زاد الاردن الاخباري -
كشفت إحصائيات حديثة أعلنتها جامعة الدول العربية امس الخميس في افتتاح مؤتمر بعنوان « التكامل العربي في مجال تطوير التعليم الزراعي وأهميته في تحقيق الأمن الغذائي العربي» يعقده بتونس اتحاد المهندسين العرب الذي يتخذ من دمشق مقرا له، أن فاتورة « الفجوة الغذائية» في العالم العربي بلغت حوالي 5ر22 مليار دولار أمريكي خلال سنة 2008 وحدها.
وقال الشاذلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس مركز الجامعة بتونس في خطاب ألقاه نيابة عن عمرو موسى أمين عام الجامعة، خلال افتتاح المؤتمر الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، إنه « أصبح لزاما على الدول العربية أن تنمي قطاعها الزراعي من أجل سد الفجوة الغذائية».
وذكر بأن دول المنطقة اضطرت عام 2008 عندما بلغت الأزمة الغذائية العالمية «ذروتها» وتضاعفت أسعار الأغذية الأساسية إلى «اتخاذ إجراءات استثنائية مثل دعم أسعار السلع الغذائية وإلغاء الضرائب على الواردات منها، وزيادة أجور العاملين».
وحذر النفاتي من مشكلات « قصور الإنتاج الغذائي العربي (عن تلبية حاجات الشعوب العربية من الغذاء) والاعتماد العربي المتزايد والمتسارع على الاستيراد لتغطية احتياجات المنطقة من المواد الغذائية الأساسية» مشيرا إلى أن ذلك بات يمثل تهديدا للأمن القومي والاستراتيجي العربي.
وقال « المشكلة هي مشكلة أمن غذائي.. أي أمن قومي باعتبار أن الأمن الغذائي هو إحدى المكونات الرئيسية للأمن لاستراتيجي العربي» مضيفا أن « الأمة العربية تواجه في وقتنا الحاضر(بسبب الفجوة الغذائية) تحديا حضاريا ذو أبعاد حضارية سياسية واجتماعية واقتصادية بالغة الأهمية».
وأكد أن القطاع الزراعي في الدول العربية يشوبه «تخلف كبير نظرا لانخفاض حجم الاستثمارات الموجهة إلى هذا القطاع رغم أهميته في الاقتصاديات العربية بالإضافة إلى ضعف الاستثمار في العنصر البشري المعني بالتنمية الزراعية وذلك بعدم إعطاء الاهتمام اللازم للتعليم الزراعي»
ولفت إلى أن الزراعة العربية «تعاني مشكلة عدم التوازن بين العرض والطلب في سوق العمالة الزراعية، إذ تواجه بعض البلدان مثل مصر مشكلة فائض في هذه القوى مما يؤدي إلى بطالة مقنعة، فيما تواجه بلدان أخرى نقصا في هذه القوى...مما يؤدي إلى ارتفاع في الأجور..وبالتالي في كلفة الإنتاج الزراعي».
وأضاف أن تردي « المستوى المعيشي للعاملين في الزراعة والريف بشكل عام بفعل السياسات الاقتصادية والاجتماعية التهميشية للريف...يؤدي غالبا إلى النزوح والهجرة هربا من الظروف المعيشية القاسية وإلى القطاعات الاقتصادية الأخرى».
وقال إن اليد العاملة الزراعية العربية «تعاني نقصا في مواكبتها لأساليب الإنتاج العلمية ووسائله الحديثة وكيفية استخدامها وذلك بسبب عدم حصولها على فرص التعليم والتدريب الفني والزراعي وغياب الإرشاد الزراعي الفعال وانتشار الأمية مما يؤثر سلبا في مستوى الإنتاجية الزراعية».
وختم الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حديثه بالقول»يتمخض عن سائر هذه المشاكل التي تعانيها عناصر الإنتاج الزراعي في البلدان العربية ارتفاع كلفة الإنتاج وتدني مستوى الإنتاجية مما يحدث تأثيرات سلبية على الأمن الغذائي».
ويبحث المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلون عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية ومقرها الخرطوم، بالإضافة إلى أكثر من 50 خبير عربي في المجال الزراعي ،عدة مواضيع يتعلق أبرزها بـ « تطوير مناهج التعليم الزراعي في المنطقة العربية لخدمة أهداف إستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة خلال العقدين القادمين» وسبل تحقيق «التكامل الزراعي العربي» وتطوير البحث العلمي الزراعي، والاستغلال الأفضل للموارد المائية بالمناطق القاحلة وشبه القاحلة عبر اعتماد التقنيات الحديثة.
د ب أ