أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة ليبرمان: الحكومة تطلب تأجيل بحث قانون التجنيد الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة سيل الزرقاء .. مسيرة من التلوث البيئي ولا حل...

سيل الزرقاء .. مسيرة من التلوث البيئي ولا حل جذريا في الافق

15-05-2010 11:51 PM

زاد الاردن الاخباري -

لانا الظاهر - أكثر من ثلاثين عاما وسيل الزرقاء يتعرض للتلوث  نتيجة إسالة مياه الصرف الصحي في مجراه بسبب مرور العديد من خطوط الصرف الصحي القادمة من بعض مناطق عمان والرصيفة والزرقاء في وسط مجراه وفيضانها المستمر وبخاصة في فصل الشتاء.
ورغم أن مشكلة سيل الزرقاء قديمة حديثة إلا أنها ما زالت بلا حل جذري، إذ  ما زال مجرى السيل يستخدم مكبا للنفايات الصناعية منها أو المنزلية أو التجارية أو مخلفات البناء والأنقاض  والأتربة وانتشار القوارض فيه.
 يمتد سيل الزرقاء الذي يبلغ طوله 73 كيلومترا عبر مناطق زراعية ومحاجر قبل أن يصب في سد الملك طلال أكبر سدود المملكة.
يبلغ مجرى السيل ابتداء من رأس العين في عمان وانتهاء بسد الملك طلال في جرش. وتكثر على جانبي السيل النشاطات الصناعية والزراعية بالإضافة إلى التجمعات السكانية مما نتج عن ذلك ضغط على استهلاك المياه.
المشكلة عامة  ولا تخص الزرقاء كما وتردت نوعية المياه الجوفية والسطحية نتيجة استنزاف الخزانات الجوفية للأغراض المنزلية والزراعية والصناعية، خصوصا أن  كميات المياه المستخرجة تجاوزت الحدود الآمنة بكثير ما أدى إلى تلوث المياه الجوفية وتملحها (ارتفاع نسبة الملوحة) وانخفاض مخزون المياه الجوفية.
وهناك  إجراءات متخذة للحد من تدهور الوضع القائم في السيل لا يمكن وصفها إلا بـ»البسيطة»  التي تنفذ على استحياء، أو حملات إعلانية لا أكثر تتمثل بتجريف البلديات مجرى السيل لضبط جريان المياه العادمة التي تجري فيه للحؤول دون تكون المستنقعات والمياه الأسنة في مجرى السيل لتخفيف آثارها السلبية.

حدادين
ويبين وزير المياه السابق الدكتور منذر حدادين أن السيل كان له روافد اهمها في سيل عمان الذي ينبع من راس العين ويسيل عبر عمان ويخرج من عمان ويدخل إلى أراضي الرصيفة ويخرج من الرصيفة ثم إلى الزرقاء ليقابل سيل الزرقاء ثم السخنة ثم طواحين العدوان ثم يلتقي بجرش وروافد اخرى.
ويشير إلى أن المياه كانت عام 1950 مياه عذبة  كنا نستطيع ان نسبح فيها
 ولكن عام 1948 حدثت زيادة مضطردة بعدد السكان استمرت لعام 1967 مما ادى إلى زيادة نسب اعداد السكان اي زيادة غير طبيعية وذلك بسبب هجرة السكان من فلسطين إلى الاردن.
ويتابع هؤلاء الناس زاد عددهم واصبحوا بحاجة إلى مياه للشرب والمياه المنزلية واعتمدوا المواطنين على خزان عمان الجوفي وايضا الخزان الذي يرفد سيل عمان والزرقاء مما ادى إلى زيادة الضخ لاسباب الشرب إلى أن جفت رأس العين وقامت أمانة عمان المسؤولة أنذاك عن حفر المزيد من الآبار ثم تم تاسيس سلطة المياه والمجاري في منطقة امانة عمان ثم تأسيس سلطة المياه.
ويوضح ان الينابيع التي كانت تغذي سيل عمان جفت بسبب زيادة الضخ من الخزان الجوفي (خزان عمان-الزرقاء) كان يسمى أشهر الجفاف لم يرفد هذا السيل إلا مياه الفيضان في الشتاء التي كانت تسقط من حارة البيادر إلى الجندويل اي صرف شوارع عمان والجبال المحيطة كانت صباب للسيل هذا من جهة .
ويبين ان المصادر التي كانت تغذي السيل خفت مما أدى   مما أدى إلى زيادة الحاجة إلى خدمات الصرف الصحي في عمان وبنوا من اجل ذلك محطة معالجة الصرف الصحي في منطقة عين عزال المحاذية لسيل عمان واصبحت المياه العادمة من هذه المحطة تسال إلى سيل عمان.
ويتابع تحولت المياه التي كانت عذبة  في مجرى السيل إلى مياه عادمة وزاد الحمل على هذه المحطة حتى تعدت قدرتها على المعالجة .
ويشير إلى أنه مطلع الثمانينات حذا بالحكومة إلى بناء محطة اخرى اكبر لمعالجة الصرف الصحي ووضعتها في الخربة السمرا وقالت الحكومة أنذاك ان هذا القرار مؤقت إلا أن ما كان مؤقتا اصبح دائما.
اصبحت تعالج المحطة الجديدة صرف صحي عمان وتدفع بالمياه العادمة إلى سيل الزرقاء وتم   أنذاك بناء سد الملك طلال عام 1979 وازداد الحمل على محطة الصرف الصحي مرة اخرى وخاصة بعد عودة الاردنيين من الخليج عام 1990 مما حذى بالحكومة مرة اخرى إلى محطة مجاورة للخربة السمرا وزيادة كفاءة معالجة مياه المجاري وتم توصيل صرف صحي الزرقاء إلى ذلك الموقع (الخربة السمرا ومحطة اخرى جديدة مجاورة) المياه العادمة التي تخرج من المحطتين تنساب طبيعيا إلى سيل الزرقاء وتختلط بمياه سد الملك طلال ومصدرها مياه الامطار ومياه الفيضان والمياه العادمة من محطتين الخربة السمرا ومحطة معالجة مجاري جرش.
ويبين أنه أصبح ما ينساب في نهر الزرقاء مياه عادمة غير صالحة لا للتنزه ولا للسباحة ولا للشرب.
ونفس مصير سيل الزرقاء اصبح مصير وادي شعيب كان يستعمل للتنزه إلا أن مياهه اصبحت مياه مجاري.
ويشير إلى أن الدولة أخذت المياه من العيون لري الناس.
كما وتم بناء محطة للصرف الصحي تخرج من المحطة وتنزل إلى سد وادي شعيب التي اصبحت لا تصلح لا للسياحة ولا للشرب بسبب تحويل المياه العذبة التي كانت تغذي سيل عمان والزرقاء من مجاريها إلى شبكات مياه المدن لري الناس لذلك جفت مجاري هذه السيول وحرموها من المياه العذبة.
ويشير إلى أن أهم اسباب تلوث السيل إلى ان بناء محطات صرف صحي عمان والزرقاء والرصيفة وما جاورها والتي تصب في سيل عمان والزرقاء بدلا من المياه العذبة التي كانت ترفد السيل
والسبب الثاني الزيادة غير الطبيعية في أعداد السكان مما أحدث ضغطا على موارد مياه الشرب وضغطا آخر موازي على خدمات معالجة مياه المجاري.
ويبين انه تم استدراج المياه من الاماكن البعيدة والاعتماد على الخزان الجوفي المغذي للينابيع التي جفت.
 ويشير إلى أن من أهم الحلول لمشكلة سيل الزرقاء إعادة المياه إلى مجاريها وذلك بالاعتماد على موارد أخرى جوفية إلا أن هذا الحل يتطلب زيادة دخول الناس ليتمكنوا من مواجهة كلفة هذه الحلول.
 
الناصر
ويبين وزير المياه والري السابق الدكتور حازم الناصر أن المشكلة الرئيسية للسيل أن المياه العادمة المنقاة من محطة تنقية الخربة السمرا منذ منتصف الثمانينيات  أرسلت باتجاه سد الملك طلال.
ويشير إلى ان المياه بدأت تسال في سد الملك طلال وبعد خلطها بمياه فيضانات الأمطار أرسلت إلى منطقة الأغوار لري المحاصيل المقيدة "(أي التي لا تؤكل نيئة) إلا انه بعد فترة وجيزة وبسبب  تغيرات إقليمية وابتداء من عام 1989انخفضت كفاءة المحطة، بمعنى أن جزءا من المياه العادمة لم ترق  إلى مستوى التنقية المطلوب ما ألحق أضرارا بيئية من نظام الايكولوجي أو علم التنبؤ وهي الدراسة العلمية لتوزيع وتلاؤم بيئاتها المحيطة وكيف تتأثر هذه الكائنات بالعلاقات المتبادلة بين الاحياء كافة وبين بيئتها المحيطة بالبيئة الحية التي تتضمن الشروط والخواص الفيزيائية التي تشكل طبيعة الارض إضافة والجيولوجيا كالطقس مجموع العوامل المحلية اللاحيوية للكائنات الحية الاخرى التي تشاركها موطنها البيئي (مقرها البيئي)لسيل الزرقاء وبقي الحال على ما هو عليه لغاية عام 2002  ما الذي يربط الخربة والسد بالسيل؟؟
ويوضح أنه عندما قررت وزارة المياه والري إنشاء محطة تنقية للمياه العادمة استخدمت التنقية الثلاثية وهي طريقة متجددة جدا لتنقية المياه بحيث تصبح خالية من كل الملوثات الكيماوية والبيولوجية وذلك لإنتاج مياه قريبة من مواصفات المياه العذبة. الويست ووتر لا يمكن ان يصير مياه عذبة او قريبا، المياه العادمة تبقى خطرة واستخداماتها محدودة بما لا يؤثر على الصحة
ويبين انه في عام 2005 بدأت المحطة تعمل مما بدأ وبشكل تدريجي إعادة النظام الايكولوجي إلى سيل الزرقاء نتيجة نوعية المياه الجيدة والدليل على ذلك عودة الأسماك والضفادع إلى سيل الزرقاء، وإذا بقيت المحطة تعمل بكفاءتها العالية سيكون هنالك إعادة تأهيل لسيل الزرقاء وسد الملك طلال إلا أن هذا يتطلب مراقبة أعمال التشغيل والصيانة في محطة الخربة السمرا وتحديثها بين فترة وأخرى كما أن الأجهزة المتقدمة وخصوصا تركيب فلاتر جديدة تمنع الشوائب من التسرب إلى السيل.
وأوضح أن معالجة السيل بدأت عام 2002 عندما رفعت كفاءة محطة الخربة السمرا بمبلغ (200) مليون دينار منوها أن المحطة بحاجة إلى رفع كفاءتها باستمرار بحيث يتم وضع فلاتر جديدة بمبلغ 200 مليون دينار أي أن كل عشر سنوات تكون المحطة بحاجة لرفع كفاءتها بمبلغ 200 مليون دينار.

هندية
وتشير الخبيرة البيئية في الجامعة الالمانية قسم هندسة المياه والبيئة  الدكتورة منى هندية أن أهم المشاكل البيئية في سيل الزرقاء هي فيضان المياه العادمة من خطوط الصرف الصحي بسبب مرور خطوط الصرف في مجرى السيل طول مجرى السيل وعدم استمرارية جريان المياه فيه.وتواجد الأنشطة المختلفة وتداخلها
وبينت أن طرح النفايات المختلفة في مجرى السيل وعلى جانبي السيل وبشكل عشوائي يعتبر من أهم المشاكل التي تواجه السيل.
وتوضح أن سيل الزرقاء يتكون من ثلاثة فروع الأول مجرى سيل الزرقاء ابتداء من راس العين في عمان وانتهاء بجسر حسيا حيث يبلغ طول هذا الفرع الرئيسي 40 كم تقريبا ويتغذى السيل من مياه الأمطار الموسمية وبعض الينابيع التي تتغذى شتاء وتتدفق منها المياه في السيل ويجف معظمها صيفا وتختلط مياه السيل في هذا الجزء بمياه الصرف الصحي نتيجة فيضان المياه العادمة.
والثاني مجرى سيل وادي الضليل ابتداء من مخرج الخربة السمرا وانتهاء بجسر حسيا حيث تتدفق في هذا الفرع الرئيس المياه المعالجة الخارجة من محطة السمراء ويبلغ طول هذا الفرع 10 كيلومترات  تقريبا.
والأخير: مجرى سيل الزرقاء الذي تنساب فيه المياه المختلطة ابتداء من جسر حسيا وانتهاء بسد الملك طلال حيث يبلغ طول هذا الفرع الرئيسي 30 كم تقريبا ابتداء من مخرج المياه العادمة المعالجة من محطة الخربة السمراء وانتهاء بسد الملك طلال.
وتبين مساحة الأراضي الزراعية بفروع السيل ضمن محافظة الزرقاء بلغت بحدود (000ر10) دونم مزروع منها (950ر4) دونما تقريبا أي ما يعادل 50% من مساحة الأراضي الزراعية المحيطة بالسيل ويبلغ عدد المزارعين على جوانب سيل الزرقاء بحدود 100 مزارع.
وتضيف إن المشاكل التي تواجه السيل هي  تلوث المياه السطحية والجوفية (نتيجة نقص المنسوب) والتوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية واستنزاف الثروات الطبيعية بشكل غير مدروس وعدم المحافظة على المناطق الأثرية والسياحية بشكل مترابط مع أهمية هذه المناطق إضافة على انتشار الروائح الكريهة والانتشار الكبير للحشرات والقوارض التي تخرج منه ليلا.
وتتابع: "يواجه السيل مشكلة مرور خطوط مياه الصرف الصحي في مجرى السيل وفيضانها في بعض الأوقات من السنة وفيضان خطوط مياه الصرف الصحي من المناطق المجاورة للسيل وجريانها باتجاه مجرى السيل وانتشار القوارض والمخلفات والطمم في مجرى السيل وضعف مستوى تبادل المعارف والخبرات.
ويشهد السيل تدهورا شديدا في مقومات البيئة الطبيعية والجمالية والنظم البيئية المحيطة به مما أدى إلى انعكاسات خطيرة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقة الأمر الذي ينذر بفقدان أحد أهم المعالم الطبيعية والسياحية في المملكة مع تدني فرص إنقاذه أو إمكانية إعادة تأهيله خدمة للأهداف التنموية للمنطقة.

وردم
ويبين المسئول عن مشروع تأهيل سيل الزرقاء  في وزارة البيئة باتر وردم أن الوزارة قامت بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بتطوير استراتيجية طويلة الامد لإعادة تأهيل النظام البيئي في حوض نهر الزرقاء في الفترة 2007-2020 وبموازنة تقدر بحوالي 10 ملايين دولار امريكي تعتمد على نهج النظام البيئي أي الإدارة المتكاملة للأراضي والمياه والعناصر الحيوية التي تساهم في حماية الأنظمة البيئية واستخدام مواردها بطريقة مستدامة .
واشار إلى أن الإدارة المتكاملة للموارد المائية تعتبر عملية منهجية للتنمية المستدامة وتخصيص الموارد المائية ومراقبتها ضمن إطار من الاهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتكاملة.
إضافة إلى التخطيط التشاركي حيث ان غدارة وتنمية وإعادة تأهيل حوض نهر الزرقاء من خلال تشجيع التشاركية والتمثيل من قبل الجهات ذات العلاقة وذلك على المستوى المحلي والوطني.
وبين أن حماية خدمات النظام البيئي يوفر كل نظام بيئي مثل حوض نهر الزرقاء إلى خدمات بيئية ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية مثل موارد المياه وسبل المعيشة وهذا ما يتطلب حماية هذه الخدمات والإبقاء عليها لخدمة الاجيال القادمة.
إضافة غلى استمرارية التدفق (الجريان) البيئي والحفاظ على الحد الادنى الممكن اقتصاديا وبيئيا من كميات المياه التي تتدفق طبيعيا في الحوض لحماية مكونات النظام البيئي والخدمات البيئية المختلفة. وأوضح وردم أن الإستراتيجية تشتمل على محاور تنفيذية منها محور دعم المعلومات والقرارات أي مراجعة وضع المياه في الحوض ومراجعة المعلومات المتوفرة ومدى توفر المياه حاليا إضافة إلى الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمياه والمخاطر على مصادر المياه
إقامة مكتبة معلومات إلكترونية وقاعدة معلومات حول سيل الزرقاء وتقييم احتياجات دعم صناعة القرار وإجراء دراسات تقييم وضع التنوع الحيوي للحوض وتقييم تلوث التربة من المعادن الثقيلة.
واشار إلى أن المحور الثاني هو الحكم الرشيد أي مراجعة التشريعات والسياسات الحالية ذات العلاقة بإعادة تأهيل السيل وتقييم الاحتياجات اللازمة
إضافة إلى تحديد الجهات ذات العلاقة بإعادة تاهيل السيل وتقييم ادوارها في هذا المجال وتحديد الجهات المتأثرة بإعادة تأهيل السيل وتقييم قدراتها في هذا المجال وتطوير استراتيجية لتطبيق التشريعات البيئية والخروج بميثاق لحماية السيل وانشاء وحدة في وزارة البيئة لمتابعة مشروع إعادة تأهيل السيل.
أما المحور الثالث أوضح أن محور التنمية الاجتماعية والاقتصادية إذ يشمل على اقتراح إجراء الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة وتحديد المشاريع التنموية اللازمة للمساعدة في الحد من الفقر وتنمية المنطقة.
محور التخطيط المتكامل فهو تحديد النشاطات العاجلة لإحداث تأثير سريع وتحقيق نجاحات عاجلة لإعادة تأهيل السيل بالتشاور والتنسيق مع المجتمعات المحلية أي إعداد خطط لإدارة النفايات الصلبة والخطرة وإعداد خطط لمواجهة الحالات الطارئة لتلوث مجرى السيل وتقييم المخاطر الصحية في الحوض إضافة إلى مراجعة وتقييم استخدامات المستدامة للمياه في الزراعة.
تقييم ودراسة وضع نظام الصرف الصحي ومحطات رفع المياه العادمة ومراجعة وضع استعمالات الأراضي في الحوض وإعادة تأهيل الغطاء النباتي ودراسة الخيارات لإعادة ضخ المياه في مجرى السيل لتلافي ركود المياه ومنع انبعاث الروائح وتوفيرمياه للري والاستخدامات الأخرى.
محور زيادة الوعي البيئي عن طريق تطوير استراتيجية للتوعية ورؤية فعادة تأهيل السيل وتحديد نشاطات التوعية العاجلة للمساهمة في جهود إعادة التأهيل غضافة إلى إقامة مركز زوار في المناطق التي تم تأهيلها.
محور بناء القدرات والتثقيف المجتمعي إذ يتم تحديد احتياجات بناء القدرات ووضع الأولويات وإقامة ورش عمل وتدريب على مراقبة نوعية المياه واستخدامات المياه اضافة على المشاركة الشعبية والإدارة المتكاملة للمياه والتخطيط التشاركي والتدريب على تنفيذ المشاريع الريادية وتطوير استراتيجية للتثقيف المجتمعي
واخيرا محور المتابعة والتقييم إذ يتم تطوير استراتجية لمراقبة برنامج إعادة التأهيل تغطي القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك الفقر وتطوير وتنفيذ برنامج لمراقبة نوعية المياه بما في ذلك اجهزة الفحص والمراقبة.

جولة الرأي
تقول المواطنة أم أحمد إحدى سكان منطقة مجرى سيل الزرقاء:"أن مشكلة السيل تكثر في فصل الصيف بسبب انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض وتقوم البلدية بين الحين والآخر بتجريف السيل".
ويبين أبو إحسان صاحب محل تجاري بالقرب من مجرى السيل أنه يتأثر من انبعاث الروائح الكريهة وتكثر في ساعات الصباح الباكر خاصة عند محطة الرفع الخاصة بالتنقية.
"ومحطة الرفع عبارة عن بركة مليئة بالمياه القذرة وتكثر المنازل بجوارها وهذه المحطة يتم رفع المياه فيها إلى محطة الخربة السمرا".
 أما المواطن شهاب سلمان فيبين  أن البلدة محاطة من جهاتها الأربع بالمصفاة والمحطة الحرارية ومحطة تنقية الخربة السمراء التي انعدمت كفاءتها بانتظار المحطة الجديدة وعدد من مصانع الحديد التي ما زالت لا تضع البيئة ضمن اولوياتها.
وأشار إلى أنها اصبحت الامراض الرئوية والتنفسية شائعة بين الاهالي بسبب ارتفاع نسبة الاكاسيد في الجو خاصة ثاني اوكسيد الكربون وأول اوكسيد الكربون.
ويتابع في حين ان محطة تنقية الخربة السمراء تتخلص من المياه العادمة من مجرى سيل الزرقاء بسبب الاحمال الكبيرة التي تستقبلها وعدم قدرتها على تنقية كل ما تستقبل وما زلنا منذ سنوات بانتظار تأهيل المحطة وانشاء محطة بديلة.
كما أن الأطفال يلعبون قرب السيل الذي يحيط بالعديد من المنازل والمحلات التجارية بالإضافة على حقول البصل والفجل التي يتم ريها بمياه السيل الملوثة.
ويبين المهندس محمد الزواهرة في بلدية الزرقاء أن حوض السيل من أهم الأحواض المائية في الأردن حيث يقطنه ما يزيد على 65% من سكان المملكة. من أين؟؟؟
ويبلغ طول مجرى السيل ابتداء من رأس العين في عمان وانتهاء في سد الملك طلال بحدود 73كم وطول الجزء المار بمدينة الزرقاء حوالي 13كم.
ويوضح أن السيل كان يعتبر من أغنى مناطق المملكة زراعيا وأكثرها غزاره بالمياه العذبة والتي كانت مصدرا لمياه الشرب وللعديد من القاطنين على جوانبه .
ويشير على ان المنطقة كانت متنزها واصطياف واستجمام لمعظم سكان المنطقة المحيطة به ومقصدا لسكان المدن المجاورة لما فيه من خيرات وأشجار وخضار وفواكه متعددة وكانت مياهه تعج بالأسماك وضفافه بالطيور المتعددة الأنواع والأشكال.
كما وأسهم في تحسين مستوى ونوعية المياه بأشكالها المختلفة من خلال توفير فرص العمل للراغبين بالعمل في القطاع الزراعي ومصدر دخل وطني وقومي لما يتمتع به من ثروات زراعية وحيوانية مختلفة نتيجة للأنشطة الصناعية وخاصة الكيماوية منها على جانبي السيل والزيادة المفرطة في أعداد السكان مما أدى إلى الاستغلال الجائر لمقدرات هذا السيل واستنزاف المياه السطحية والجوفية للأغراض المتعددة ما أدى إلى نضوب مصادره المائية وأثر سلبا على مستوى النشاط الزراعي لعدم توفر المياه أو تردي نوعيتها فتحول هذا السيل من واحة خضراء إلى بؤرة تلوث خطيرة تهدد البيئة والصحة والسلامة العامة في آن واحد.
ويشير الزواهرة إلى أهم المشاكل التي تواجه السيل مرور خطوط الصرف الصحي القادمة من بعض مناطق عمان والرصيفة والزرقاء في وسط مجرى السيل وفيضانها المستمر وطرح النفايات المختلفة سواء الصناعية منها أو المنزلية او التجارية او مخلفات البناء والأنقاض والأتربة وكذلك عدم قدرة محطة رفع غرب الزرقاء على  استيعاب الكميات القادمة إليها مما أدى  إلى فيضانها في مجرى السيل وانتشار المستنقعات والمياه الآسنة والذباب والبعوض والحشرات والقوارض والروائح الكريهة مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية والأوبئة الخطيرة التي تهدد الصحة والسلامة العامة وهي من أهم المشاكل الناجمة عن هذا السيل.
وقدم الزواهرة عدد من الحلول منها بالرغم من عدم وجود جهة محددة صاحبة ولاية معنية بالإشراف عليه أدى إلى عدم وجود حلول فعالة وجادة وحقيقية وعلى مدار أكثر من ثلاثين عام بالرغم من وعود الحكومات في حل هذه المشكلة لكن دون جدوى وفي جميع الأحوال فإن الإجراءات المتخذة للحد من تدهور وتردي الوضع القائم في السيل لا تتعدى إجراءات بسيطة يتم القيام بها على استحياء او حملات إعلانية لا أكثر تتمثل بقيام البلديات بتجريف مجرى السيل لضبط جريان المياه العادمة التي تجري فيه للحيلولة دون تكون المستنقعات والمياه الأسنة في مجرى السيل للتخفيف من الآثار السلبية المترتبة عليه.؟؟؟؟

الشرطة البيئية
ويشير العقيد عدوان العدوان من الشرطة البيئية أنه شكلت لجان تشارك بها مرتبات من الإدارة الملكية لحماية البيئة بخصوص سيل الزرقاء منها بناء القدرات المؤسسية لإعادة تأهيل السيل.
ويبين أنه في نيسان من العام الماضي أطلقت وزارة البيئة مشروع بناء القدرات لإعادة تأهيل سيل الزرقاء وتمت المشاركة من قبل عضو الإدارة في اللجنة بناء القدرات لإعادة تأهيل السيل إضافة إلى لجنة متابعة مزروعات حوض السيل والتي تعمل تحت مظلة وزارة الداخلية مديرية قضاء المصطبة.
ويوضح أنه عقدت حلقة دراسية حول التشريعات البيئة الأردنية - الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في  شباط الماضي.
ويبين أن أعضاء اللجنة جالوا على السيل، وأوصوا  بتوفير صندوق إقراض للمزارعين لإحياء المنطقة بالمزروعات وتوسيع الآبار وطاقته الاستيعابية من المياه المخصصة لري المزروعات وبيان الجهات الحكومية الخاصة المقامة على حرم سيل الزرقاء ودورها في التلوث الحاصل لسيل الزرقاء في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وتعمل وزارة البيئة بالتعاون مع الشرطة البيئية جولات ميدانية مكثفة على السيل لفرض القانون على الجهات المخالفة مثل محطات التشحيم وغيار الزيوت وبعض المصانع.
والجدير بالذكر أن وزارة البيئة وضعت خططا من اجل معالجة القضايا البيئية التي تعاني منها محافظة الزرقاء وخاصة مشكلة سيل الزرقاء التي تعد قضية تراكمية منذ عشرات السنين.
كما أن من أهم أنواع المخالفات التي يتم التعامل معها من قبل مرتبات الإدارة الملكية لحماية البيئة والخاصة بمنطقة سيل الزرقاء طرح الأنقاض وري المزروعات بالمياه العادمة وطرح المياه العادمة في مجرى السيل وقضايا الصرف الصحي وإلقاء المخلفات في مجرى السيل
 وبحسب خبراء بيئيون فان الوضع الحالي للسيل" سيء وخطر" بسبب عمليات الضخ الجائر للمياه والتلوث الحاصل فيه مما أدى إلى تدهور مياه السيل وعرض النظام البيئي المحيط لمنطقة حوضه لخطر حقيقي رغم أن هذه المنطقة تعد من أهم المناطق الاقتصادية في المملكة ولكن التلوث البيئي أدى إلى إضعاف وتردي نوعية حياة المجتمعات المحلية كما أثر سلبا على التطور الاقتصادي والاجتماعي في تلك المنطقة عدا عن الضرر الذي لحق بالتنوع الحيوي وبالصحة العامة للسكان والماشية.
لذا يجب على المعنيين الاهتمام بالسيل والعمل على تأهيله ليكون منطقة للتنزه وليس ليكون مكرهة صحية
وخلال العام الماضي قامت وزارة البيئة بدعم فني من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بإعداد استراتيجية وطنية لإعادة تأهيل السيل بمشاركة الجهات المعنية المختلفة من خلال تطبيق منهجية الإدارة البيئة المتكاملة والتي تشتمل على التخطيط التشاركي وعمل الدراسات اللازمة وتطوير خطة متكاملة لإعادة تأهيل سيل الزرقاء وتنفيذ مشاريع ريادية وتوثيق القدرات والتوعية للمعنيين
وسيتم تنفيذ برنامج الاستراتيجية من خلال تأسيس وحدة متخصصة بسيل الزرقاء ضمن وزارة البيئة تعمل تحت إشراف لجنة توجيهية وطنية يشارك فيها ممثلون عن أصحاب العلاقة والاهتمام.

الرأي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع