السياحة الداخلية .. والأسعار الخيالية .. !!!

هل فكرت مره في خوض تجربه السياحة الداخلية في الأردن .. وهل فكرت مره في الذهاب الى إحدى المناطق السياحية التي يزخر ويفخر بها وطنك .. وهل فكرت مره أن تعرف وطنك من خلال تلك الرحلات الداخلية .. ولكن هل فكرت مرات كم ستكلف تلك الرحلة اذا قمت بها .. !!!

ثم نسأل أنفسنا لماذا العزوف عن السياحة الداخلية .. هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس .. ؟؟ ولماذا الازدحام على السياحة الخارجية هذا ما نطرحه على مسؤولي السياحة في بلدنا ..؟؟

إذا فكرت مره أن تذهب في رحله سياحية داخليه إلى إحدى المواقع في الأردن .. فانك لن تفكر بتكرارها أبدا.. ليس من سوء معامله .. ولا لقلة جمال الطبيعة .. ولا من ندرة مواقعنا السياحية .. ولكن من جنون الأسعار الخيالية .. التي ستعرفها بنفسك .. !!! فإذا قررت أن تذهب لتعرف بلدك .. فعليك أن تملئ جيبك وتعد عدتك وان تقنع نفسك انك سائح في باريس او روما من حيث التكلفة .. !!!

نشاهد إعلانات الصحف اليومية تغص في إبراز المواقع السياحية الخارجية .. وبأسعار قد تكون في بعض الأحيان رمزيه .. ونلاحظ الازدحام على خطوط الطيران المغادر إليها من الأردن والأردنيين .. فماذا تفعل تلك الدول لاستقطاب هذه الأعداد والأفواج السياحية الضخمة .. وكيف تحسب هناك التكلفة .. ولماذا لا يكون لمسؤولي السياحة هنا وقفه لدراسة هذه الظاهرة .. ؟؟ ودراسة كيفيه تحويل مسار تلك الرحلات الخارجية الى داخليه .. !!!

فعندما تذهب أنت هنا الى إحدى الفنادق او المواقع السياحية تجد نفسك قد وقعت صيدا سهلا لتلك الأماكن .. التي تعمل دون رقيب أو حسيب .. فلماذا لا نعيد حساباتنا ونستغل الظروف الصعبة في البلاد السياحية المجاورة .. ونشجع على السياحة الداخلية .. ولماذا لا يكون هناك تعاون بين القطاع العام والخاص في هذا الموضوع الهام ..!!

فهل يعقل أن يدفع مواطن وزوجته ما يقارب راتب الشهر مقابل وجبه غداء او عشاء في فندق او منتجع سياحي في الأردن وليس في جزر الكاريبي .. وأين هي الرقابة الحكومية ..فهذه الأسعار الجنونية ستكون رادع لكل أردني من تكرار تلك التجربة السياحية .. فمن يذهب للاستجمام أو السياحة العلاجية .. سيعود منها مهموم و محموم بنار الأسعار الخيالية .. لا تستغرب من هذا الكلام وتقول في نفسك هل هي مبالغه أم صوره حقيقة .. نعم هي الحقيقة .. ونعم أن الأردن يملك ثروة سياحية هائلة من حيث المواقع السياحية و الأثرية و الفنادق الراقية والكفاءات البشرية الرائعة .. وأضف إلى ذلك كله راحة البال من الناحية الأمنية .. لكننا لا ندرك كيف نتعامل مع هذه الثروة التي تشكل مصدر الدخل الأول لكثير من دول العالم .. وتركنا الموضوع للقطاع الخاص الذي اغفل حجم وأهميه السياحة الداخلية وكيفيه استقطاب الناس إليها .. !!!

إذا لا بد من تصحيح المسار .. لإعادة الرغبة والثقة لنفوس الصغار والكبار .. لزيارة مواقعنا السياحية دون خوف من حريق الأسعار .. وهل سنجد لهذا الكلام أذان صاغية من مسؤولي السياحة في القطاعين العام والخاص في الأردن ...!!!