بعث الرسول صلى الله عليه وسلم فكان أقاربه أشد الناس تكذيبا له
فقد كان عمه أبو جهل يتلقف العرب قبل وصولهم إليه ويقول نحن قومه وأعرف الناس به ولو كنا نعلم أنه على الحق لأتبعناه وقال سبحانه وتعالى مثبتا هذا الواقع { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ } ، وموسى عليه السلام لما برز وعلا شأنه واتبعه قومه كان أكثر المحاربين له ابن عمه قارون الذي سخر إمكانياته المالية والإعلامية للإساءة إلى موسى وتشويه سمعته ،وهابيلُ عندما قدم قرباناً فتقبل منه حسده أخوه من أمه وأبيه فقتله غيظاً و حقداً أن يكون أحسن منه ،ويوسف عليه السلام ألقاه إخوته أبناء أبيه في غياهب الجب وقالوا :إن يوسف وأخاه أحب إلى أبينا منا ، فابيضت عينا يعقوب كمداً على فقد ابنه وعاش يوسف الغربة والفاقة والسجن وفقد الوالدين من أقرب الناس إليه ،فعداوة الأقارب حقيقة خالدة ، و قصص تروى ، ومواقف تحكى .
وهي طعنة تأتيك من خلفك ، ورمية تصيبك في حين غفلة منك ،فتصيب مقتلاً ، وتكلُم جرحاً نازفاً .
ترجمها طرفة بن العبد الشاعر ، وأرسلها صيحة مدوية لازالت الرواة
تتناقلها جيلاً اثر جيل حين قال :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند
ولا تأتي أذية الأقربين إلا من قريبٍ حاسد ، احرق قلبه ما يعرف من نعمة الله عليك ،وهي برهانٌ قاطع على تميزك ، وعلو كعبك ، فإنك لا تجد التافه مُحسّداً ، كما قال الأول : إنَّ العرانينَ تلقَاها مُحَسَّدةً ... ولن ترى للئاِم الناسِ حُسَّاداً،
فصبرٌ جميل ، والله المستعان على ما تصفون...