ليتنا نعلم سن العجز و كبر السن في أعين أبنائنا.؟ هل هو عمر الثلاثين أم عندما يصبحون أجداداً لهم أحفاداً لو كانوا في سن الأربعين..
أو عند ظهور شعرة بيضاء لمعت بالرأس؟ كيف يحكم الأبناء العجز على آبائهم وهم عاجزون عن خدمتهم وآداء واجباتهم كما قاموا بها في صغرهم.؟ من بكّر العَجز برأيكم.؟ هل الأب والأم أم الابن والابنة.؟
العجز هو عدم القدرة على القيام بأي مهام مهما صغر .. بالرغم أن الجدة رغم كبر سنها ومهما كان عمرها تقوم بأصعب المهامات من طبخ وليمة للعائلة وحضن الأحفاد وتربيتهم وتحمل الأعباء عن أبنائها وبناتها ورعاية المنزل وغيرها من المهامات الشاقة التي لم تنته رغم تعاقب السنين وتلبية طلبات لا تنتهي.. وأقلها على الآباء الإصغاء وتقديم حل لمشاكلهم في شتى مجالات الحياة .. كل هذا فرض وواجب لا يحتاج إلى تقدير أو رد الجميل..
لمجرد كلمة واحدة من الأم أو الأب (لا نريد سوى النجاح والسعادة لكم).. مما يتجاهل الأبناء كلام الله في معاملة الأباء معاملة حسنة.. و كأن الآباء جاهلون فيما يسعد الأبناء.. فكلمة (اوف) تعني تذمر الأبناء من عبء الآباء حتى أصبحت مرافقة لأحداث الحياة بكل تفاصيلها.. وتبقى علاقة الابناء بالآباء مجرد مصالح.. هي الحاجة ولكنها أنانية..
حينما يعجز الأبناء بالسؤال والاطمئنان على من قام بتربيتهم بعناء وشقاء وعن طيب خاطر وصدر رحب دون تذمر أو امتنان ..
حين تقدم الأم كل ما تملك لأجل أبنائها و يقوم الأب بواجباته الأساسية من تأمين المسكن والمأكل والملبس والعلم وتلبية جميع طلباتهم باعتباره فرض وواجب على الآباء.. وعندما تنتهي الحاجة .. يعجز الأبناء عن زيارتهم والالتفات إليهم (مقاطعة) لمجرد كلمة لا صدرت بحقهم أو تمني أنقصت من كرامته وأهانت شخصيته ... باعتبار استقلالهم عنهم بالزواج يعني الهجرة.. هجرهم و كأنهم لم يلتقو بهم يوماً وينكرون نسبهم..؟ من العجوز برأيكم..؟
كبار السن .. من يحدد الكبر ..؟ الكبر يشمل الآباء و الأبناء .. فلماذا نعتبر كبار السن هم الآباء فقط والأبناء يعتبرون أنفسهم كباراً عند سن البلوغ (كبرنا) يا أبي..؟
ألم تكن الآية الكريمة واضحة: "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".. صدق الله العظيم
الصغير يكبر .. فالآباء كانوا صغاراً وقت تأسيس العائلة وكبروا والأبناء ولدوا صغاراً كذلك وكبروا.. ففي جميع حالات العمر يبلغ الجميع الكبر وليس محدداً على الآباء دون الأبناء.. ففي أي منطق يفكر الأبناء في حكمهم على آبائهم بالكبر والعجز..؟
المشكلة تكمن حين يقدم الأبناء النصح والرشد لآبائهم كأنهم لم يفقهوا شيئاً في الحياة (متخلفون).. وهم في ذات الوقت يعترفون بأن آباءهم فنى العمر بهم من أجل خدمتهم ورعايتهم حتى اشتد عودهم (حتى في حالات الانفصال) الرعاية مشتركة.. ورغم كل هذا يغيب العقل والفكر والفهم عن الآباء ليقتصر على الأبناء فقط (مواكبة العصر) ليفرضوا عليهم أموراً في غاية الصعوبة ومنتهى الظلم والأذية ..
لا يختار الابن والديه بالمقابل لم يختارا أبناءهم .. فهي هبات من الله لا يعلم عنها أحد سوى تأدية الأمانة... فمن خان الأمانة الآباء أم الأبناء..؟
نحن في عصر أبناء عجزة .. والآباء في مأوى العقوق يتألمون والأبناء في حياة الدنيا كباراً ما منهم باراً يتنعمون متناسون من وراء هذا النعيم..