حزين أنا .. ياأُردن .. !!

حزين أنا.. ياأُردن..
بقلم/د.معين المراشدة
ماذا تريد اسرة حاكمة.. أي اسرة حاكمة.. من شعب.. أي شعب؟
ماذا يتمنى نظام سياسي.. أي نظام سياسي من مواطنيه؟
ماذا تتوقع نخبة حكمت بعقد وعهد ووعد من شعبها..؟
لماذا ارتفع الصوت، وضعف السمع...؟
ولماذا ازدادت غشاوة الصورة رغم وضوح الرؤية؟
شعب آمن بقيادته.. وحكامه.. ولم يرتض لهم بديلا، هل يكون جزاؤه ألا تسمع مفردات حروفه قبل معاني ألفاظه؟
حزين أنا ياأُردن..
فليس في مآقي العين ما يكفي من الدمع..
وهجر الأمل شغاف القلب.. وضاع العقل أو ضيع..
وأضحى السمع لمن عمل رأيا تأبطه بشر، أو بسوء نية، أو حتى بجهل من يقدم المشورة المغلفة بعناد لا يجب أن يكون بين شعب وقيادة..
لماذا عجزنا أن نتواصل، نتكلم، نتحاور، وهل أصبح الكل خائفا من الكل؟ هل أصبح مجرد اللقاء والاستماع حلما له شروط لتفسيره وطقوس لتحليله؟ أم أضحى كابوسا طال أمده ومداه؟
إيه ياأُردن
أين أياما كان بَنُوك أحرص عليك من أنفسهم..؟
وأين أحداثا جمعت ووحدت وأنست وأفرحت؟
هل هو المال؟ السلطة؟ أم طمع بعض السلطة في مركز متقدم للحكم؟ هل هو غياب للرأي؟ أم عدم سماعه؟ أم أن هناك من يحجب عامدا متعمدا وصول الرأي وسماعه؟
لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه..
لماذا يغضب منا بعضهم حين نطالب بحقنا في الأصلاح ومكافحة الفساد والفاسدين ،في تحقيق العدالة الاجتماعية ،في وجود بيئة نظيفة، جامعة جديدة، مستشفى لائق، وسائل ترفيه بريئة، محاسبة من استعمل المال العام كأنه مال خاص، وسخّر سلطات الدولة بأكملها للدفاع عن ممارسات خاطئة؟
لماذا لا يحاسَب من يستحق المحاسبة؟ ولماذا لا يتعامل الحكم مع شعب أحبه وأخلص له بما يستحق؟ هل مازالوا يعتبروننا ناقصي أهلية وفاقدي رشد؟ هل أصبح قدرنا أن نرى أموالنا تنهب وتسرق ولا نحظى بالرفاهية التي نستحقها ونطالب بها.
لماذا الخوف والخشية من شعب وقف ومازال سدا منيعا ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء على الوطن والنظام ومحاولة العبث بأمنه واستقراره...؟
أنظرفي وجوه الشباب فأرى وجوههم حزينة،أرى في وجوههم خوفهم على مستقبلهم ظاهر للعيان، يتعلقون بأهداب أمل باقية.. من جعلهم هكذا سوى تصرفات سلطة، وسلوك حكومات وأداء رؤساء وزارات...؟
لماذا تبخلون على شعب أحبكم، وأطاعكم، واستمع دوما لصوت القلب قبل العقل معكم؟
أليس من حق هذا الشعب الذي آمن بربه ووطنه وقيادته ويحافظ على أمن واستقرار بلده ويعتبرها خطا أحمرا لايمكن تجاوزه أو السماح بالإقتراب منه ....أليس من حقه عليكم أن تستمعوا له بل وتنصتوا؟
لماذا الخوف من شعب يخاف عليكم؟ ويدافع عنكم؟ ويؤازركم؟ ولماذا يزرع في عقول وقلوب هؤلاء الشباب أن هناك شررا بينهم - وتحت رمادهم - تجاهكم؟ فو الله وتا الله وبالله، إن كلمة طيبة واحدة منكم، ستقابل بمئة كلمة طيبة منه...
فقط تعاملوا مع هذا الجيل باعتباره واسطة العقد، وأساسها ولا تجعلوا شبابه يصاب بإحباط ويأس نرى بدايات قدومه..
اللهم قد بلغت.. قد بلغت.. قد بلغت.. اللهم فاشهد..