أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي اليوم إربد .. ازدحامات بشارع البتراء بعد حادث واحتراق مركبة إتلاف 1265 طنا من الحليب الطازج خلال 3 أيام الاحتلال ينوي نصب 10 آلاف خيمة قرب رفح خلال أسبوعين وفد أردني يشارك باجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين ارتفاع على درجات الحرارة في الأردن الثلاثاء العلَم الأردني في يومه .. سيرة وطن خالدة وقصة حضارة عظيمة الجيش الأردني : طلعات لمنع أي اختراق جوي لسماء المملكة منظمة حقوقية: الاحتلال يحتجز 3 آلاف فلسطيني من غزة فيصل القاسم مستغرباً: لماذا النباح ضد الأردن إذاً؟ لابيد: كل ما تبقى دولة من الخراب الحوارات: الرد الأردني على صواريخ ايران لم يكن تواطؤ لمصلحة "إسرائيل" وانما دفاع عن مواطنيها اكتشاف مقبرة لفلسطينيين في باحة مجمع الشفاء في قطاع غزة جراحة خيالية لاستئصال ورم دماغي لعشريني دون تخدير في حمزة هجوم وشيك .. هل تتجه إسرائيل لضرب إيران في الساعات المقبلة مقتل شاب طعنا شرق عمّان لماذا أبلغت طهران دولا بالمنطقة قبل الهجوم على إسرائيل؟ محللون إيرانيون يجيبون الرئيس العراقي يلتقي الجالية العراقية في الأردن رئيس مجلس الشورى السعودي في الأردن ويعقد مباحثات مع رئيس مجلس النواب الثلاثاء توقيف أحد المدراء في بلدية الزرقاء بتهمة 'استثمار الوظيفة'
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الاتجاهات الإيجابية في العمل

الاتجاهات الإيجابية في العمل

03-10-2013 06:00 PM

د.ميادة قشوع
تقوم العديد من الشركات بوضع مدونة للسلوك الايجابي تشمل تفاصيل عن الخطط التنفيذية للشركة وقيم الشركة ورؤيتها ورسالتها، كما تعتمد كدليل ارشادي للموظفين حول المعايير القيمية وكيفية تطبيقها، وربما كان أهم ما يميز وقتنا الحالي هو زيادة الانفتاح الثقافي والاجتماعي بالمعنى الواسع للكلمة والذي يشمل السياسة والاقتصاد وأساليب التفكير وأساليب الاتصال، بحيث تتصل كل مجتمعات العالم مع بعضها بما يحقق التبادل الثقافي على أوسع نطاق نتيجة وسائل الإعلام والاتصال المتطورة وساعد هذا الانفتاح والاتصال على معرفة الثقافات المختلفة والمتباينة في العالم، وإدراك كنهها ومعرفة رموزها ومعاني هذه الرموز مما يؤدي إلى احترام ثقافة الآخر، بالإضافة إلى التقدم العلمي والتكنولوجي، وسيادة التفكير العلمي العقلاني وتراجع التفكير الغيبي، لذلك فإن العالم اليوم بأمس الحاجة الى بناء نزعة إنسانية عالمية وشاملة تكون بديلاً عن منطق الحروب وجبروت السياسة وطغيان الاقتصاد وعنصرية الثقافة وازدواجية القيم، وبديلا عن ذلك النسق من المفاهيم الذي يقسم الناس إلى طبقات ومستويات ودرجات تختل فيها موازين الكرامة والحقوق واحترام الإنسان بما هو إنسان بغض النظر عن لونه وعرقه ودينه وحتى عن ثروته وماله وقوته.
وقد يكون السؤال الطبيعي إزاء هذا الوضع المتناقض هو: هل هنالك حاجة لقيام نسق من القيم الجديدة تتلاءم مع هذه المظاهر السلوكية الطارئة وتتفق مع الأوضاع التي سوف تفرض نفسها على المجتمع العربي وذلك كنتيجة حتمية لزيادة الاتصال بالعالم الخارجي المتقدم والأشد تأثيراً، وقد يبدو هذا التساؤل غريباً للوهلة الأولى، لان القيم لا تنشأ بفعل الارادة الذاتية الواعية والتي يتم تكوينها وصياغتها من خلال عمليات طويلة ومعقدة تستغرق فترات طويلة من الزمن يتم خلالها استخلاص مبادىء عامة من أنماط السلوك وأنساق الفكر السائدة في المجتمع، ومع ذلك فقد يكون من المطلوب أن نبحث عن نوع القيم التي يمكن أن تسود في مجتمع الغد، والتي تتلاءم مع الأوضاع والظروف العامة التي سوف تسيطر في المستقبل، وهذا يتطلب أن يكون لدينا قبل كل شيء تصور عام عما يتوقع أن يكون عليه العالم في السنوات المقبلة، مع الاسترشاد في تكوين هذا التصور بمسار الأحداث في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين.
فنحن بحاجة الى خطط اجرائية مفعمة بالنزعة الإنسانية والأخلاقية محاولةً لاكتشاف وبناء جسور التفاهم والتضامن بين الافراد والبحث عن الجوامع والمشتركات الإنسانية والأخلاقية والثقافية والدفاع عن القيم، وتأكيد القيمة الشاملة للعمل والأخلاقيات المتعلقة بها وبعث الأمل بالمستقبل، فالثقافة هي الطاقة والروح والمعرفة وهي تشكل فكرنا وتحكم سلوكنا.


ولقد بين هوفستيد (Hofstede 1990) أن عناصر الثقافة أربعة هي:
- الرموز : Symbols وتشمل اللغة اللفظية واللباس الذي يلبسه الأفراد وكل ما يعمل على تعزيز ولاء الفرد للجماعة التي ينتمي إليها.
- الأبطال :Heroes وهم الذين يتخذهم الفرد قدوة للخلف يقتدون بهم ويتعلمون منهم.
- الطقوس :Rituals وتشمل الروتينات اليومية التي تعبر عن القيم، وهي التي تدعم القيم وتعززها.
- القيم Values: وهي الجانب الخفي من الثقافة الذي لا يستنتج إلا من خلال سلوك الأفراد وهي تشكل جانبا واحدا فقط من جوانب الثقافة المختلفة.
وعلى الرغم من أن مصطلح القيم الإنسانية يستخدم عادة بالرجوع إلى الجوانب والمبادئ الثقافية والأخلاقية فإننا نجد القيم تظهر في أشكال كثيرة ونماذج شتى، فعلى سبيل المثال نجدها في الجانب المادي كالنظافة والدقة في المواعيد، وفي الجانب التنظيمي كالاتصال والتواصل والتنسيق والتخطيط والتنفيذ والقيادة، وفي الجانب السيكولوجي كالكرم، والشجاعة، وتقبل الاخرين واحترام الرأي والرأي الآخر، والعمل بروح الفريق، وفي الجانب الفكري والعقلي الموضوعية والإخلاص والانتماء والعطاء.
والحديث عن أهم مقومات وملامح القرن الحادي والعشرين وعن القيم التي نتوقع أن ترتبط به يعبر بالضرورة عن نظرة ذاتية إلى حد كبير، وإن كان يسترشد في الوقت ذاته بالمعلومات والخبرات المتوافرة، كما أن استشراف المستقبل لا يعني إغفال الماضي أو إسقاطه من الحسبان، فالحياة الاجتماعية والثقافية سلسلة متصلة من الحلقات التي تؤلف وحدة كلية متماسكة من القيم التي تتمتع بالقدرة على الصمود لأنها هي التي تعطي الفرد والمجتمع الهوية المتميزة، ولا يمكن ان نغفل عن العلاقة الوثيقة بين الثقافة والسلوك، بالتأكيد على ان 'السلوك الاجتماعي للفرد خاضع لأشياء أعم من المعرفة والمخزون النظري وأوثق صلة بالشخصية منها بجمع المعلومات وهذه هي الثقافة بمعناها الدقيق.
مع العلم أن القيم الكبرى في الوجود كما صنفتها الفلسفات القديمة هي القيم الثلاث:الحق، الخير، الجمال، وأنه تحت مظلة هذه القيم الكبرى تندرج القيم الإنسانية جميعاً فروعاً لها، وقيمة الخير تنبثق من التفرقة بين الايجابي و السلبي، وعلى أساس هذه التفرقة يحدد السلوك الصحيح ، وفي ظل الأوضاع والظروف المتعلقة بتعدد الثقافات علينا أن نتوقع تغيرا فكرياً وقيمياً وثقافياً، ولكن سيصبح هذا التغير عشوائياً إن لم نخطط له تخطيطاً سليما, وهنا جاء الحديث عن ضرورة تطوير منظومة سلوكية جمالية ، جمالية بمعنى الكلمة بما تشمله من سلوكات وقيم واخلاقيات، وهذه المنظومة الجمالية التي تتعلق بالفرد والمجتمع ليستا شكلاً خاصاً مستقلاً، لأن تكّون علاقة الإنسان الجمالية بالعالم لا ينفصل عن علاقته بالعمل والتربية الأخلاقية والدينية والسياسية والبدنية والفنية، فالمنظومة الجمالية جانب معين في قلب هذه الفعاليات المتعلقة بتطوير الاعمال وريادتها، والواقع أن القيم الجمالية لا تؤلف مجالاً خاصاً، بل تنشأ في عملية امتلاك الإنسان للعالم المدرك حسياً، فأي شكل للنشاط الاجتماعي لا يكون تام القيمة وفعّالا ما لم يتضمن عنصراً جمالياً.

فلو استطلعنا تاريخ الحضارات من العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، لوجدنا أن مختلف أشكال المؤسسات احتوت في أساسيتها على السلوكات والقيم الجمالية، فقد حرص البدائيون مثلاً على أن ينقلوا إلى أبنائهم بعض مبادئ السلوك السوي، بما يتصل غالباً بتقديس الأجداد واحترام الشيوخ والآباء وبمشاعر الشرف والصدق والوفاء بالوعد وطاعة أولي الأمر، كما كان التمثيل والرقص والتقليد من أهم وسائل نشر هذه السلوكات.
والجانب الجمالي يدخل في كل ميدان من ميادين الحياة، فيشمل النواحي العقلية والجسدية والانفعالية والاجتماعية والوجدانية، أي أن القيم الجمالية خاصة بكل من الفرد والأسرة والمجتمع والوطن بحيث تشمل الإنسان والطبيعة وكل ما هو موجود في هذا الكون.
والمنظومة الجمالية والتي هي أخلاقية المستقبل تهدف إلى التطور المنسجم المتكامل للإنسان تمثل أعلى أهداف الوجود الإنساني والتطور الاجتماعي والوظيفي لا أولها، ولكن لا ينبغي أن يفهم من ذلك أن منظومة السلوكات الإنسانية الجمالية مهمة ملقاة على عاتق المستقبل البعيد، إنها ولا شك مهمة راهنة، ولكنها ليست الأولى ولا يمكن أن تتقدم على سائر المهمات بل تتماشى معها جنباً إلى جنب.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع