كانت أجواء جميلة ورائعة تلك التي اجتمعنا فيها أثناء احتفالية سفارة الاردن في العاصمة السعودية الرياض, الجمال والروعة كان في شدة حرص الأردنيون على إظهار فرحهم وسعادتهم بهذه الذكرى الغالية على قلوبهم, حقيقة من الأمور التي لم نعتد على مشاهدتها في فترة سابقة, لكن فيما يبدو ان الربيع العربي الذي عصف البلاد والأوطان لم يتركنا ايضا بل عصف بنا فاظهر ما يجب ان نكون عليه فعلا, عشقا وفخرا لوطننا, كانت هناك في فترة من الزمن نوعا من السلبية في التعامل مع مناسباتنا الوطنية, لكن ما شاهدته بعيني يوم السبت 25/5/2013 أمرا أخرا جديدا, اندفاع واحتفاء وتواجد والكل يعرف الكل ويسلم على الكل ويبتسم بوجه الكل.
من أكثر الأمور التي لفتت نظري هو ذلك التدافع من الشباب والكبار والصغار على اخذ الصور بجانب العلم الأردني, وكل يريد ان تكون صورته الأجمل, الأب والأم والأولاد كلهم يبحثون عمن يصورهم مع العلم, وكل صورة تلتقط تطير فورا الى والانستغرام وتويتر الفيسبوك, بالذات الأطفال حين تسألهم ما هذا يجيبون بكسرات حروفهم علم الاردن, وحين صدحت أغاني عمر العبداللات في المحافظات وكل يدندن على محافظته وكلماتها, وكأننا ننتظر الدور بفرح وسعادة.
الأحاديث العامة طبعا لم تكن غائبة فالاتفاق بين الجميع وبالإجماع على أمور معينة كان ايضا حاضرا, الاوضاع في الوطن والحاجة الى الإصلاح الفوري السريع, لا نريد ربيعا بنسخ عربية, نريده ربيعا بصبغة أردنية, الكل متفق على دعم الأشقاء في سوريا في ثورتهم المجيدة, الكل متفق على اننا هنا في الرياض لا نشعر بالغربة مع احترامنا لأنظمة المملكة العربية السعودية وأجنداتهم الوطنية, الكل متفق على اننا يجب ان نبقى متفقين إخوة متحدين.
ان أجمل رسالة نوجهها الى السادة في النظام الأردني والحكومة الاردنية هي تلك المحادثات الجانبية التي تجري بين أي اردنين بشكل عفوي عام, نعم الأمن والأمان هو المطلب الاول والاهم, لكنه ليس منحة نحصل عليها او منة نتمناها, بل هو واقع صنعه الأردنيون وألزموا به أنفسهم, وبالتأكيد فلا بد لأي مسيرة من بعض شوائب فهذه طبيعة البشرية, لكن أمننا وأماننا دفعناه ضرائب منذ القدم, فدماء هزاع و وصفي شاهدة على ذلك حتى يرث الله الأرض وما عليها.
نازعت الصغار على اخذ الصور مع العلم, فلم اترك البيرق أينما وجد إلا وتصورت معه, وساعدت الكثيرين في التقاط صور لهم, كانت أميز صورة هي لمواطن أردني كان يصور زوجته وطفله في الحمالة ذو الأشهر, فعرضت عليه ان أصوره مع عائلته فسلمني هاتفه فورا, فأخذت التق لهم الصور, الجميل ان زوجته ليس أردنية وان ابنه ولد في الرياض, كان فخورا أمام زوجته بأردنيته وبالنشامى حوله, كان مهتما جدا بان يتصور طفله مع العلم الأردني, حين سألني عن اسمي وأخبرته شكرني واخذ يغني والكرك يا ديرتي هي الأصل هي, نعم هكذا أصبحنا نحي بعضنا كل يفتخر بالآخر وبمدينته.
لست من المعجبين بأداء وزارة الخارجية الاردنية, ولا بوزيرها المتضمن أعمالها منذ عصور, وان كنت أحيانا أقف في بعض المواقف الى جانبه لكن هي المنطقية والحيادية لا أكثر, لكنني أعجبت بأداء سفارتنا في الرياض, وعلى رأسهم معالي السفير وبقية السادة الموظفين, كانوا موفقين في الاحتفال خصوصا بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض ومشاركته الاحتفال, سفاراتنا في العالم كلها تحتاج الى نظرة ومعاملة جديدة لتفعيل دورها وزيادة إنتاجيتها, فهي ليست فقط لتصديق الشهادات وقبض الرسوم بل هناك مهمات و واجبات أخرى يجب ان تضطلع بها ونتائج أخرى تنتظر منها.
لن امدح كثيرا معالي جمال الشمايلة ولا كادر السفارة في الرياض, فهناك الكثير من الانتقادات التي تنتظرهم والتي يجب ان يسمعوها بل ويجب ان يتعاملوا معها إيجابا, لكن في يوم الفرح الوطني الأردني عيد الاستقلال سأكتفي بان اشكرهم على جهودهم واثني عليها, فهذا يوم جمعتنا فيه الفرحة وتبقى هناك كثيرا من الأيام تجمعنا فيها مصلحة الوطن والأردنيون أينما كانوا, شكرا معالي السفير, شكرا إخواننا في السفارة شكرا لما هو قادم من سعة صدركم وتحملكم وتعاونكم, فالقادم دائما أجمل.
وكل عام والأردن بكل خير, والأردنيون من أهل الخير وفي كل خير