الاخوان يدفعون ضريبة النجاح
ما يتعرض له الاخوان المسلمين هذه الايام من حرب مستعرة متعددة الاشكال لا يعدو عن كونه ضريبة رخيصة تدفعها الجماعة للنجاحات المتتالية التي حققتها من ثقة شعبية حقيقية منقطعة النظير ومن غير تزوير. ومن نجاح على كل المستويات التنظيمية والإدارية والسياسية والاقتصادية ، والمصداقية التي لم تتغير او تتبدل .
كما انه يعد تمحيصاً وتنقيةً لصف الجماعة مما علق به من شوائب وطحالب على امتداد عمرها الزمني ، وتقوية لعودها وتصليباً له في مواجهة ما تخبئ الايام الحبلى بالأحداث من خصومات عظيمة ربما تقودها دول عظمى تخشى من الاسلام العظيم الذي تبشر به الجماعة .
وتعتبر التحديات التي تعيشها الجماعة تدريبا لها لقيادة العالم بنظام جديد، يحق الحق ويبطل الباطل ، ويرفع الظلم عن المظلومين ، ويعيد التوازن الى العالم ، ويصلح الخلل الذي احدثته الدول الاستعمارية في نهايات القرن الثامن عشر ، واستمر حتى يومنا هذا . والذي قسّم العالم الى اول وثاني وثالث ، ودول نامية فقيرة وأخرى فاحشة الثراء ، ونتج عنه مجلس امن مشلول يقلب الحقائق ويقف مع الظالم ولا ينتصر للمظلوم ، وزرع كياناً صهيونياً سرطانياً في قلب الامة سماه دولة.
لقد كشفت الاحداث الجارية الوجه القبيح لدعاة الديمقراطية والليبرالية والقومية . . الخ من المسميات التي فشلت في قيادة الامة ، وانهزمت في المعارك التي لم تحسن قيادتها ، وأذاقت الشعوب ويلات نظام حكمها ، وأقصت معارضيها وارتكبت بحقهم المجازر والجرائم ، وحولت الجيوش التي ينفق عليها من جيوب الفقراء من مواجهة الاعداء الى قتل الشعوب.
اما تمايز الصفوف فقد ظهر جلياً من مواقفهم المخزية من حركة المقاومة الاسلامية حماس ، التي تمثل روح الامة وضميرها وقلبها النابض بالحياة . ففي الوقت الذي دعم فيه الاخوان المسلمون هذه الحركة في مواجهة آلة القتل الصهيونية ، وجدنا هؤلاء العروبيون يشددون حصارهم على اشقائهم ويفتحون ذراعهم لأعداء امتهم ، ويسخّرون آلة اعلامهم العوراء للنيل من المجاهدين الصامدين ، الذين يخوضون معركة الشرف والكرامة على ارض فلسطين الحبيبة . وقد رأينا كيف ان اعلام العدو كان يهاجم مرسي ويغني للسيسي .
ان المخاض الذي تعيشه الامة هذه الايام لا يدع مجالا للشك بأن نصر الامة قادم لا محالة ، وعلى يد هذه الجماعة المباركة ، التي لم يفتّ في عضدها ما ارتكبته انظمة الفساد والاستبداد من جرائم بحقها ، سواء في مصر او سوريا او تونس او ليبيا او العراق او غيرها ، او تلك الانظمة الجاهلية التي انفقت ملايين الدولارات لمحاربتها وتشويه سمعتها ، من خلال اعلام العهر والفساد والكذب والتزوير . او تلك الانظمة التي انحرفت بوصلتها وانكشفت عورتها وأيدت الانقلاب خوفا على مستقبلها الذي بدأ زواله يلوح بالأفق.
ايها الاخوان المسلمون هنيئا لكم صبركم وثباتكم ، عرفتم فالزموا . . وبدأتم فتمموا . ربح بيعكم ، واختاركم ربكم لحمل رسالة الاسلام العظيمة النقية الى العالم اجمع ، وأثبتم اهليتكم لحمل تلك الامانة . واخيراً اقول لكم ما قال ربكم : "ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين * ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين* وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين* صدق الله العظيم
سالم الخطيب