أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن: قبول 196 توصية دولية متعلقة بحقوق الإنسان خليل الحية ينفي نقل مكاتب حماس من قطر تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط القطاع سموتريتش يدعو قطع العلاقات وإسقاط السلطة الفلسطينية جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائيلي يرد شك في سلوكها .. الأشغال 20 سنة لزوج ضرب زوجته حتى الموت ودفنها في منطقة زراعية انقطاع الإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره علنا انتشال نحو 392 جثمانا من مستشفى ناصر بغزة على مدار 5 أيام 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب بايدن يدعم حرية التعبير وعدم التمييز في الجامعات ونتنياهو يدعو للتصدي إدارة السير: لا تتردد في إبلاغنا ! الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة اليوم 202 للحرب أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي الخميس الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام الاتحاد الأوروبي ومركز الدراسات الاستراتيجية يعقدان مؤتمر "الطريق إلى شومان" 1,223 مليار دينارا قيمة الصادرات الكلية للأردن حتى نهاية شباط الماضي خصم (تشجيعي) على المسقفات من بلدية إربد "آكشن إيد": غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بعد 200 يوم من العدوان على غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ارقدوا يا أحبائي بسلام!

ارقدوا يا أحبائي بسلام!

23-08-2013 02:56 AM

بقلم: د. آية عبد الله الأسمر

أطفال سوريا يا قصة الدم المهدور على طرقات الصمت والعجز والخيانة... يا وجه الطفولة المحترق بنصل سكين المجرمين الجبناء... يا ورودا ذبلت في جوف ليل مجدب قاحل، يرتع في جنباته اللؤماء...
أطفالنا في سوريا يا قرة العين... يا فلذة الكبد... يا أبنائي ويا كل الأبناء...
أخبرني يا طفلي السوري باسم من كنت تنادي وهم ينفثون سمومهم في جسدك الغض الصغير؟
وأخبرني بالله عليك كيف استطعت احتمال ألم الاختناق الملفّع بالظلم الملعون؟
يا طفلي لا تنظر إليّ بعينين التهمتهما الدموع ولاكتهما الأحزان...
صوتك الضعيف الصارخ ألما واستغاثة يئن في ذاكرتي صراخا ووجعا، يفوق طاقات الصبر ويتجاوز حدود الاحتمال...
أرجوك لا تتركني فريسة القهر والسؤال والذهول... أنا قادرة على أن أتفهم كل شيء وأي شيء، ولكنني عاجزة عن استيعاب أن تنطفئ سنوات عمرك القليلة تحت رماد التعذيب والإجرام...
لماذا مزقوا أجسادكم الطاهرة؟ هل كنتم تشكلون خطرا أو تهديدا؟ أم كنتم عبئا ثقيلا؟ أم أنكم متهمون بقضية ما؟ هل هو ثأر؟ أم أنه حقد؟
بالله عليكم لا تتركوني أنوح في عتمة الصراع والتساؤل والاستهجان... أفكر وأفكر، وأحاول أن أجد سببا واحدا يمكن أن يدفع ذئابا بشرية، كي يفعلوا بكم ما قد فعلوا، ولكنني أضيع على أرصفة الهذيان...
ليت الكلاب الضالة نهشت أجسادكم الغضة الشهية، فالكلاب المسعورة معذورة إن هي افترست أطفالا مغرية كضحية...
أما أن يفترسكم بنو البشر بدم بارد، وأنياب حادة، وأعصاب هادئة، ومخالب آثمة مرارا وتكرارا، حتى الرمق الأخير، وحتى الصرخة الأخيرة، واللحظة الأخيرة، والوجع الأخير، فهذا هو عصر الغثيان وجنون الوقت والآثام...
يا أطفال الشام... يا مرآة الطفولة التي خدشوها ثم جرّحوها ثم كسّروها ثم طحنوها، برحى الإجرام والبشاعة والطغيان والخيانة...
آه منا ومن عالم يشاهد بصمت العاجز الجبان، الحزن المعشش في مفاصل وجوهكم الصغيرة، ثم يغمض عينيه ويهنأ في نومه، ويترككم في سلة النسيان بين أوراق العذاب، والمهملات ونفايات النسيان!
كلنا شركاء... وكلنا شياطين خرس، وكلنا متهمون أمام القضاء...
يا أحبائي ارحلوا... وحلّقوا عصافير جريحة في دنيا لا بشر فيها ولا ذئاب... لا أسلحة بيضاء ولا غازات سامة... ولا سكاكين ولا نيران ولا سياط... ولا صراخ ولا دموع ولا جراح ولا كلاب...
قتلوكم يا أحبائي واختبئوا في جحور الخوف والهزيمة كالجرذان، وتركوكم على قارعة الوجع، حتى تبرد نيران قلوبكم الصغيرة، وتجف دموع قهركم، وتتحلل خلايا الذهول القابعة في تشققات شفاهكم المجروحة، والمحروقة والمفتوحة دهشة، من عقاب لا تعرفون سببه، وألم تجهلون علام استحققتموه...
ناموا يا أحبتي بأمان تحت التراب، فديدان الأرض أرحم بكثير من البشر فوقها... رحم الأرض يا أحبّتي يحن على أبنائه أكثر منا نحن بني البشر الذئاب...
القطة تأكل بعض أطفالها حتى ترضع البعض الآخر، وأنتم أكلوكم حتى ترتوي نفوسهم المريضة، وقلوبهم المتعفنة، وعقدهم المشوّهة، ورغباتهم الشاذة...
ارقدوا بسلام يا أبنائي ويا كل الأبناء... ناموا يا أحبتي ناموا... فنحن من التراب ولكن التراب من أفعالنا وآثامنا بريء...
ناموا يا مهجة الفؤاد، وندبة في أحشاء الذاكرة، ووجع في القلب، وغصة في الحلق، وجريمة معلقة على جدران الذهول والخذلان...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع