إبراهيم الداود
مطلوب قطع غيار بني آدم
كثيرا ماكنت أفكر بحال الشعب الأردني وبحال مفكريه وأحزابه وحتى نظامه الحاكم, فالشعب لم يكن موجداً أصلا لدولة خاصة اسمها الأردن إلا منذ أقل من قرن من الزمان , إذ أن سكان الأردن حاليا هم امتداد لسكان سوريا والعراق وفلسطين والجزيرة العربية,لذلك يمكنك ملاحظة عدم وجود معالم ثقافية خاصة إلا ماكان امتدادا لما ذكرناه سابقا, أصدقائي ومعارفي على مختلف توجهاتهم لاحظت عدم وجود ارتباط حقيقي بين فكرهم وبين أرضهم الحالية ولاحتى بين فكرهم وبين قرارهم المستقل , فمثلا الإخوان المسلمون امتداد لمصر حتى لو تمعنت هتافاتهم ستجد أنها تقليدا وليس منتجا أصيلا ,ناهيك عن أن الإخوان المسلمين لم يختارو حزبهم عن حرية رأي وإعمال فكر بل هم نشأ صغار تم ربطهم بمشائخم في المساجد ثم أصبحوا وقودا لحزب الإخوان ينفذون قرارات مجموعة من المتمركزين على سدة الحزب قد تصل إلى درجة التأليه والعبودية..
البعثيون ...غالبية من ذهب للدراسة في دولة العراق عاد بعثيا عراقيا , وكذلك عاد من درس في سوريا قوميا سوريا , أو عاد شيوعيا من درس في دولة شيوعية
غالبية أصحاب هذة الانتماءات, يدافعون عن بلدان انتماءاتهم الفكرية أكثر من دفاعهم عن الأرض التي يعيشون فوقها,...
النظام الحاكم , يمثل أيضا منظومة من الشخصيات اعتادت على تقاسم السلطة لتحقيق مكاسب قبلية عشائرية مناطقية وشخصية , دون الاكتراث بتحقيق مكاسب جمعية تشمل الأرض الأردنية والسكان الاردنين أيضا
الشعب الأردني والذي لاتمثل جميع الشرائح السابقة إلا ربما اقل من عشرة بالمئة منه , لايدرك الفرق بين حقوق المواطنة وبين الواجبات المترتبة عليه في حال حصوله على حقوقه, ولو استعرضت واستطلعت ردود أفعال المواطنين على الكثير من الخدمات التي تقدمها الدولة لوجدتهم يشكرون ويمدحون ويشعرون بالخجل ,.... ببساطة لأنهم يظنون أنفسهم (ضيوفاً) وليس مواطنين.
خلال استطلاع ذهني قمت به حول الإمراض التي تصيب الاردنين , وجدت أنها الصبغة أو المَعْلَم الوحيد الذي يمكن أن يتميز به الأردنيون كسكان لمنطقة واحدة, إذ أنني وجدت أن المواطن الأردني لايصاب بمرض واحد , بل بمجموعة من الإمراض (دسك , ضغط , سكري , قرحة ,سرطان...ناهيك عن الجلطة ), وعندما يأتي الطبيب لمعالجة مريض الدسك سيتجنب الجراحة بسبب السكري والأدوية التي قد تزيد في القرحة والأطعمة التي قد ترفع الضغط والكلوسترول....فبدلاً من العلاج ستجد أن الطبيب قد يقول للمريض (ماعليك شر ), لكن لاتوخذ أي علاج وخفف أكل..وخفف كلام, ومشي ونوم.....أي انه لايوجد علاج للأردنيين لتعارض مختلف الإمراض مع مختلف الأدوية
استطلاع ذهني آخر قمت به , إذ وجدت أن القيادات التي تطالب بالإصلاح تتعارض مطالبتها بالإصلاح مع عقلية من تم تكليفهم بالإصلاح , فلايمكنك مثلا أن تطلب من شخص اعتاد على الأكل بشراهة أن يكون مسؤلاً عن مخزون طعام احتياطي لحالات الطواريء , كما انه من غير المنطق تكليف رجل اعتاد على قص الأشجار , بمهمة تزين المدينة بالحدائق.
المحصلة...اعتقد أن الأردنيون جميعا يحتاجون إلى قِطَع غيار ,كي يتمكنو من الاستمرار في الحياة بصورة منطقية كبقية البشر..., فتأمل لو تمكن الأردنيون من الحصول على عمود فقري كامل وقلب مع مجموعة الأوردة والشرايين , وفك مع أسنان وشفاه ومعدة وبنكرياس وكِلى , ...وكذلك أدمغة تفكر بطريقة منطقية