التفجير الارهابي في مسجد الإيمان بدمشق..
حسان الرواد
لا يوجد عاقل يتصور أن مجاهدا ابتغى وجه الله وباع روحه في سبيله ونشأ في مساجد الله يمكن أن يقوم بهذا العمل الاجرامي ...من يريد أن يقتل البوطي (الذي استنكرنا قتله لكبر سنه وعلمه بغض النظر عن مواقفه المؤيدة لبشار) كان يمكن لهم التربص به وقتله في أي مكان عدا المسجد الذي يؤمه عشرات المصلين اللاجئين إلى الله بأرواحهم ودعائهم بعد أن ضاقت دنيا بشار عليهم بالاغتيال والتفجير ...
مَنْ قتل البوطي وفجر مسجد الإيمان ..؟؟
بالنظر إلى نتائج مثل هذا التفجير البشع وبحسبة منطقية عن المستفيد الأول من ردود الفعل سواء في داخل الشارع السوري من الذين ما زال موقفهم رماديا من الثورة أو من كان يؤيد الثورة بالأصل, ثم عن ردود الفعل الدولية اتجاه هذا المشهد الدامي ..فلا يمكن أن يكون المتهم والمستفيد من هذا التفجير إلا واحدا من اثنين:
أولا: النظام السوري المجرم الذي لا يتوانى عن فعل (أي شيء) في سبيل بقائه واستمراره وقد تعودنا عليه وعلمنا أفعاله غير المستغربة في هدم المساجد وتفجير سيارات ملغمة في أماكن لا يتواجد بها إلا المدنيون أو ممن أسرتهم قوات بشار ووضعتهم في مكان التفجير كي تتخلص منهم بطريقتها الخاصة ...وهنا لا بد من الإشارة إلى المعلومة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن طلب البوطي من أفراد أسرته السفر إلى تركيا ..وسواء صح هذا الخبر أم لم يصح فلن يغير هذا من النتائج المرجوة من هذا التفجير الآثم شيئا؛ وهو تشويه صورة الثوار عموما وجبهة النصرة على وجه الخصوص ...
ثانيا: تناقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية خلال الأيام والأسابيع الماضية خبر تدريب أمريكا لعناصر قيل أنها من المعارضة السورية في الأردن وأشارت المعلومات المنشورة مؤخرا عن دخول ما يزيد عن ألفي عنصر منهم إلى الداخل السوري ... ومن جهة أخرى تصاعدت الاتهامات حول طبيعة تلك العناصر المرتزقة ...حيث اتهم هيثم المالح أحد أبرز المعارضين السوريين البارزين صراحة هذه العناصر بأنها من عناصر مكافحة ما يسمى بالإرهاب تم تجهيزهم ليدخلوا سورية بصبغة (إسلامية) من حيث المظهر ولكي يخترقوا عناصر جبهة النصر تحديدا من أجل جمع المعلومات عن أبرز عناصرها ليتم تصفيتهم في مرحلة لاحقة من خلال طائرات أمريكا بدون طيار كما يحصل في اليمن والباكستان وأفغانستان والصومال ...ناهيكم عن قيام تلك العناصر المشبوهة بإحداث فتنة بين فصائل الثوار من خلال عمليات تفجير واغتيال بين قادة الثوار أنفسهم وتأليب بقية فصائل الثورة السورية على جبهة النصرة التي تمكنت من كسب ود الشعب السوري واستطاعت أن تكون رقما صعبا أمام قوات الأسد وتكبدها خسائر فادحة...هذه العناصر المرتزقة أو أي كان اسمها والتي تم تشكيلها بإشراف وتدريب مباشر من أمريكا لن تتوانى عن ارتكاب كل الأعمال القذرة من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة لها ولن يكون تفجير المسجد بدمشق على من فيه من المصلين إلا واحدا من تلك الأهداف الساعية لتشويه صورة من باعوا أنفسهم دفاعا عن دينهم وعن قضايا المسلمين ...
Rawwad2010@yahoo.com