كل الوصايف ما توفيك حقك يا وصفي . وكل وصايف وصفي ما لها أثمان . فقد كنت رمز الشجاعة والعز والفخر . وشهد لك الوطن والجن والإنسان . وقد صنت الوطن . وأنت من رفع هيبتنا . لذلك غنت لك النشميات الأردنيات وغنى لك الأردن بعذب الألحان .. لم تفكر يوما" بتوطين وتجنيس . ولم تفرق بين جنس ولا أجناس . طالتك أيدي الخونة والغدر والأنجاس... فغضب الشعب وثار ثورة البركان . فودعتنا والدمع ملء أعيننا .. ولكن ذكراك ستبقى في ضمائرنا والوجدان . ولن ننساك على مر الأزمان . وستبقى صورتك في مخيلتنا ونرفع اسمك في أعالي البنيان ...
ومن بعدك جاؤا رؤساء حكومات . واحضروا معهم ثلة من رموز الفساد . واستولوا على الأراضي واستولوا على كل واد . ونهبوا خيرات الوطن وسرقوا جيب المواطن في المغيب . وفي الشروق أصبح طفران . فلم يبقى لنا هيبة . ولا امن ولا أمان . وتبعثرت أوراقنا ونثرت في كل واد . واندثر الشعب وسلبت حقوقه وأصبح يعاني من الحرمان . يتخبط بين الأزقة ويبحث عن لقمة العيش بعد أن اصابة الإحباط والحرمان . وأصابته حالة الهذيان . إما أن نقول هذا مواطن شريف . أو نقول انه شخص سكران .. فمنهم من انتحر. ومنهم من حاول . ومنهم من ارتكب الهرب والهجران . فها هو الوطن اليوم ينداس . وأصبح من الوطن أوطان. الأردنيون في وطنهم أصبحوا لاجئون . واللاجئون أصبحوا في الوطن غزلان .
المواطنون قد دنى اجلهم . فيا وصفي كما كنت تستقبلهم في الأرض بالأحضان .. فاستقبلهم في السماء في عرش الرحمن . فقل : هذا شعبي الذي دمرته الحكومات فأصبح هلكان ووجعان ويطلب رحمة الرحمان .