نعم يا صاحب الجلالة ..لا لتوزير النواب ..وكلنا معك ..ومن خلفك ..ونشدد من أزرك في فرض هيبة الدولة وتطبيق القانون على الجميع ...نعم في هذه المرحلة التي يمر بها وطننا والاقليم من حولنا ماهو أهم من اضاعة الوقت وهدره لاجل توزير نائب واجراء تعديل على حكومة لم يمضي على تشكليها سوى نيف وشهر...
فحديث صاحب الجلالة الملك للنواب اليوم والذي حمل اشارات واضحة وحاسمة تفيد بعدم امكانية اجراء تعديل على حكومة النسور في الوقت الحاضر ودخول النواب ضمن الفريق الوزاري..جاء منسجما مع رؤية الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب الاردني ووضع حد لكل التكهنات والتحليلات التي أشغلت الرأي العام السياسي والشعبي خلال الايام الماضية...
نعم ياصاحب الجلالة ..انه رأي حكيم وصائب وجاء في مصلحة الوطن والمواطن.. فدخول النواب الحكومة يحتاج إلى صبر... ووقت أطول..وصدور النظام الداخلي لمجلس النواب الذي سيؤدي إلى مأسسة تشكيل الكتل هو المهم والاهم.. وبالتالي سيكون إدخال النواب ضمن إطار حكومة شبه برلمانية فيه الخير كل الخير للوطن والامة..وإلا سيؤدي توزير النواب فرادى إلى الفوضى مما سينعكس سلبا على أداء النواب والحكومة معا...
كما ان تزايد وتيرة العنف المجتمعي والعنف الجامعي وارتفاع الاصوات التي تنادي بضرورة تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة ناهيك عن تطورات الأحداث في سوريا والتي تؤشر الى انها تسير نحو الاسوأ وانعكاسات ذلك على الاردن وأمنه القومي ...أسباب وجيهة دعت صاحب الجلالة الملك ...الى حسم مسألة توزير النواب في هذه المرحلة..وقد يكون ذلك ممكنا ما بعد نهاية الدورة البرلمانية الحالية.. وهو مايمنح النواب والحكومة فرصة التقاط الأنفاس لدراسة فكرة التوزير بروية وهدوء وتمحيص ..وبما يتناسب ويتلائم ومصلحة الوطن..وهي دعوة صريحة من لدن الملك الى النواب للتفرغ لممارسة دورهم الرقابي والتشريعي على الحكومة في هذه المرحلة...
بقي ان نختم ونقول ان افصاح جلالة الملك عن رغبته ورؤيته هذه امام النواب اليوم قد رفع الحرج عن الحكومة التي كانت قد التزمت وتعهدت للنواب باجراء تعديل يضمن دخول النواب ضمن فريقها الحكومي اثناء جلسة الثقة ...لكن ..علينا في الوقت نفسه ان ندرك اذا لم يتفهم النواب هذه الرغبة ..ان حكومة النسور ستكون عرضة لطرح الثقة اوالمناكفات المعيقة لعملها وهو مالانرجو ان يتم وتقتضيه مصلحة الوطن الراهنة...