أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. انخفاض آخر على الحرارة دوي انفجارات عنيفة بمدينة أصفهان الإيرانية وتقارير عن هجوم إسرائيلي الأردن يأسف لفشل مجلس الأمن بقبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة الاردن .. كاميرات لرصد مخالفات الهاتف وحزام الأمان بهذه المواقع هل قرر بوتين؟ .. أوروبا تهرع لإحباط مؤامرة لاغتيال زيلينكسي هفوة جديدة تثير القلق .. بايدن يحذّر إسرائيل من مهاجمة حيفا هل سيستمر الطقس المغبر خلال الأيام القادمة .. تفاصيل حماس تعلق على فيتو واشنطن المشاقبة: إسرائيل دولة بُنيت على الدم والنار هل أعطت إدارة بايدن الضوء الأخضر لنتنياهو بشأن اجتياح رفح؟ الحوارات: مواجهة العدو لا تكون بالرصاص وإنما بالعقل القسام تعلن تفجير عيني نفقين بقوات للاحتلال طائرات الاحتلال تهدي ملاك هنية صاروخًا قاتلًا بدلًا من كيس الطحين إسرائيل تهنئ أميركا على إسقاطها منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة. المنتخب الأولمبي لكرة القدم يخسر أمام نظيره القطري. وزير خارجية أيرلندا: أشعر بخيبة الأمل من نتيجة التصويت بمجلس الأمن على عضوية فلسطين. وزارة الدفاع الإسرائيلية تؤيد إغلاق قناة الجزيرة واشنطن: متفقون مع تل أبيب على ضرورة هزيمة حماس سموتريتش: قيام دولة فلسطينية تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل. نادي الأسير: إسرائيل تفرج عن أسير فقد نصف وزنه.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة القتل تحت اسم الاسلام

القتل تحت اسم الاسلام

08-11-2013 05:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
( القتل تحت اسم الإسلام )

• الدكتور عبدالناصر محمد صالح جابر الزيود

ملاحظة : (ما دفعني للكتابة تقرير شاهدته على إحدى الفضائيات العربية،وكان محتوى التقرير يتضمن مقابلات مع نساء رملت وأطفال يتموا جراء قتل آبائهم في تفجيرات واعتداءات وقعت في بعض البلدان العربية تحت اسم الإسلام والمسلمين ومن هذه البلدان الاردن في تفجيرات عمان المؤلمة ).

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن سلك سبيلَه واهتدى بهديه إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعد، فإنَّ للشيطان مدخلَين على المسلمين ينفذ منهما إلى إغوائهم وإضلالهم، أحدهما: أنَّه إذا كان المسلمُ من أهل التفريط والمعاصي، زيَّن له المعاصي والشهوات ليبقى بعيداً عن طاعة الله ورسوله ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : حُفَّت الجنَّة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات .رواه البخاري ومسلم .
والثاني: أنَّه إذا كان المسلم من أهل الطاعة والعبادة زيَّن له الإفراط والغلوَّ في الدِّين ليفسد عليه دينه، قال صلى الله عليه وسلم : إيَّاكم والغلوَّ في الدِّين؛ فإنَّما هلك مَن كان قبلكم بالغلوِّ في الدِّين.حديث صحيح، أخرجه النسائي وغيرُه، وهو من أحاديث حَجة الوداع .
ومِن مكائد الشيطان لهؤلاء المُفْرطين الغالين أنَّه يُزيِّن لهم اتِّباعَ الهوى وركوبَ رؤوسهم وسوءَ الفهم في الدِّين، ويُزهِّدهم في الرجوع إلى أهل العلم ؛ لئلاَّ يُبصِّروهم ويُرشدوهم إلى الصواب، وليبقوا في غيِّهم وضلالهم، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ), وفي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية، فقال:إذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم. وقال صلى الله عليه وسلم :من يُرِد الله به خيراً يفقِّهه في الدِّين. رواه البخاري ومسلم ، وهو يدلُّ بمنطوقه على أنَّ من علامة إرادة الله الخير بالعبد أن يفقهه في الدِّين، ويدلُّ بمفهومه على أنَّ مَن لَم يُرد الله به خيراً لم يحصل له الفقه في الدِّين، بل يُبتلى بسوء الفهم في الدِّين.
ومما يدلُّ على خطورة الغلو في الدِّين والانحراف عن الحقِّ ومجانبة ما كان عليه أهل السنَّة والجماعة قوله صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه :إنَّ أخوفَ ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رُئيت بهجته عليه وكان ردءاً للإسلام، انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قلت: يا نبيَّ الله! أيُّهما أولى بالشرك: الرامي أو المرمي؟ قال: بل الرامي. رواه البخاري.
ويذكر أنَّ الشيطانَ يدخل إلى أهل العبادة لإفساد دينهم من باب الإفراط والغلوِّ في الدِّين، وأنَّ طريق السلامة من الفتن هو الرجوع إلى أهل العلم والاختصاص .
بعد هذا أقول: ما أشبه الليلة بالبارحة! فإنَّ ما يحصل من التفجير والتدمير والتقتيل في شتى المدن العربية اليوم وما نسمعه من دعوات بين فنية وأخرى لإثارة الفتن والعبث بأمن البلدان العربية، ما هو إلا نتيجة لإغواء الشيطان وتزيينه الإفراط والغلو لِمَن حصل منهم ذلك ، وهذا الذي حصل من أقبح ما يكون في الإجرام والإفساد في الأرض، وأقبح منه أن يزيِّن الشيطان لِمَن قام به أنَّه من الجهاد ، وبأيِّ عقل ودين يكون جهاداً قتل النفس وتقتيل المسلمين والمعاهدين وترويع الآمنين وترميل النساء وتيتيم الأطفال وتدمير المباني على من فيها؟! وبهذا قال الله عزَّ وجلَّ:(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ) ،وقال الله تعالى:(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ), وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدِّماء. رواه البخاري ومسلم ، وقد أكَّد صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجَّة الوداع حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم بتشبيهها بحرمة الزمان والمكان، فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: خطبنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم النحر، قال: أتدرون أيَّ يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننَّا أنَّه سيُسمِّيه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى! قال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنَّه سيُسمِّيه بغير اسمه، فقال: أليس ذو الحجة؟ قلنا: بلى! قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنَّه سيُسمِّيه بغير اسمه، قال: أليست بالبلدة الحرام؟ قلنا: بلى! قال: فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربَّكم، ألاَ هل بلَّغت؟ قالوا: نعم! قال: اللهمَّ اشهد، فليُبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضُكم رقابَ بعض.رواه البخاري ومسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله! وما هنَّ؟ قال: الشرك بالله، والسِّحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحقِّ، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يوم الزَّحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.رواه البخاري ومسلم.
فليعلم الجميع أن الاسلام لم يكن رديفا للإرهاب في أي وقت من الأوقات وذلك منذ بداية الدعوة الإسلامية إلى يومنا هذا بل على العكس من ذلك فان الإسلام والإرهاب كلمتان متضادتان لا تلاقي بينهما ولا في أي صورة من الصور . والدلائل على ذلك كثيرة وكثيرة جدا في التاريخ الإسلامي منذ عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين ومن جاء من بعدهم ،وهذه الدلائل التي يعجز المقام عن عدها وحصرها تبين لنا أن الإسلام هو دين رحمة ،ودين تسامح ، وعفو ، وعطف ، وان الإسلام يحرم الاعتداء والقتل والعبث بأمن الناس بغير حق وهذا ما أمر الله به بكتابه الكريم وقام الرسول عليه الصلاة والسلام بتطبيقه وتعليمه لصحابته بقوله أو بفعله أو بتقريره .
وان ما نشاهده على الساحة في هذه الأيام من قيام البعض بالتستر تحت راية الإسلام لقتل الأبرياء والاعتداء على الحرمات والتعرض لأمن الناس وممتلكاتهم والعبث بأمن البلدان واستقرارها لهو شر ، الإسلام براء منه بل هو إرهاب بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
فمن الذي فوض هؤلاء ليكونوا ناطقين بلسان الإسلام والمسلمين ، أو من الذي منحهم حق قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، لم يعطهم أحد هذا الحق بل أن فهمهم الخاطئ للإسلام وتعاليمه والتغرير بهم أخرجهم عن الصواب وعن اتباع المنهج السليم ليسيروا وراء نزواتهم ، وانه شتان ما بين الإسلام وما يقومون به من أفعال تحت راية الإسلام ، وان هذه الأفعال تتناقض كليا مع الإسلام بل أنها قد أساءت للإسلام والمسلمين في كافة بقاع الأرض .
فالإسلام كله عدالة وسماحة وبعداً عن المغالاة ، وهذا هو الذي يجب على كافة الجهات المعنية بهذا الأمر في كافة الدول العربية أن تبينه وتوضحه بكافة الوسائل المتاحة وخاصة الإعلامية منها للوقوف صفا واحدا في التصدي لكل من يحاول أن يعبث بالأمن والاستقرار تحت مسمى الإسلام واتخاذ الإسلام ذريعة لكل مارق أو جاهل يتستر به لتغطية أفعاله وجرائمه و تضليل الناس وتشكيكهم بدينهم . وهذا لا يمكن حدوثه بجهود فردية بل يحتاج إلى تعاضد على المستوى الجماعي . حتى لا نكون فريسةً للشيطان، يجمع لنا بين خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وان نتقي الله في المسلمين من الشيوخ والكهول والشباب، وفي المسلمات من الأمَّهات والبنات والأخوات والعمَّات والخالات، وفي الشيوخ الرُّكَّع والأطفال الرُّضَّع، وفي الدماء المعصومة والأموال المحترمة، فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ , أفيقوا من سُباتكم وانتبهوا من غفلتكم، ولا تكونوا مطيَّة للشيطان للإفساد في الأرض. ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يحفظ جميع بلاد المسلمين ، وأن يُفقِّه المسلمين بدينهم، وأن يحفظهم من مضلاَّت الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيِّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الدكتور عبدالناصر محمد صالح جابر الزيود
جامعة العلوم الإسلامية العالمية





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع