قبل عشرين عام عندما كنا نكتب في الصحافه الرسميه عن الفساد والفاسدين ... كان مقالي يتعدى الصفحتين وما ينشر منه لا يتعدى الربع صفحه حيث كان مقص الرقيب جاهزا ... ومع ذلك كنا نوصف بالوقاحه وقلة الادب ونحارب في لقمة عيشنا .....
اليوم نحاول التخفيف من حدة المعارضين ليس من اجل احباطهم ولكن من اجل الحفاظ على ما تبقى من منجزات تم تحقيقها على ارض الواقع بالرغم من قلتها والحفاظ ايضا على ما تبقى من وطن يأوينا حيث جفت ينابيع الاوطان بعد استباحة بغداد ودمشق والقاهره والخرطوم وطرابلس واليمن وطبعا في مقدمتها عروس الاوطان فلسطين ...
لم نسلم ايضا فتاره نوصف بالسحيجه وتاره بالقبيضه .. وتاره اخرى بالرجعيين او المنافقين .... اليوم وفي عصر الفضاء المفتوح لاحظوا معي هناك اكثر من 400 موقع اخباري اليكتروني في الاردن وقد عاصرت بدايات معظمها ... وكان لي شرف الكتابه في معظمها في نشر الحقيقه وتوعية المواطنين الى حقوقهم ...
القرار المفاجىء اليوم للحكومه بتكميم افواه اكثر من نصف تلك المواقع ... لا ادري ما هو الهدف من ورائه وما هي فلسفة الحكومه في ذلك ... في ظل تردي الاوضاع الاقتصاديه والاجتماعيه والامنيه واستمرار التغول على المال العام .... بحجة عدم الترخيص ... الا تعلم الحكومه ان هناك عالم فضائي مفتوح لا يمكن السيطره عليه وان تلك المواقع ستعود بشكل او بآخر أكثر شراسه وعدوانيه ....
لماذا لا نعمل على تطوير اعلامنا الرسمي بحيث يصبح اكثر اقناعا للمواطن ويحاكي همومه ويراعي مستوى ثقافته وفكره بدل هذه المهزله الموجوده حاليا في الاعلام الرسمي ...وبالتالي تكون المنافسه مقبوله وتعود هيبة الدوله المسلوبه ....
متى نرتقي الى مستوى الحدث والله انني اصبحت اشك ان ما يحدث على الساحه ما هو الا سيناريو تم الاعداد له بطريقه مهنيه محترفه للتشويش على افكارنا ومبادئنا ومعتقداتنا .... اصبحنا نكره الوطن والقياده ونشكك بالحكومه وبالهويه حتى اننا اصبحنا نكره انفسنا ..... ارحمونا .....