أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل الاحتلال يجري مناورة تحسبا لحرب مع لبنان. الاحتلال يستهدف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات هيئة البث الإسرائيلية: منفذ عملية الأغوار لم يقبض عليه بعد الأمم المتحدة: الأسر عبر العالم ترمي مليار وجبة يوميا العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض القسام تستهدف دبابة إسرائيلية جنوب غزة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة نمو صادرات الأسمدة والألبسة في كانون الثاني القبض على شخص سلبَ "سيريلانكية" تحت تهديد السلاح الأبيض في الضليل البنتاغون تجري محادثات لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام البطل الأمريكي .. ؟!

البطل الأمريكي .. ؟!

19-01-2014 12:48 PM

ولدت ولم أعرف أين ولدت وكيف ولدت؟ لم أجد من يرعاني, نشأت في بيت لا يوجد فيه أحد , أجد طعاما وشرابا لكن لا أدري من أين؟؟ لا يوجد من يعلمني كلمة, أو سلوكا, أو فكرا, فأنا لا أعرف شيئا سوى ما يبثه جهاز التلفاز الذي رافقني منذ أن ولدت, فهو كل ما أعرف؛ إنه أسرتي ومدرستي وكتبي, إنه وسيلة المعلومات الوحيدة لدي, فمن دونه لا أعرف شيئا.

لكنّ العجيب في هذا التلفاز أنه لا يحتوي ألا على قناة واحدة فقط ..تبث الأفلام الأمريكية,..؟! فلم أعرف بطلا إلا الأمريكي, ولم أعرف فكرا إلا الأمريكي, ولم أعرف حياة ونمطا إلا الحياة الأمريكية. كبرت وأنا لا أجيد ولا أتقن شيئا سوى هذه الحياة.

رأيت البطل الأمريكي يقتل الأشرار, يحمي الصغار, يعيد الحقوق للضعفاء, يضحي بحياته من أجل غيره وبلده, يسافر آلاف الأميال ليحي الآمال ويرسم بسمة على شفاه الأطفال, فتلتقي بفضله الأسرة بعد طول فراق, ويشعر الناس بالأمان بوجوده, ويخلّص الشعوب من الاستبداد, وناهبي ثروات البلاد والعباد, فيعم العدل, ويقيم الديمقراطية ويعيد الحقوق للإنسان.

كم أحببت هذا البطل وتمنيت أن أكون مثله, فأنا لم أعرف مثلا أعلى سواه بفضل قناة التغذية الفكرية, وأفلام هوليود, فهو المنتصر دائما, وهو المخلّص الذي لا يقهر. فبكل جوارحي ومشاعري وأفكاري أحببته وكبرت على ذلك, وبعد أن أصبحت شابا فتيا وبعمر البطل الأمريكي, قررت كسر الحاجز وهدم الجدار والخروج إلى النهار, إلى شمس الحرية الأمريكية. فأنا لم أشاهد أحدا يشبهني إلا في التلفاز, ولم أعرف شكلي وملامح وجهي قط, لكني توقعت أن أكون أبيض البشرة, وبشعر أشقر, وعيون زرقاء.

أنا كحي بن يقظان لكنّ الفرق بيننا أنه نشأ على جزيرة كبيرة, وتعلّم بالبحث والتجربة والبرهان, وكان يرى صورته انعكاسا في صفاء الماء, فعرف أنه ليس كباقي الحيوانات التي عاش معها..؟! أما أنا فنشأت في بيت يحتوي على غرفة وبيت خلاء وتلفاز وهو من علمني.

فكرت بالخروج وكرهت البقاء, فأنا بطل أمريكي جاهز للتضحية والفداء, بدأت بهدم الجدار حتى دخلت أشعة الشمس المكان, وتفاءلت فقد آن الأوان للخروج من عصر الظللام...؟؟

بدأت أرى ما كنت أراه في التلفاز فخرجت متحمسا فأنا بطل أمريكي لا أخشى شيئا, ثم سرعان ما شاهدت شريرا في زي جندي أمريكي يضرب طفلا على رأسه, فجأة ارتعدت خوفا وصدمت ...لكني تذكرت أني بطل أمريكي, فركضت باتجاه الجندي لأدفع الظلم عنه, هكذا تعلمت من الأمريكان, فألقيت حجرا عليه, فأصابت رأسه, فوقع ولم يحرك ساكنا..لقد مات, فرح الصغار وعانقوني كما في الأفلام الأمريكية فأنا بطل أمريكي وسأحصل لا محالة على وسام.. لكن فجأة..! جاء الجنود يركضون ويصرخون, أمسكوا بي وبالصغار, وأبرحوهم ضربا دون رأفة, وبدأوا بضربي بعنف شديد وأنا مندهش مصدوم, وما عدت قادرا على التفكير واستيعاب الموقف, لكنهم لم يثنوا عزيمتي .. فأنا بطل أمريكي, هكذا تعلمت من التلفاز ولا بد أن في الأمر خطأ, اقتادوني إلى غرفة مظلمة سوداء معتمة, وفجأة ظهر وجه بشع بصورة إنسان, فصفعني بقوة على وجهي, وسألني: لماذا قتلت الجندي؟ فقلت له أنا بطل أمريكي هكذا تعلمت منكم الدفاع عن الأبرياء والأطفال..وهذا الجندي معتدٍ متنكر بزي أمريكي, فقال لي ساخرا: هذا فقط في الأفلام, هذا من الأحلام؟! فقلت له كيف ؟ فأنا أمريكيّ الهوى والثقافة ولم أعرف في حياتي غيرها..قال لي: لكنك عربي الدم وهذا يكفي لأن تكون الإرهابي...!!!
ثم صلبوني وفجروا رأسي برصاصة كتب عليها البطل الأمريكي... فلم يكن الأمر إلا مجرد كذبة أمريكية كبيرة من صنع هوليود.... هذه هي أمريكا...؟؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع