أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أبوالسعود: أستراليا مستمرة في التعاون مع الأردن بالمياه والصرف الصحي هيئة تنظيم الاتصالات تنشر تقريرها الإحصائي حول مؤشرات قطاع الاتصالات للربع الرابع من العام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين 90 ألف زائر للجناح الأردني بإكسبو الدوحة الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الاحتلال يعلن قتل 200 فلسطيني بمجمع الشفاء سموتريتش: نحتاج قيادة جديدة للجيش الإسرائيلي أهالي جنود الاحتلال الأسرى: تعرضنا للتخويف من الأجهزة الأمنية 5 إنزالات أردنية على قطاع غزة بمشاركة مصر والإمارات ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي الأعيان يصادق على تمديد اتفاقية تشغيل المطار الأونروا: الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين السجن لأردني عبأ فلتر السيارة بالمخدرات الساكت: اعتماد كبير على المنتجات الأردنية في رمضان من قبل المستهلكين المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب سوء التغذية غرف الصناعة تطالب بربط شمول الشيكات بالعفو العام بإسقاط الحق الشخصي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام سقطت بئر السبع والقدس هدية عيد الميلاد

سقطت بئر السبع والقدس هدية عيد الميلاد

28-05-2014 11:55 AM

في الحرب العالمية الاولى، سقطت بئر السبع في ايدي القوات البريطانية، يوم 31/10/1917، وأرسل قائدها الجنرال اللنبي برقية إلى لندن يقول فيها "سقطت بئر السبع. ستكون القدس لكم هدية عيد الميلاد". وصلت البرقية الى لندن في 1 تشرين الثاني / نوفمبر. وكان جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا ينتظرها على أحر من الجمر، ليخرج ما في جعبته من مشروعه المتفق عليه مسبقا مع زعماء الحركة الصهيونية أنذاك، فصدر “إعلان بلفور" في 2/11/1917. والمسمى وعد بلفور المشؤوم.
ولم أجد مؤرخا يشير الى وعد نابليون ودعوته المشؤمة لإقامة الوطن القومي للصهاينة على ارض فلسطين في صيف عام 1799 اثناء الحملة الفرنسية على فلسطين، أي قبل أكثر من قرن على إطلاق وعد بلفور، حيث قامت العشائر الاردنية حينها بتمريغ انفه وقواته الفرنسية في وحل مرج بني عامر، دون تنفيذ هذه المؤامرة الفرنسية على فلسطين، (ولكن الاهمال التاريخي لجهادهم هذا راح تحت ستار الظلم والاهمال التاريخي لها كما سياتي (في الحلقة القادمة ان شاء الله).
في مطلع القرن العشرين ارسل الفرنسيون جاسوسهم الأب جوسون من المدرسة الانجيلية في القدس ، ليطوف شرق الأردن وجنوب فلسطين وسيناء، وقام بتصنيّف عشائرها، وانتهى به حقده الاستعماري على العرب والمسلمين الى جاسوس عند اقدام الانجليز في بداية حملة اللنبي المذكورة ، وعندما دخل الجيش المصري فلسطين عام 1948 ، أمر جميع المتطوعين الفلسطينيين بتسليم اسلحتهم بحجة انهم ("لا يتقنون فنون القتال "), والحقيقة انها مؤامرة صهيونية على فلسطين وعلى الاردن واهلهما وهويتهما وشرعيتهما ووطنيتهما , حيث كانت علاقات الكيانين السياسيين في القطرين ( الاردن ومصر ) على اسوأ حال ودفع الاردنيون والفلسطينيون الثمن الى يومنا هذا ؟؟؟ .
وفي اضطرابات عام1921 بفلسطين طلب تشرشل من شيوخ العشائر الفلسطينية الخلود إلى الهدوء والسكينة عندما ثاروا على وعد بلفور. وفي ثورة البراق أرسلت عشائر بئر السبع فرساناً إلى القدس للجهاد مع إخوانهم هناك.
ونعود الى رحلتي الى بئر السبع حيث وجدت في يومياتي (الاثنين 6/12/1999) عن زيارتي اليها: (بدأت والزميل حمادة فراعنة (ومعنا رفيقنا الثالث صاحب السيارة التي نستقلها وجاء معنا من الاردن) من جسر الشيخ حسين / المعبر الشمالي، ووجدت ان الزميل الكريم كاد ان يخلق لنا مشكلة مع الجانب الصهيوني على الجانب المحتل للجسر، لانه كان حادا معهم وكارها لهم، ولم يترك شتيمة الا وجهها إليهم بأعلى صوته، ولكنهم تحملوه، ولو قالها في شتم الاردن والاردنيين في مركز حدودنا، لكنت اول من يأمر بإلقاء القبض عليه. وعندما خرجنا سالمين لومته على تصرفه، فأجابني بعصبية قائلا: انهم يتصرفون معنا بعنجهية، وباستعلاء، وعلينا أن نتصرف معهم بندية ، ويجب أن يحترموننا , فنحن نواب في البرلمان الأردني , ونمثل كرامة الأردنيين وعزهم ، ولسنا مجرد مسافرين عاديين ، إضافة إلى الإحساس الداخلي أنهم سرقوا بلادي، وشردوا شعبي وشتتوا هويتي الفلسطينية، وها انا ذا أزور فلسطين ويسمونها اسرائيل، واحتاج الى موافقة مسبقة لكي ادخل بلاد الاباء والاجداد ويتهمونني بالتطبيع لأنني أحب فلسطين وازورها ، وهناك الملايين من شعبي المحرومين من زيارتها.
فقلت له: اخي حمادة فتش في التاريخ تعرف من أضاع فلسطين ومن باعها وتامر عليها وعلى اهلها وعلينا، من داخلها وخارجها، وهناك من هم أخطر من الاسرائيليين، انهم المتصهينون والعملاء والادعياء والجواسيس في الداخل والخارج، ودعاة التوطين والتسفير، وحينها لاذ بالصمت، واكتفي بالقول انه يرغب العودة الى الاردن والاقامة فيه سالما من الاذى، طالما بقيت فلسطين محتلة، ثم واصلنا السير).
ووجدت في يومياتي ايضا:
( ثم ذهبنا باتجاه اريحا حيث عزينا على شخص بوفاة أحد افراد اسرته، ووجدته شخصا في الستينات، يحب الاردن وسعيد برؤيتي عنده وهو يعرف اسمي جيدا من ثلاثة مقاطع ، وهو يعترف بفضل الاردن عليه وعلى الفلسطينيين , بعكس ما كان عليه حال ابنه , ومن الملفت للنظر ان الجيل الجديد يحب الانفصال والاستقلال الفلسطيني عن الأدارة بالأردن , بعكس ما هو عليه الجيل القديم , الذي تربى تحت ادارة الدولة بالأردن , وكان محرم عليه ممارسة العمل الوطني الفلسطيني , وكان الجيل القديم لا زال تحت وطأة جراح النكبة , وليس لهم هم الا ايجاد المأوى والهوية والحماية بدلا مما فقدوه , اما الجيل الجديد فهو جيل التضحيات والفداء والمعتقلات والبحث عن الهوية الحقيقية وليس البديلة , وهو جيل بروز القيادة الفلسطينية التي رفضت سائر الاغطية الا غطاءها الوطني الفلسطيني , واستطاع هذا الجيل رفع العلم الفلسطيني وتحويل العمل الفدائي الى الثورة ثم الى منظمة التحرير ثم السلطة الوطنية مع العمل الحثيث لإقامة الدولة الفلسطينية . اما انا فإنني مع رؤية الجيل الجديد الذي يرى فصل فلسطين عن الاردن، لان أي اتصال (أي وحدة) او اتحاد هو خسارة للطرفين ومكسب للصهاينة والمتصهينين فقط، فلماذا نخسر لكي يربح غيرنا) انتهى المراد نقلة من يومياتي.
كنا على اتصال مع اسمين متشابهين ومتطابقين هما: الشيخان ابراهيم العمور/ شيخ عرب، وابراهيم العمور / عضو بالحركة الاسلامية في فلسطين القديمة وهو عضو في القائمة العربية الموحدة، وكلاهما من عشائر بئر السبع واهلها وسكانها، وكانوا وبصحبتهما عدد من الوجهاء ينتظروننا في حي الفنادق على الشاطئ الغربي من البحر الميت المحاذي لغور الصافي الاردني , حيث توجد عدة فنادق فخمة في هذا الموقع وهي على الجانب الغربي من البحر الميت وتستخدم لأغراض كثيرة منها الاستشفاء، وقد حزنت عندما رأيت مياه البحر الميت وقد اصابها الانحسار بسبب الاستغلال الجائر من قبل الكيان الصهيوني .
وصلنا الى نقطة انتظارهم لنا، واخذونا بالأحضان حيث يعرفون الزميل حمادة الذي ركب معهم بينما رافقنا رجل عجوز في سيارتنا وهو في السبعينات الذي تظاهر انه لا يفقه شيئا ولا يجيب لي على أي سؤال، وكأنه يعرف وتم تلقينه مسبقا انه مرافق للدكتور احمد عويدي العبادي الذي لا تفوته صغيرة ولا كبيرة الا ويحاول معرفتها او فهمها. وهنا صبيت جام غضبي على الزميل حمادة الذي عمل بي هذا المقلب الذي لم أكن اتوقعه، فليس مقنعا لي ان يكون رجل بدوي بهذا السن وهو من الوجهاء الذين جاءوا في استقبالنا انه لا يفقه شيئا، وعاجز عن الاجابة على أي سؤال مهما كان، وتذكرت ما قاله الرئيس عرفات (النهار ده حمادة جابك هنا، بكرة ح يوديك فين)، وعندما يئست من الرفيق الجديد الذي تحول الى صم بكم عمي فهم لا يفقهون أطلقت العنان لصوتي بالهجيني والشروقي البدوي لاختبار هذا الرجل.
وهنا رأيت شوارب رفيقنا البدوي ترقص وتلعب طربا على صوتي الحزين الرخيم وانا اتوجد، ونجحت في معرفة الحقيقة واجبرته ان يطرب معي لكنه عند السؤال يجيب انه لا يعرف ولا يفهم ولا يدري ولا يرى لكنه يسمع. فقلت الله لا يعطيك عافية يا حمادة يا فراعنة انت وهذه البلوى التي بليتني ورفيقي بها.
وقبيل صلاة المغرب وصلنا قرية الكسيفة البدوية وهي من بلدات بئر السبع , ودخلنا مضافة عشيرة العمور حيث كان في استقبالنا جمع غفير بدت على وجوههم الفرحة العارمة وهم يصافحوننا بحرارة وشعرت بالمحبة من طريقة وحرارة المصافحة والترحاب , وكانت المضافة مبنية من جسور الحديد واشبه ما تكون بثكنة الجنود ولكنها مفروشة بالفراش العربي الوثير النظيف , كانت المضافة مليئة بالرجال الذي جاءوا لاستقبالنا من سائر مناطق وعشائر بئر السبع , وشعرت انني وسط رجال لهم هيبة وعندهم من الذكاء والرجولة بحيث صمدوا في ديار الاباء والاجداد واستطاعوا التكيف مع الحياة والظروف والتقلبات , وهم يعشقون الاردن بشكل يفوق عشرات بل مئات اضعاف من الكثيرين الذي لا يحفظون الجميل , وشعرت انني زعيم وسط زعماء وأمير وسط أمراء وكريم وسط كرماء ومنتمي للأردن وسط رجال لديهم لفلسطين ولعروبتهم كل الانتماء والعطاء , وللأردن كل المحبة وعطر الثناء .
وكما هي عادة بدو الأردن وانا منهم قدموا (هنا) العشاء مبكرا بعد صلاة المغرب وذلك بعكس عادة قبيلة الرولة التي تؤخر العشاء الى ما بعد منتصف الليل. ثم تداولنا الحديث وإذا بهم يعرفون جيدا ان ضيفهم هو د احمد عويدي العبادي باسمه من ثلاثة مقاطع، ولكنهم يلفظون الياء الاخيرة (لأسم عويدي) بالمد وليس بالسكون، أي بعكس لفظ العبابيد والاردنيين، وهم يعرفون انني مؤلف مسلسل وضحا وابن عجلان ورغبوا في معرفة إذا كانت قصته حقيقية ولم ابين لهم ان القصة هي قصة جدي الحادي والعشرين وهي قصة حقيقية واسمه عجلان ايضا وهو (عجلان / بن رميثة/ بن محمد أبي نمي الأول الخ).
ثم تحدثنا في قصص البدو بعيدا عن السياسة وتبادلنا قصص البادية واشعارها وعندما وجدوني احفظ الكثير طالت السهرة وسط انسجام وحوار ضاع معه الزميل حمادة فراعنة حيث لا يفهم مفردات هذه اللهجة البدوية، وهنا صاح بهم الزميل حمادة: الله أكبر عليكم هسا صار الاردني أقرب اليكم مني انا الفلسطيني لأنه بدوي، فقالوا وقلت معا بلسان واحد وقد وقعنا على ظهورنا من الضحك طبعا حنا بدو. فقال بعضهم نعم حنا بدو نفهم بعضنا وانت فلاح، فقال حمادة: بعدكم بدو وتؤمنون بفلاح وبدوي، فضحكنا جميعا.
لم أكن ارتاح لاستخدام الهواتف النقالة من عدد من الحضور وعيونهم تنظر الينا وهم يتحدثون، وربما كانت خلفيتي الامنية قد جعلتني الاحظ ما لم يلاحظه زميلي واوجست ريبة وتخوفا، ووجدت في يومياتي ما يلي: (وبعد تناول العشاء -في مضافة العمور في الكسيفة -صلينا المغرب والعشاء قصرا وجمعا وكان امامنا في الصلاة منهم، ثم عدنا للحديث حيث جرى جدال ونقاش بأبعاد بينية (بينهم وبيننا)، وثنائية بينهم وبين الزميل حمادة، وحمي وطيس الكلام بينهم وبينه وانا استمع، ووصل الى درجة عالية من الحرارة والجدال. وبخاصة فيما وجهه الحضور من انتقادات قاسية الى من غادر البلاد وتركها للصهاينة، (يتعذر ذكرها هنا)، وان عدد من غادر أنذاك من بير السبع وحدها كان 130 ألف، ولم يبقى آنذاك من اهالي بئر السبع على إثر نكبة 1948 حسبما قالو الا 17 ألف نسمة الذين أصبحوا الان 170 ألفا خلال خمسين عاما ولو بقي اهل السبع جميعا في ديارهم لزاد العدد الان عن مليون شخص، وقالوا ان بعض عائلات بئر السبع لم يبقى منها أحد في البلاد).
ووجدت في يومياتي ما كتبته في حينه ما يلي : ( وان من بقي تعايش مع الاجواء الجديدة ضمن معادلة الصراع من اجل البقاء, والانتماء لتراب الوطن وقبور الاباء , واقام بعضهم البراكيات على ارضه وسكنها ليثبت ملكيته لها ويبرهن بالتالي على وطنيته وانتمائه لبلاده , وقد بدأت الان موجات التزاور مع الاقارب الذين تركوا بلادهم الى الاردن وغيرها , ووجدت عند اهل بئر السبع هنا في فلسطين حبا وانتماء الى الاردن اكثر بكثير ممن الاردن فضل عليهم , ومن الواضح ان من بقي هنا هم من النوعية الممتازة المنتمية لتراب فلسطين ولا يقبلون هوية لهم غير الهوية الفلسطينية وهذا ما يزيدني احتراما لهم )
ووجدت ايضا عن اليوم التالي ما يلي (تجولنا في مدينة بير السبع ووجدتها مدينة جميلة سكانها من اليهود، وقليل من العرب يتجولون فيها نهارا، ولا يملكون فيها شيئا لانه تم طرد وتهجير اهالي اراضي المدينة منها وسلبها للصهاينة مغروسة معمرة. وعدنا الى كسيفة وتناولنا الغداء في رهط حيث التقينا مجموعة كبيرة من الناس في منزل القائم بأعمال رئيس البلدية وتحدث العديد من الخطباء، وكل منهم اعلن انه يمثل نفسه ترحيبا بنا طالبين منا العودة ثانية الى بير السبع وان يقوم اصحاب الشأن بدعوتهم لمأدبة الافطار الرمضانية الرسمية في عمان للأهمية الرمزية للدعوة , وتوثيق العلاقات التاريخية بين اهل بير السبع والاردنيين وتكريسا لارتباط الناس هنا مع عمان والاردن , وهنا اجبتهم انه وحسب علمي فان الزميل حمادة فراعنة هو صاحب مشروع توثيق التواصل مع الفلسطينيين قبل ال1948 ومنها دعوات رجالاتها الى مئادب الافطار الرسمية بعمان وتخصيص مقاعد للفلسطينيين بالجامعات الاردنية / من فلسطين القديمة وغير ذلك من اعادة اللحمة والتواصل بين فلسطينيي الداخل والعالم العربي ),
ووجدت في يومياتي ايضا: (ثم ذهبنا قبيل المساء الى قرية الصانع والتي منها القائد الفلسطيني إبن النقب ونائبهم بل نقول زعيمهم السياسي الحالي السيد طلب الصانع العضو العربي في الكنيست ,وتناولنا العشاء في قرية الصانع وعدنا الى الفندق في مدينة بير السبع حيث التقينا السيد طلب الصانع ووجدته بدويا ذكيا لماحا وهو صديق للزميل حمادة ويعرف عني التفاصيل كاملة , لكنه لم يتأثر بالحملة ضدي التي تقودها معاقل الظلم والظلام ودوائر الحكم والتحكم والمتصهينون في عمان لتصويري انني الذي يريد طرد الفلسطينيين من الاردن , فهو يعمل لخدمة قضيته الفلسطينية واهالي بئر السبع من خلال عضويته في الكنيست وقد دعوته لزيارتي بالأردن , ووعد بذلك, ومن خلال مواقفه وخدماته لقضيته وشعبه واهله فقد اثبت اهمية التكيف مع الاوضاع السياسية بدل اللجوء الى اقصاء الذات , فهو يؤمن ان الدخول الى المعادلات السياسية هي خير وسيلة للتأثير فيها او تغييرها او الحد من شرها , وان الاحتلال شر واقع ووجوده( أي طلب الصانع ) عضوا في الكنيست يشكل وقاء وحماية لأهدافه الوطنية الفلسطينية , وخدمة لربعه مع الوضع القائم وان ذلك خير من ترك البلاد للصهاينة بحجة رفض التعامل معهم لان التعامل في عرفه ليس عمالة فالتعامل شيء والعمالة شيء اخر ).
(وتذكرت اقوال الكثير من اهل بير السبع انهم ينتظرون عودة اهل البلاد ثانية اليها ليكون الزخم السكاني سدا منيعا امام المشروع الصهيوني في الاحتلال والاحلال. واختلى حمادة بالسيد طلب الصانع طويلا وانا معتاد على طريقة حمادة هذه. الملفت للنظر انني وجدت ممن تحدثوا الي شخصيا من اهالي بير السبع يعرفون فكري الوطني الاردني بخصوص القضية الفلسطينية، وانهم يؤيدون بقوة فكري هذا لانه الافضل في مواجهة الصهيونية والتوسع الاسرائيلي، وتكريس الهوية والشرعية والندية الفلسطينية على تراب فلسطين وليس خارجها ولا على تراب الاردن، وما أذهلني أكثر ان الوطنيين من السبعاويه هنا قالوا لي ان من يحاربني لفكري الوطني هذا انما هو صهيوني او متصهين ولو بقي اهل البلاد بها او رجعوا اليها لتغير التاريخ ومسار القضية برمته).
(وجدتهم مخلصين للرئيس ياسر عرفات ويعترفون به انه رئيسهم ورمزهم وزعيمهم الوحيد، ولا يخلو أي مجلس جلسناه معهم من الثناء على كل من العقيد يوسف الرجوب ومحمد دحلان واللواء توفيق الطيراوي وان تجادلوا حول شخصياتهم. كما انهم يعشقون الاردن ويشعرون بمودة تجاهنا نحن الاردنيين بشكل كبير وكما نقول بالمثل (شعرت انهم يريدون حملي عن الارض لشدة فرحتهم بوجودي بينهم)، وكنت اتمنى على الاخرين ان يشعروا تجاهي والزميل الكريم كما ارى من هؤلاء الكرام، لقد احترموني لأسباب كثيرة: لأنهم كرام ولأنني ضيف سيادة الرئيس ياسر عرفات وأردني بدوي ولأنني صاحب فكر وطني وهم يحبون كل وطني).
(وجدت اناسا لديهم وعي وقدرة هائلة على التعامل والتكيف مع الظروف والمستجدات، وانهم ضحايا الافتراء كما انا ضحية الافتراء فالتقينا في الهم الواحد في هذه الجزئية. الملفت للنظر ان اسمي معروف هنا أكثر مما هو معروف بين العشائر الاردنية فهم يقراؤن ويتابعون ويقيمون – بتشديد الياء الثانية -الاشياء).
ووجدت في يومياتي ايضا (لقد وجدت هنا ان الناس يمارسون النضال الحقيقي وهو الصمود في ارضهم التاريخية وما يترتب على ذلك من تضحيات من اجل فلسطين وليس التضحية بفلسطين والاردن من اجل متاع زائل وبهرجة سرابيه، ولهاث وراء المال والمناصب والامتيازات , وهم يتبعون الاردن فيما يخص المناسبات الدينية والاجتماعية ويتبعون اخبار الاردن بعد اخبار فلسطين مباشرة وأحيانا موازية لها على قدم المساواة ، يا الهى كم يحبون الاردن والاردنيين، وكم احترموني والزميل (سعادة النائب حماده فراعنه كما يطلقون عليه بلفظ الهاء على شكل الياء )، الى درجة تفوق الوصف).
لابد من القول هنا ان القوات الصهيونية اقترفت مذبحة عندما دخلت بئر السبع عام 1948 وتم تكديس الجثث فوق بعضاها بعضا. واما من بقي على قيد الحياة من الأهالي فقد تم نقل كثير منهم في شاحنات أفرغت ركابها على حدود غزة. ويتحدث الرواة عن مذبحة العتايقة التي لم يستطع أحد من الناجين ذكرها إلا بعد سنوات طويلة. أما عرب العزازمة فقد طاردتهم وحدة 101 بقيادة المجرم الارهابي شارون على مدى سنوات عديدة (1950 – 1954) وقتلت منهم الكثير وطردتهم إلى مصر. لقد كان هذا هو النسق المعتاد لعملية التطهير العرقي الذي مارسته الصهيونية منذ ذلك الحين، ضد ابناء بير السبع وسائر الفلسطينيين.
وبعد أن طردت الأهالي من أراضيهم في عام 1951، سنت اسرائيل قانون "الاستحواذ على الأراضي" في عام 1953، حيث سمحت بموجبه لسلطة التطوير الصهيونية استملاك "أراضي بئر السبع الخالية في نيسان (ابريل)1952". ومن بينها 1,225,000 دونم تعود ملكيتها التاريخية لمواطنين سبعاوي، معظمهم من قبيلة التياها. وكانت تعيش على أرض بئر السبع وتفلحها 77 عشيرة مقسمة ضمن 7 قبائل رئيسة قبل الاحتلال هي: الترابين والتياها والجبارات والعزازمة والحناجرة والسعيدين والحيوات اعادهم الله جميعا إلى وطنهم فلسطين، والذي لا وطن لهم سواه، وفق تعبير زميلي ورفيقي في الرحلة ومنسقها حماده فراعنه، وحسب قناعاتي وفكري السياسي الذي يتفق ورؤية الزميل الكريم، ورؤية كل وطني أردني وفلسطيني.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع