى اسماء مفلسة من الرصيد الشعبي والوظيفي تهبط على كراسي وُجِدت دستورياً بالاصل لممارسة الولاية العامة وليس ( لتمسيح الزفر ) وانهاك جيوب المواطنين بالظرائب الفاحشة لستر عورة الفساد المالي وتسيير البلاد بالمياومة .

اسماء كثيرة لاشخاص مصابين بالخصاء الذهني يتناوبون على منصب رئيس الوزراء لا يملكون ادنى تصور او ارادة لوضع سياسات وبرامج وطنية تمكنهم من ممارسة دورهم وترك بصمة سياسية واقتصادية نزيهة في مسيرة الوطن , تبدأ مسيرتهم المُضحكة باستقبال المهنئين ثم ممارسة (ما تبقى لهم من ولاية عامة منقوصة ) للبدء في قرارت الجباية وتحصين الفساد وتضييع الأدلة وارجاع الوطن للخلف وتنتهي مسيرتهم بعد بضعة اشهر او ربما سنوات قصيرة ليستقروا في مزبلة التاريخ الوطني والتفرغ للجاهات وحضور الولائم والمناسبات الخاصة من الطهور حتى الزواج وقبل ان يدخلوا في سن اليأس السياسي يجري اعادة تدويرهم بمناصب رفيعة اخرى بشكل متتالي ومدروس على حساب مصلحة الوطن والكفاءات المقهورة فيه ليلاً نهاراً .

رؤساء الوزارات في بلدان العالم المتحضر يعتبروا بيوت خبرة سياسية واقتصادية يديرون مراكزاً هامة للابحاث والدراسات ومؤلفي كتب تحكي مسيرتهم ونجاحاتهم الوطنية فيها من الدسم المعرفي والسياسي ما يؤهلها لان تتجاوز مبيعاتها ملايين النسخ حول العالم واعادة ترجمتها لمختلف لغات العالم او ربما رؤساء احزاب مؤثرة يجري الأخذ بآرائهم والاستئناس بارشاداتهم , لم يرتبطوا بعلاقة زواج متعة مع المنصب العام في المقابل لدينا صورة مغايرة تبتديء بعبارة ( انا لما كنت , وأبوي لما استلم الحكومة ) عبارات خاوية ومضحكة يرددوها ان اتيح لهم فرصة لالقاء ندوة او حضور لقاء شعبي يكشف لنا سِر هروبهم من الظهور الاعلامي طيلة فترة ولايتهم وذلك لافتقادهم حتى لابسط انواع التعبير والكاريزما الخاصة .

النفايات السياسية في البلدان العربية واعادة تدويرها على مبدأ النظرية العلمية للطاقة ( لا تفنى ولا تُعدم , وانما تتحول من شكل الى آخر ) هي المسؤولة عن قتل روح الوطنية بين صفوف الجماعات وهي الجواب الشافي للسؤال المتكرر لماذا فقدت الدول هيبتها ؟ ولماذا تعالت العائلة والمنطقة على حقوق الوطن ؟

ولماذا نسير في ركب التخلف وغيرنا استطاع نشل بلاده من الضياع والفقر ليلحقهم في سُلّم اقوى اقتصاديات العالم في فترة ( 10 ) سنوات ؟

ولماذا تتنافس الحارات والمناطق في مجالس الامة بالمقابل تتنافس الاحزاب المحترمة في مجالس النواب في تلك الدول لتشكيل الحكومات ؟ ولماذا لم يقدم اي مسؤول عربي للعدالة لاتهامه بالفساد والأثراء غير الشرعي وغيرنا يحاسبه الرأي العام واجهزة الدولة على وجود مئات من الدولارات في رصيده ؟

ولماذا تكتفي الدول من خيراتها الزراعية ونحن ما زلنا نستورد مأكلنا وملبسنا وقمحنا وعدسنا ؟ ولماذا تتسيد البطالة والفقر والتذمر مشهدنا ؟ ولماذا تزال تركع دولنا باجهزتها المختلفة امام تساقط للثلوج او ربما منخفض عابر وكأن المطر لم ينزل الا مرة واحدة في تاريخنا ؟ ولماذا نجد ان 95 % من الشباب يحلموا للهجرة والدراسة والعلاج بالخارج وغيرنا تتوافد عليه الدنيا طمعاً في العمل والدراسة لديه ؟ ولماذا نحن مصابون بالشلل الوجودي بين الامم وبلدان أخرى تحقق قفزات سنوية تستحوذ على اهتمام العالم ؟؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع