أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هيئة البث: الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول رفح قريبا جدا. طائرة أردنية محملة بمنتجات زراعية إلى أوروبا جدول الأسابيع من الـ 17 حتى الـ 20 من الدوري الأردني للمحترفين مسؤول أوروبي: 60% من البنية التحتية بغزة تضررت. مسؤول أميركي: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة موقع فرنسي: طلبات الإسرائيليين لجوازات السفر الغربية تضاعفت 5 مرات. الطاقة والمعادن تبحث سبل التعاون مع الوفد السنغافوري أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عيد استقلال موطني وتميز الهوية

عيد استقلال موطني وتميز الهوية

23-05-2010 10:13 PM

تحل علينا مناسبة عطرة للمرة الرابعة والستين لتذكرنا بمنجزات أسستها وأعلت صروحها أسرة هاشمية معطاءة على مدى يزيد على 6 عقود تمكنت من خلالها من بناء نموذج اجتماعي محكم لم يغفل أهمية جمع مختلف مكونات الوطن في مركب واحد يسير وفق بوصلة واحدة تتحرى مواجهة تحديات الوطن فضلا عن المساهمة برفعته، ليشار إليه بالبنان في قدرته على تسخير قدرات أبنائه لتجاوز عناصر نقص موارده الطبيعية.

وقد نجح الهاشميون على نحو فريد في جمع أبناء الوطن بأطيافه وطوائفه ومنابته وأصوله على قاسم مشترك أساسه محبة الوطن والإخلاص لثرى ترابه، إذ لا تصدف أي من هؤلاء في مشرق الأرض ومغربها وقد دفعته مصاعب الدنيا لهجرة موطنه لنيل عمل أو فرصة تعليم إلا وقال لك "أحمل الجنسية الأوروبية أو الأميركية، لكني لم أنفك عن جذوري ولن أرضي لبني كذلك لقد بارك الله في أرضي وجعلها موطنا للصديقين والشهداء وقد كانت حجر الرحى لفتوحات في صدر الإسلام، فنجان قهوة أصيلة أمام منزلي في كرك مؤتة أو أربد اليرموك تضاهي ثروات الدنيا".

لم تكن هذه اللغة أن تتجلى إلا فيمن شرب من ماء الأردن وتنفس هوائه العليل ونَعم بثقافته المتسامحة مع البعيد قبل القريب، من دون نظر لاختلاف دين أو طائفة أو أصل، فقد رسخ الهاشميون في أبناء الوطن ثقافة جمعية منذ إطلاق مسمى الجيش العربي، كما كان الأردن ولا يزال حامل لواء حماية المقدسات والدفع بالقضايا العربية المصيرية والتي لا تحتمل مجاملة للبعض أو إشعار البعض الأخر بشعور المن تجاه هذه الواجبات المقدسة.

حين توجه الرسول عليه الصلاة والسلام لإحدى رحلاته التجارية للشام وتوقف بموقع قريب من منطقة الأزرق الأردنية قبل مبعثه وتفيأ بظلال شجرة مباركة لا تزال شاهقة إلى يومنا، كان في وقوفه عليه السلام في تلك البقعة وبقاء الشجرة دليلا تاريخيا منذ ما يزيد 14 قرناً دلائل وإشارات ذات بلاغة دامغة، فقد أراد النبي الكريم أن يوحي لمن بعده بقدسية مكان سيظل بظلاله ملايين من بعده، فهذه الأرض ليست كأي أرض إنها بلد المحشر، وإنها أيضا من أكناف بيت المقدس.

تعود ذكرى الاستقلال لتؤكد من جديد على قدسية المكان وسكانه، الذين علمتهم الحياة أن في صلفها وقسوتها فوائد جمة في كثير من الأحيان، فكيف سيحفظ المجتمع أصالة كرمه وعونه والوقوف إلى جانب الضعيف والغريب والقريب من دون وجود أجواء تهيئ لذلك، متأملين أن تزول تلك المصاعب التي لم تنل من صفات مجتمعنا وكرم أصله.

الأردني بطبعه قلق على مصير إخوانه وأشقائه في العراق ولبنان والسودان فضلا عن الصومال واليمن، فكيف به لا يكون همه الأول الوقوف إلى جانب تؤامه الفلسطيني، فقد تنفس كلاهما هواء القدس الشريف، كما حوت أرضهما المقدسة ذكرى بسالة جعفر بن أبي طالب ودهاء خالد بن الوليد وفتوحات عمر بن الخطاب ومرض أبو عبيدة أمين الأمة، فكيف يمكن لتلك الذاكرة المشتركة أن تلغى بمجرد إطلاق البعض أصوات يبدو نشازها أكثر من تناغم مفرداتها.

عيد الاستقلال فرصة للتأكيد على الهوية الأردنية القائمة على تلك الصفات المكتسبة من الشخصيات الإسلامية المذكورة سلفاً، وهي ثقافة نجح في تأصيلها هاشميون يدركون أن الاستقلال لا يعني تجاهل الوقوف إلى جانب قضايا الأشقاء بل هي فرصة لإعادة التذكير بخصال حميدة لا يرضى حامله دون الحفاظ على موعده مع جميع أشقائه. 

* أردني مقيم بالدوحة 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع