تعاد ذكرى النكبة في منتصف شهر أيار من كل عام .. ذكرى نكبة فلسطين التي تكبر وتشيخ ولكنها لا تموت أبدأ كونها ابتدأت بالموت .. نحيا ذكرى موت أبناء و تشريد أسر و سلب الأرض والبيت والأمان..
ربما الأجيال التي سمعت عن النكبة ولم تشهدها .. التي لا تفقه معنى اليوم الذي سمي بـ (النكبة)
وما معنى (النكبة) في معجم الكلمات و الأوطان يا ترى..؟ (النكبة) هي مصيبة مؤلمة توجع الإنسان بما يعز عليه من مال أو حميم .. وحلت المصيبة على فلسطين واغتصبت الأرض و نهب المال و فقدان الأعزاء..
الجميع بلا استثناء يحيي تلك الذكرى بلا ألم أو شفقة أو إحساس .. يحيي الذكرى باستهتار الدم والروح .. بكلمات شعر ومغناة .. بجسد محمول يصفق له الجمهور.. والمظلوم هناك فوق الأرض وتحت الأرض حقه مهدور..
ما أسوأ أن تجسد تلك المصيبة من شعب لا يفهم معناها و لم يعش ألمها .. ما الهدف من أن تنتهي مراسم النكبة بالرقص والدبك على أجساد جاهدت وطردت أرواحها قبل أجسادها .. حتى تصبح ذكرى النكبة رقصة على جسد شهيد ودمع أم ودم طفل رضيع..؟ على أدمغة تطايرت وأحشاء تناثرت وحريات مسلوبات ترقص ألم الغربة والتعذيب .. ألم الجوع وألم النصر الذي أصابه الشلل في سجون و مجالس الاحتلال..!!
أخطأتم يا منافقو القضية .. فشلتم أيها المخادعون في تجسيد النكبة .. وأنتم ترقصون شهرة وتطالبون بالمجد على صريخ النكبة .. دقت طبول فلسطين ستة وستين مرة تستنجد شعبها طالبة الرحمة.. وشعبها في كل بقاع الأرض يرقصون على أنغام احتضارها في مراقص النكبة .. والسيوف تعلو للرقص لا للقتال.. فلسطين ليست بحاجة لهؤلاء .. بل للإخلاص والولاء والضمائر التي ترقص على لهيب النار تطهو الانتصار.. فيا للخزي منكم يا للعار.. وللقضية أنتم تجار..
إسراء أبو جبارة
كاتبة ومحللة سياسية
i_jebara@yahoo.com