نتابع وباهتمام بالغ جهود معالي وزير التربية والتعليم الاكاديمي المتميز والاب الرائع، الرامية بصدق لاعادة هيبة امتحان الثانوية العامة الى سابق عهده، واذ نبارك جهوده وزملائه، التي طالما طال انتظارها، لا بد وللانصاف التأكيد على حقيقة ان مثل هذه الجهود المباركة تحتاج لدفعة مجتمعية وتوعية من كافة مكونات مجتمعنا المحترم، ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بهذا الشأن.
نعلم جميعا أن موضوع امتحان التوجيهي أصبح يشكل عبئا ثقيلا على المجتمع، بحيث أنك تشعر بأن معظم الاردنيين يجلسون للامتحان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وبتقديرنا أن كلمة الغش التي دخلت في السنوات الاخيرة في مفردات طلبتنا الاعزاء، هي دخيلة على مجتمعنا الاردني الذي كنا بالامس نتغنى بنظافته وخلوه من بعض الشوائب التي فرض علينا واقع الحال التعامل معها والتخلص من آثارها السلبية.
ما هو مطلوب من مؤسساتنا الرسمية وعلى رأسها وزارة التربية الغراء الاهتمام بموضوع المناهج بدءا من المناهج الخاصة بالحضانة والطفولة وانتهاء بمناهج الثانوية العامة، حيث أن هناك قصور واضح في بعض المناهج في التطرق لبعض الجوانب السلوكية الرادعة للسلوك المشين، في حين نجد حشوا لبعض الجوانب التي يمكن أن يحصل عليها الطالب خارج المنهاج. ودليل ذلك أن معظم الغش غالبا ما يكون في مواد الحفظ والسرد التاريخي الممل في بعض الاحيان، بحيث يصعب على بعض الطلبة حفظ المطلوب، ويلجأ الواحد منهم، وهذا ليس مبررا، الى اساليب التحضير لبعض المادة المتوقعة في أقلام الحبر والسماعات ذات التقنية الحديثة وما شابه ذلك.
اضافة لذلك، لا بد من التنويه الى أن معظم الغش يقع خارج قاعات امتحان العاصمة عمان، فقد ظهر خلال الاعوام الماضية أن هناك توجها عاما في بعض المحافظات للحصول على ما سُمي، وللاسف الشديد، بحق أبناء تلك المحافظة بممارسة الغش لضمان القبول المناسب في الجامعة، طالما هناك ممارسة واضحة لمثل هذه الظاهرة، وعلى الملأ وأمام الاعين، في محافظات أخرى.
ونقول هنا لابناءنا الطلبة الجادين المتميزين بأن لا أحد يمكن له أن ينكر عليكم تميزكم، وستحصدون باذن الله ما تزرعون، ولتكونوا واثقين من وصولكم الى أفضل النتائج بفضل جدكم واجتهادكم ومثابرتكم. اما انتم يا من تعتمدون على السبل الاخرى غير المشروعة في النجاح فدعاؤنا لكم بالصلح والرشاد.
رعى الله الأردن بلدا آمناً وسدا منيعاً أمام محاولات الأعداء والمتربصين، وحمى قيادته وشعبه من كل مكروه.