كلمة ترافق كل المهن في كل مكان فلكل مهنة أخلاق يستوجب على العاملين بها صيانتها والإعتقاد بها والذود عنها إن لزم الأمر وإذا تحدثنا عن الإعلام كمهنة فنحن نتحدث عن قدسية أخرى لأن الإعلامي والصحفي وكما يقال في الغرب هو صاحب السلطة الوحيد غير المنتخب والذي يسمح له بتنفيذ أفكاره ونشرها وربما بثها إن جاز التعبير
في الأردن كان لهذه المهنة قدسية قبل الزحام الذي حصل وقبل الإنقلابات التي تحدث في الأفكار والأخلاق وكان لكل من يعمل في هذه المهة هالة ترافق رأسه وسمعه تلاحقه بأنه المثقف الواعي صاحب القلم الحر الذي لايباع ولايشترى
ذهبت القدسية وذهب أصحابها إلا من رحم ربي وطفت على السطح لغة المصالح في السياسة والمال وبتنا لا نعرف من يسير المركب هذه أم تلك وبات الإعلامي النظيف في بلدنا بين عاطل عن العمل ومشرد ومبتز أو " مبتزة " وبين قانع قابع ينظر بعينه مالا تصل اليه يداه
في الأردن الآن أبناء مهنة يسرقون تعب الغير ويمتصون دمائهم ويشربون عبراتهم ويذبحون أحلامهم
في الأردن الآن شركاء رسميون يسهلون كل ذلك وربما يضحكون على غباء أحلامنا المذبوحة
في الأردن الآن مؤسسات إعلامية تأخذ حتى ثمن الورقة التي يطلب عليها العمل
في الأردن الآن ممنوع على الأردني أن يعمل إلا أن يلقد الآخر
في الأردن الآن صار الإعلام وظيفة وأمل براتب وضمان إجتماعي وتأمين صحي
في الأردن الآن لا واقع ولا مستقبل لمن قال أن للإعلام أخلاق ...