صفتان تُكثر الألسُن من تردادها هذا العصر ( الحيطة والحذر ) ..
أصبحنا وكأننا في غابة موحشة ما إن تغفل أو تأخذك سنة من نوم حتى تتسارع إليك الذئاب البشرية لتنهش من جسدك ...عالمنا أصبح مليئا بالنفاق ..السن تضحك للسن ...والقلب تغلفه الخديعة ..نتكتم على ما بداخلنا من آلام وجراح لن نقوى على حملها لوحدنا وهي تتراكم علينا ...نتجرع مرارتها لأننا فقدنا الأمل في إيجاد من بإمكانه أن يواسينا ! وهل لا زال في هذا العالم من يستحق أن نستودعه أسرارنا ويشاركنا ما بداخلنا من غليان ؟؟ فطوق النجاة أصبح حبلٌ يلف على الرقبة ..وودق السماء أصبح حمماً تنزل على الأرض .. بدل الغيث الذي يستبشرُ فيه الظمأن ..
فمن منا لم يتعرض لنظرة شك او كلمة اتهام ونحن أبعد ما نكون عن مرمى الشك...
هي النفس البشرية....التي توحي لصاحبها بالشك وبالتالي توجيه اصابع الاتهام للغير وكأنما ملك الحق أن يكون القاضي والجلاد..هل تلوّث المجتمع وخربت النفوس حتى يكون سوء الظن والشك بالآخرين لا خيارله و لا غنى عنه..؟! لماذا يتلوث المجتمع بالناس الذين انعدمت ثقتهم بالغير حتى اصبح كل شخص يخاف من الاخر و ينظر إليه بنظرة الريبة و الخوف منه لماذا ؟
و لكن في المقابل لازالت النفوس الطيبة حاضرة تجد العذر لمن أخطأ ولا تتهم من لم يقترف ذنبا...ولكن هناك البعض ولاسباب تَتبَع ما تعرضوا له احيانا من مواقف خلال حياتهم أو نوعية التربية التي تلقوها...وأحيانا طبيعتهم تكون كذلك..يميلون للشك والريبة ولا يتوانون عن اتهام الغير مما فيهم هم.
- هل حسن الظن وطيبة القلب تكفيان لبناء علاقة إنسانية مع الآخرين ..؟
- وهل طيّب القلب محبوب أم مستغَلّ ومستغفَل من الآخرين ...؟
يبدو انه بالفعل يفهم البعض الطيبة بأنها نوع من الغباء وبالتالي يمكن استغفالنا واستغلالنا ولكن في النهاية يذهب الزبد جفاء ويبقى زلال الماء.
أحيانا كثيرة نرغم على اتخاذ موقف ما لأن اصابع الاتهام والشك وجهت لنا ...ليس عن ضعف فينا أو عن خطيئة قمنا بها..ولكن لأن في الحياة امور علينا ان نخضع لها ونخضعها لظروف حياتنا دون أن يكون من الضرورة أن ندخل في صراع مع الغير.
هل حقا في مجتمعنا ا الثقة انعدمت بين الناس؟ و ما هي اسبابها ؟ و ما الداعي لفقد الثقة بيننا ؟ ..هل من يجد في عدم الثقة بينه و بين الغير راحة و بعد عن المتاعب ؟ كيف يصبح مجتمنا لو فقدت الثقة بين الناس ؟
أنا شخصيا افضل ان أُبقى على حسن الظن بالاخرين فان ثبت العكس أدرت الدفة عنهم حتى لو كلفني هذا التجربة المريرة ..