أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هيئة البث: الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول رفح قريبا جدا. طائرة أردنية محملة بمنتجات زراعية إلى أوروبا جدول الأسابيع من الـ 17 حتى الـ 20 من الدوري الأردني للمحترفين مسؤول أوروبي: 60% من البنية التحتية بغزة تضررت. مسؤول أميركي: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة موقع فرنسي: طلبات الإسرائيليين لجوازات السفر الغربية تضاعفت 5 مرات. الطاقة والمعادن تبحث سبل التعاون مع الوفد السنغافوري أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الشعبُ يريد إصلاح الاخوان !

الشعبُ يريد إصلاح الاخوان !

04-05-2014 08:23 PM

جاء أحد قيادات الاخوان قبل أكثر من عشرين عاما،الى المرحوم يوسف العظم وقد كان حينها أمينا لسر الجماعة،فقال له : إني قد رأيت في المنام بالأمس بأن (الاخوان) قد وقعوا في بئر سحيق ،ولم يأت أحد لانقاذهم سوى الملك حسين رحمه الله ،حيث مدّ لهم يده بحسب الرؤيا ،وأخرجهم مما هم فيه ،فسأل يوسف العظم ذلك القيادي و الذي يُحسب على تيار الصقور بحسب تسمية الصحف الرسمية حينها ،بماذا أوّلت تلك الرؤيا ؟فأجاب بأنه يعتقد بأنه لا بد من إعادة التفكير في طبيعة العلاقة مع النظام ولابد من فتح خطوط للتنسيق معه وتجنب الخلاف و تأزيم العلاقة ، فطلب منه يوسف العظم أن يكتب تصوره كاملا على ورقة ويعطيها إياه حتى تتم قراءة هذه الورقة في مجلس الشورى القادم ،وعندما ناقش بعدها بفترة مجلس الشورى مستقبل العلاقة مع النظام ،كانت هنالك أصوات مختلفة بعضها يقول بالتشدد وتأزيم العلاقة بحسب النهج الذي كان سائدا في ذلك الوقت ،وبعضها يقول بالعقلانية في التعامل وعدم الانجرار خلف أي نزق سياسي قد يؤدي الى عواقب سلبية على جميع الاطراف ،ولقد كانت المفاجأة عندما استأذن أمين السر حينها بأن يُسمعهم تلك الورقة التي كتبها ذلك القيادي المتشدد ،وعندما بدأ بتلاوة نصوصها،أخذ بعضهم يستنكر ما فيها من انفتاح كبير والدعوة الى مد جسور التعاون وتحسين العلاقة مع النظام وما الى ذلك من طروحات سياسية جديدة ،وعندما تعالت الاصوات من قبل تيار مُعين رافضين ما فيها ،قال لهم أمين السر ماذا تقولون اذا اخبرتكم بأن صاحب هذه الورقة هو فلان الفلانيصاحبكم الذي تعرفون رأيه في هذه القضية بالذات ! فذُهل الجميع من هذا التحول العجيب في الخطاب والذي يُناقض تماما ما كان ينادي به في كافة لقاءاته المختلفة ! لطم بعضهم أخماسا بأسداس ،قام أحد الحضور بالتعليق قائلا حينها :أرى الحمائم صقورا والصقور حمائم !

من الصعب جدا أن يتحدث الواحد فينا بانصاف و موضوعية عن أية قضية كانت ،لانها تحتاج الى صفاء نفسي راق ،والى صفاء ذهني عالي الجودة ،ومهما حاولنا ذلك، قد نظل بلا شعور ننحازُ الى طرف دون الآخر ،وقد يكون من الاصعب الحديث عن (زمزم) بهذا النهج المتزن ،و قد لا يُعجب مقالي هذا اية جهة كانت ،ولكنها الاحداث تجعل الحليم حيرانا في هذه الدوامة اللامتناهية من حظوظ النفس و الهوى أحيانا ،ومن سوء التدبيروالقيادة و التوجيه أحيانا اخرى، ولقد وقع الصحابة في هذا الفخ الانساني المتشابك لأنهم بشر ،ولقد ورد في سيرة المصطفى أنه قد كان ذات مرة مع أصحابه في سفر قريب ، فجاءت نظرةٌ من عينيه تلاقت مع نظرة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فتبسم حينها (علي )للنبي عليه الصلاة و السلام، فردّ عليه الرسول بابتسامة أخرى،وكان الزبير بن عوام يُتابع هذا المشهد الانساني الطبيعي عن قرب، فقالمقولةً غريبةً نصُها كما ورد في الكتب ( لا يترُك إبنُ أبي طالب زهوهُ وفخره) ،فسمعه النبي ونظر الى الزبير وقال له مُعنّفاً : يا زُبير ( لا ،ليس بمُزهٍ ،وتُقاتله وأنت له ظالم !) وشاءت قدرة الله أن يُقاتل الزبير عليا، وهو له من الظالمين !والغريب أن كل طرف حينها كان على قناعة تامة بأنه الصواب وبأن الحق معه !ويبدو أن هذه سُنة الحياة في البشر و في التنظيمات و الاحزاب و غيرها ،فنحن لا نكاد نعرفُ أين الحقيقة ،وأين كان حظُ النفس ،وأين صدق هذا أو كذب ذاك!

من الصعب تجريد فكرة( زمزم) من سياقها التاريخي ومن الظروف الموضوعية التي أخرجتها ،ولا يمكننا باي حال من الاحوال أن نتجاهل ذلك الخلاف القائم بين تيارين رئيسيين داخل الجماعة ، رأى حينها أحد التيارين بأن الاستمرار في العمل في هذا الجو المشحون من المناكفة والصراع قد أحدث شللا تنظيميا داخل الجماعةوشتّت الجهود، و باتت معظم الاوقات تضيع باتجاه رأب الصدع وتقريب وجهات النظر وهو الامر الذي لن يحصل ! ودبّت خلافات نفسية وشخصية بين الفريقين (ومن يقول بغير ذلك فقد جانب الصواب) وأصبح سمة النزاع سمة شخصية محضة ، فلو قال هذا الطرف حقاً مُطلقا لرفضه الطرف الاخر ، لا لشيء إلا أنه قد صدر تصريحا أو تلميحا من فُلان أو فُلان ،فتشخصن النزاع وأصبحنا نرفض الفكرة الحسنة و القول الحسن والرؤيا الحسنة ،لأن مصدرها لا يُعجبنا ! ثم كانت هنالك ظروف موضوعية تتعلق بالقدرة على رسم المستقبل وقيادة الجماعة في ظروف اقليمية صعبة ،برز خلالها بعض الاشخاص من الطرفين ممن لا يستحقون القيادة ،و لا يعرفون أصولها ،فأصبح بعض الضعفاء سياسيا في مناصب قيادية متقدمة ،بعضهم جاء ضمن حملة من بعض الاعيب والحيل السياسية و التي ابتدعها وبدأها طرف دون الاخر بحسب معلوماتي التي كتبتُها صراحة ووثقتُها لقيادة الجماعة ذات مرّة،فرد عليه الطرف الاخر بعد حين بنفس الطريقةو(لكن الباديء أظلم) ،ودخلنا في جيوب من الحيل السياسية المُعقدة والتي أصبح بعض الاشخاص فيها يمتلك التبرير حتى للكذب وعدم قول الحقيقة !تذكرتُ حينها تلك القصة التي تُروى عن بعض( وضّاعي) الاحاديث النبوية الكاذبة ،حيث كانوا يقولون: (والله إنا لا نكذب ُ على رسول الله ،بل نكذبُ لرسول الله !!) فأصبح الكذب مُبررامن أجل رسول الله! بحسب اعتقادهم ،وأصبح الكذب للاسف عند بعض الاشخاص مُبررا من أجل الجماعة ومصلحتها !ومُجانبة الصواب أحيانا لا بد منه من أجل مصلحة الجماعة ،وهكذا ، أضف الى ذلك بعض النزق السياسي وقلة الخبرة وضعف الدراية أحيانا أخرى.

ولكن الى أين تتجه زمزم ؟ هذا سؤال كان يؤرق قيادة الجماعة لفترة طويلة ،وكان التنظير الدائم لمحاربة فكرة زمزميقوم على اساس أنها فكرة لتنظيم جديد لشق الجماعة و الانفصال عنها، وهو تخوف مشروع ومُبرر ،وقد كان رأيي الذي قدمتُه مراراً ،بأن على قيادة الجماعة أن تحكم على زمزم بالنتائج ،فإن أحسنوا فلقد جاء الخير للجميع ،وإن جانبت زمزم الصواب وانشقت فشرُها على نفسها ،فلماذا هذا الاستعجال في استئصال شخوصها وتنحيتهم واستعدائهم؟ولقد ذكر المفكر الاسلامي الغنوشي قبل أشهر قليلة مقولة تُكتب بماء الذهب ،حيث قال في معرض حديثه عن كيفية تعامله مع خصومه السياسين( لاحظوا خصومه السياسيين) و كيف استطاع ادارة الخلاف مع خصومه بكل اقتدار فقال باختصار : (بأن على من يمتلك القوة الاكبر ،أن يُقدم تنازلا أكبر ،لان صاحب القوة الاكبر هو الذي يستطيع بحكمته ادارة الامور ووزنها الوزن الصحيح ) وهذا هو نهج النبي عليه السلام ،فانظروا الى حاله يوم فتح مكة بامتلاكه القوة الاكبر ،وتقديمه التنازل الاكبر وهو العفو ، فكان على قيادة الاخوان أن تستوعب القضية بصفح جميل وحلم كبير، تصل فيه الى نقطة في منتصف الطريق ،من دون تشنج أو استخدام لنصوص قانونية ومحاكم تنظيمية لا تخلواطلاقا من هوى البشر وحظ النفس،و التأثير الخارجي السلبي باتجاه اتخاذ قرار معين ،حتى وإن تشكلت المحاكم من داخل الشورى ، وإلا كيف نفسر أن يرفض( اثنان قانونيان) من أعضاء المحكمة قرار الفصل !حيث ُ لا يرون هنالك بحسب خبرتهم القانونية أي جُرم أو فعل يستحق هذا الجزاء بالفصل ! بينما رأى أعضاء المحكمة الاخرين بأن الجُرم بحكم خبرتهم المتواضعة (غير القانونية) يستحق الفصل !كان على قيادة الجماعة أن تُحاور بقصد حل الاشكالية والدفع باتجاه التهدئة ،دعك من المقولات التي ظهرت بأن القيادة قد حاولت ذلك ولكن لم يكن هنالك استجابة من الطرف الاخر! فلو أرادت القيادة ذلك لفعلت ،ولو أرادت لاستطاعت ،ولتجنبنا الكثير الكثير من هذا الذي يحصل الان .

المحزن بأن الجماعة تفقد مع الزمن أحسن ابنائها وأفضلهم ،وقد أصبحنا الى حدٍ ما ،جماعة نمتلك قوة طرد مركزي قوية ،يخرج منها بين الفترة و الاخرى أصحاب الكفاءات، وأصحاب الخبرات، وأصحاب السابقة ،وأهل بدر السياسيين ،وأصبح التمترس خلف النصوص أحيانا شمّاعة نُعلق عليها قراراتنا ونهجنا واجتهاداتنا ونفوسنا تُخفي ما الله مُبديه ،ولكن الخاسر هي الجماعة بلا شك اذا أردنا أن نقيس الامور بالنتائج وقتها ،ولقد (جمدّت) قيادة الجماعة الحكيمة قبل عقود طويلة الدكتور (اسحق الفرحان) لدخوله وزارة وصفي التل رحمه الله ،أقول (جمدّت) فماذا لو( فصلت )حينها الجماعة الدكتور اسحق ؟لفقدت الجماعة علما من أعلام الاردن ورائدا فكريا قدّم للوطن و الجماعة على حد سواء خلال فترة عطائه المتواصلة الخير الكثير! ولكنها الحكمة وعمق الخبرة والبُعد عن شخصنة النزاع هو الذي قادهم الى هذا الرأي ،وأعلم ُ تمام العلم و اليقين بأن مقالي هذا قد لا يتمتعُ بشعبية قوية ،فلقد بات بعضُنا للاسف يعرف كيف يجعلُ من نفسه صاحب خطابين ،كمثل صاحبنا الذي ذكرتُه في مقدمتي ،فهو يعرف ما هو الخطاب الذي يُحرك (القواعد) نفسيا وقد يقتنع بغير ما يقول !ولكنه سيخسرُ شعبيته إن تحدث بعكس ذلك !ولعلها ضريبة الجُرأة في قول الحق أن تقول بما تعتقد في كافة المناسبات وفي كافة الاطر التنظيمية فتخسر بعض الاصدقاء ،او تخسر بعض الشعبية مقابل إحساسك بالراحة النفسية.

بقي ان أقول و حتى اقطع الطريق على بعض من يحمل سيف (عدم انتقاد الجماعة في العلن) وسيف (البيعة) ، بأنه لا يمنعني اطلاقا انتمائي للحركة الاسلامية من أن أقدم النقد و النصح في العلن،فهذه قضية عامة ،والحديث فيها بهذه الطريقة يُدلل على ايجابية الجماعة ويُدلل على قوتها ،ويُدلل ايضا على جُرأتنا في قول الحق على ما نعتقد وعلى ما تربينا عليه من انصاف وموضوعية وقول الحق لا نخشى في ذلك لومة لائم !ولقد وقف الصحابة لرسول الله عليه الصلاة و السلام يقولون له في العلن :أهو الرأي و الحرب و المشورة ؟أم هو منزل أنزلكه الله ؟فلما كان هو (رأي عسكري ) قال الصحابي :والله هذا ليس بمنزل يا رسول الله ،فاني أرى كذا وكذا ،فالذي يحصل انعكاس طبيعي لحالة الانفتاح التي تعيشها المجتمعات العربية و العالم بأسره ،و لاخير فينا إن لم نقلها ،ولا خير فيكم إن لم تسمعوها ،ومازالت الفرصة أمام قيادة الجماعة أن تستأنف القرار وتجمد النص القانوني الذي صدر،ونُعول على حكمة قيادة التنظيم أن تتصرف كذلك ، وتتحاور مع زمزم وشخوصها ،حفاظاعلى لُحمة الجماعة ووحدتها وعدم تشرذمها، ، فهم أصحاب سابقة سياسية، وقيادات فكرية عزّ نظيرها وقلّ مثيلها داخل الحركة الاسلامية ،خروجهم وخروج غيرهم بهذه الطريقة يُضعفنا .

الشعب يريد اصلاح الاخوان ، لأن الاخوان هم أمل حقيقي من آمال هذه الشعوب العربية المقهورة ،وهم ضوء ونور يسري في هذا الفضاء المظلم ،ليقف في وجه الظلم و التسلط و القهرالذي نحاربه وتربينا على محاربته، الشعب يريد اصلاح الاخوان لأنهم مع المخلصين من أبناء هذا الوطن يُشكلون طوق النجاة وسفينة الحرية ومنبر من منابر محاربة الفساد في هذا الوطن ، فكيف نستطيعُ أن ننقذ غيرنا ونحن نغرق ؟وكيف نستطيع اصلاح غيرنا ونحن بحاجة حقيقية الى الاصلاح وترميم داخلي ، و ليس من حُسن الطالع أن ينطبق علينا قول الشاعر ( طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ)!!

م. غيث هاني القضاة

ghaith@azure-pools.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع