أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
غالانت: الفترة المقبلة ستكون حاسمة بالجبهة الشمالية الاحتلال: قصفنا 40 هدفا لحزب الله هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر خدمات الأعيان تتابع تنفيذ استراتيجية الاقتصاد الرقمي الاتحاد الأوروبي يدعو لتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة مذكرة تفاهم بين الجيش والجمارك إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا رئيس مجلس النواب يلتقي السفير المغربي التربية: صرف مستحقات موظفي المياومة عبر البنوك الشهر الحالي ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس الخصاونة يوعز بتقديم الدعم لإجراء الانتخابات النيابية إجراء الانتخابات النيابية 2024 الثلاثاء 10 أيلول (لا يمكن الثقة بنا) .. هفوة جديدة لبايدن (فيديو) إنجازات قطاع جودة الحياة خلال الربع الأول من العام الحالي "الطفيلة التقنية" و"القاضي عياض" المغربية تعقدان مؤتمر الحضارات بمراكش مباريات الأسبوع السابع عشر بدوري المحترفين تنطلق غدا بورصة عمان تنهي تعاملاتها على انخفاض الفايز يدعو مؤسسات المجتمع المدني إلى كشف الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الحوامدة رئيساً لمجلس محافظة الطفيلة للدورة الثانية. نتائج اختبار ضبط الجودة LQAS
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام فقه الغباء في التهنئة والدعاء للمستبدين

فقه الغباء في التهنئة والدعاء للمستبدين

12-06-2014 12:10 PM

مقبولة هي البلاهة حين يمارسها أهل الجهل والعوام من الناس، لكنها إن وقعت من أدعياء العلم، وحملة الشهادات، وقادة المجتمع، وخطباء المساجد، فما هي ببلاهة حين إذن، ولكنها الجريمة والخطيئة الكبيرة، والإثم الصريح والفتنة المُسقطة!!!

يظلم الظالم، ويستبد المستبد، ويتسلط الطاغي، ويُعمل سيفه في رقاب العباد، ويَحُوز الثروة والبلاد، فيقوم ثلة من السفهاء - بحُجَّة تهدئة الإوضاع، وحقن الدماء، وتحقيق الاستقرار - بالدعاء له، وتهنئته، ونهي الناس عن مصادمته والخروج عليه، ربما ذهبوا - كما نشهد - إلى تجريم أصحاب الحق، والتحرض عليهم، باعتبارههم خوارج وأهل فتنة!!

ليس العلم كثرة الحفظ، وحسن التأليف، وبراعة الخطابة والوعظ، وسحر التلاوة والإطراب، وإنما العلم استدعاء النص، ليحكم الموقف، ويوجّه السلوك ويضبط البوصلة، فلا يخرج عالم ولا متعلم عن حدود الحق، ولا يُجاوزه إلى غيره، وإن كلَّفه ذلك حياته، عندها تستقيم الحياة، ويَرتدع الطغاة، ويُقطع دابر الفتنة، بإحقاق الحق الذي تَسكن إليه النفوس، ويطيب معه العيش!

قال أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي:(إذا أردت أن تعلم محلَ الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداءالشريعة)!!

أيّ فقه هذا الذي يبيح للبعض أن يَطبع قُبلته على جبين المغتصب، بعد أن ينهي حالة الاغتصاب على قارعة الطريق، والسفهاء يصفقون له على الإنجاز؟!!

أي دين يجيز للجيران أن يتهافتوا إلى اللص سارق البيت وغاصبه، وقاتل أهله، وساجن مالكه، ثم يحوطونه بالتهاني، ويضعون بين يديه "شيكات مفتوحة" من الدعم ليرضى، ويَثبُت ويقوى على تبريد المعترضين المحشورين في بعض ردهات البيت الخارجة على السيطرة!!

في أي عقيدة يُدعىى لخائن غادر مُنقلب، بالعون والتأييد والسداد، لرفعة البلاد وخير العباد؟!!

أليس هذا مسخا للدعاء، واستهزاء بالله، ومسخا للشريعة، وتسفيها للفقه، وإزراء بالعقل، ولعنة على المعرفة؟!!!

كيف يهُنئ البعضُ بالمعصية؟! ويفرح بالغصب؟! ويظهر السعادة بالاعتداء؟! ويعطي الغطاء للقرصان وصعلوك الطريق؟!!

تُجادل رأس الغباء من هؤلاء، فيهرعُ للفضيل بن عياض، يخطف عبارته، ويرجع إليك نابحا بها:" لو كان لي مئة دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، لأني لو جعلتها للنفسي لم تجاوزني، ولو جعلتها له كان صلاح الإمام صلاح العباد والبلاد"!!

أيةُ تنبلة في رأس هذا، تقوم وتمسخ كلام الفضلاء، لتقذفه في وجهك بهذه الفجاجة، وهذا التلفيق؟؟!!

هل نزع عبارة الفضيل من سياقها في أمثال أبي بكر والفاروق وعمر بن عبد العزيز وأشباههم، ووضعها في سياق بن غوريون وبوش وشارون، ووكلائهم في بلادنا، هل وضع هذه العبارة في هذا السياق صدق وحق أم كذب وتدليس ونفاق؟!!

ثم يأتيك آخر بحديث ضعيف جدا ليقول لك: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:"أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا، مَالِكُ الْمُلُوكِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ فِي يَدِي، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا أَطَاعُونِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا عَصَوْنِي حَوَّلْتُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْهِمْ بِالسَّخْطَةِ وَالنِّقْمَةِ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، فَلا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ، وَلَكِنِ اشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيَّ أَكْفِكُمْ مُلُوكَكُمْ.

وهنا لا أدري ما علاقة هذا الحديث بموضوع تهنئة بعض العلماء للسيسي في يوم اغصابه وانقلابه!! وهو مجرد توجيه مباشر لتعديل سلوك الناس، وتصويبه باتجاه الواجب والمفترض، بدل اكتفائهم بالقعود والسلبية والتمني على الله، لإنهم حين يصلحون أحوالهم، ويحققون طاعة الله في سلوكهم واقتصادهم وبيوتهم ومؤسساتهم، يسقط طغاتهم حتما، لأنه لم يعد هناك سبيل لبقائهم، ولا مبرر لوجودهم أصلا!! لنُضوب مستنقع الفساد الذي ينبت فيه أمثالهم!!

إن تأيد الظالم بالتهنئة والدعاء معصية وكبيرة، وإقرار بالباطل، وشهادة بالزور، وتقوية لشوكة الظلم، وإضعاف لصوت الحق، حين يُصدِّق المستبد أنه مؤيّد ٌمنصور، فيزداد بطشا واستبداد، بينما تنكسر شوكة أهل الحق، ويُفتُّ في عضدهم، ويأخذهم الإحباط والقعود عن واجب الإنكار، أو يذهب البعض منهم للتطرف والمغالاة، والتكفير للناس والمجتمع، هذا عدا عن تعظيم طابور النفاق، ورواج سوقه، والإيذان بانتكاس الأوضاع، وكدر العيش، وكره الوطن والحياة والناس!!

المجتمع والدين الحق لا يحتاج هذه الفئة الرّخوية، من المزعومين أنهم علماء، يربطون بأمعاء الفتوى قوائم عرش القادم المتسلط بالتأييد والابتهاج والدعاء، وعنق الحاكم الشرعي المظلوم بالتجريم والتخطئة واللعن!! وإنما يحتاج المجتمع للربانيين الذين يقولون الحق لا يخافون في الله لومة لائم، كالشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر، حين قام خطيب النفاق محمد المهدي يثني على الملك فؤاد، في مسجد الأزهر ويجامله، حين استقبل طه حسين - وكان أعمى- بعد أكمل دراسته في بارس قائلا : "ما عبس وما تولى لما جاءه الأعمى" ، مُعرّضا برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أعرض يوما عن ابن أم مكتوم!!

فلما خطب وصلى وانهى الصلاة، قام الرباني الكبير محمد شاكر لينادي بالمصلين: أيها الناس! صلاتكم باطلة، والخطيب كافر، فأعيدوا الصلاة؛ وحدث هرج ومرج والسلطان واقف، وهو يقول: أيها الناس! صلاتكم باطلة وخطيبكم كافر. ذلك أنه رفع الملك فؤاد، فوق مقام النبوة!!

ليس في واردي الاستدلال على جواز ، بل وجوب الدعاء على الظالمين، وتعريتهم وما أكثرها، لكنني أقول للمهنئين بالسرقة والاستبداد والطغيان والعَسف، أعيدو صلاتكم، فقد ضللتم، وكفر خطيبكم الذي دعاكم لهذا!!!

أنتم أحق مَن علم وعرف أن قرار الانقلاب كان صهونيا أمريكيا غربيا بامتياز، وهو لا يريد لهذه الأمة حُرا مؤمنا يقود أو يرأس، وتعلمون أن مَن أيدهم في هذا الهدف، أو وافق عيله، أو سكت عنه، فقدأصابته الآية الآتية، وحُشر مع أهلها { إنكم إذن مثلهم}{ومن يتولهم منكم فإنه منهم}!!

قوموا توبوا ... أعيدوا صلاتكم .... راجعوا إيمانكم... فقد ضللتم، ووصلتم إلى شفا جرف يوشك أن ينهار بكم فتداركوا!!!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع