قبل اربعين يوما ، وفي مساء السادس من تشرين أول 2013 ، فجعنا جميعا بوفاة أخ عزيز على قلوبنا الا وهو الاخ الحبيب والصديق الرائع الخلوق النائب الاسبق عبد الناصر بني هاني "ابوجمال " ، فقد كان لخبر وفاته رحمه الله وقع كبير وأليم على قلوب الكثيرين ممن عرفوه وعاشروه وتواصلوا معه لما كان يتصف به من خلق حسن وقلب طيب ومحب للناس والمجتمع ، وقد كانت لفاجعة رحيله صدمة أليمة لي أنا شخصيا للعلاقة التي كانت بيننا ولصداقتنا الحميمة والمتميزة.
ليس هناك أشد ايلاما على النفس من ان تقف مصدوما مفجوعا بوفاة صديق عزيز دافيء في حديثه ..وفي في معشره كعبد الناصر بني هاني ... آه يا " ابا جمال " كم آلمني رحيلك المبكر وكم ابكاني فراقك المؤلم !!! أصحيح أن الموت قد غيبك عني يا صديقي ؟أصحيح أنك رحلت بهذه السرعه حاملا معك ابتسامتك المعهوده ؟ لكن للموت جلال ايها الراحل الحبيب ... كم تعودت ان اتكلم معك يا صديقي - يا اخي - بكل صراحة ووضوح ..اتذكر عندما كنت معي وعندي قبل رحيلك بساعات ..كيف كنا نتحدث ونتناقش ..وكيف كان الامل مغروسا فينا بان الوطن والحق سوف ينتصران في النهاية على الفاسدين والمفسدين ...كنت دائما تقول لي – والإبتسامة لا تفارق وجهك - ان اليوم أحسن من الأمس ، وبتفاؤلك كنت تقتل خوفي وحزني على المستقبل.
اليوم ، وبعد مرور اربعين يوما على يوم رحيلك القاسي المفجع - تختلط مشاعرنا بالبكاء والأنين ويحترق القلب حسرة ولوعة ... اليوم يا صديق عمري تنحبس أنفاسي ويتعثر نطقي ويغزو كياني الوجع والألم على فراقك ... اليوم لا أجد في كل عبارات الوصف ما يليق بوصفك وأقف عاجزا أمام سيرتك الطيبة لأنتقي الكلمات عساني أغطي مساحة غيابك بالحروف ، ماذا عساني أن اقول وأي الكلمات انتقي وأي الخصال أصف ، ومن أي سنة ابدأ وبأي عام انتهي ..؟ فكيف أنسى تلك الايام التي قضيناها معا ؟ اتذكرك في كل لحظة اتذكر هدوئك وتواضعك وخجلك ونظرات عينيك ...اتذكرك وكلي اشتياق لجلساتك الممتعة ولأحاديثك الشيقة ...كلي إشتياق لضحكتك ولخفة روحك المبدعة ... نعم الأخ كنت ونعم الصديق كنت ، وبذلك يعرفك الناس وتشهد لك الايام .
هذا اليوم مّرٌ في فمي وقاس جدا على مخيلتي ، انا اليوم يا صديقي لا ابكيك بل ابكي نفسي لأنك تركتني ولم اتمكن من القاء نظرة الوداع عليك ، وكل ألمي ودموعي لأنني لن اراك بعد اليوم في دنياي ... عزائي يا فقيدنا الغالي أن ذكراك الطيبه وذكرياتك الجميلة ستبقى معي ما حييت ... سنذكرك مثالا للإنسان الودود المكافح وصاحب المواقف الوطنيه والاجتماعيه المشرفه .سنذكرك مثالا للرجل الوفي المخلص للوطن ..سنذكرك مثالا للنائب الذي حمل هم الوطن ومثل الشعب خير تمثيل تحت القبة وماراهن على مصلحة الوطن على حساب مصلحة شخصية او جهوية او اقليمية..
اللهــــم ، إنَّ عبدك " عبد الناصر بني هاني " في ذمتك وحبل جوارك فقِهِ فتنة القبر وعذاب النار ، وأنت اهل الوفاء والحق ، فاغفر له و ارحمه ، إنك أنت الغفور الرحيم ... اللهــــم اجعله في بطن القبر مطمئناً ، وعند قيام الأشهاد آمناً ، وبجود رضوانك واثقاً ، وإلى أعلى علو درجاتك سابقاً ... اللهم الهم زوجته وابنائه وإخوانه وجميع أهله الصبر والسلوان ، وأعنهم على فراقه وأجعله من أهل الجنة ... اللهم آمين