الرصيفة ليست قاع

الرصيفة ليست قاع

تطالعنا بعض الصحف وبعض المواقع الالكترونية عن حوادث تتعلق بالنصب والاحتيال والسرقة وجرائم القتل والمشاجرات العنيفة .
حوادث لا بد من حدوثها في أي مجتمع ، ولكن المثير في الخبر أن التركيز يكون على منطقة محددة من هذا الوطن ، لقد سبق وأن تتبعت ــ وعلى مدار أكثر من شهرين ــ بعض الصحف والمواقع الالكترونية وخرجت بمحصلة أن ما نسبته 80% من اجمالي الحوادث التي تنشر تقع في محافظة الزرقاء ولواء الرصيفة بشكل خاص .
إن الحوادث التي تقع لا بد أن تتوزع جغرافيا على مناطق مختلفة من الوطن ولكن لا يتم التطرق لنشرها في وسائل الإعلام إلا ما ندر ،
ان التركيز على مدينة بعينها وتصويرها بأبشع الصور له دلالات واضحة لتأليب الرأي العام على المدينة وسكانها للخروج بانطباعات سيئة وأحكام مسيقة .
هل يعلم الذين يمارسون تشويه مدينة الرصيفة أنها مدينة المعاناة والهموم وأن سكانها صابرين على وجعهم والآمهم وقد وصلوا إلى مرحلة من الدمار الذي ما زال يمارس عليهعم من قبل أصحاب النفوذ .
ولمن لا يعلم أن الرصيفة ما زالت تعاني من مشاكل بيئية قاتلة ويمارس على سكانها ابشع أنواع العذاب الجسدي والنفسي لتلوث هوائها من مخلفات الفوسفات ومكبات النفايات والمحطات التحويلية ومياه مصنع الخميرة وفوهات المجاري التي تتدفق على مدار الساعة وسيل الزرقاء الذي يعبق بكل الروائح الكريهة ويعد مرتعا لكل أنواع الحشرات والزواحف والبرمائيات والشوارع المهترئة التي لا تخلوا من حفر وأغطية المجاري والاتربة والنفايات على ارصفة الطرقات وبين الأحياء .
وهل يعلم مسؤولي هذا الوطن ان المياه لم تصل إلى معظم الأحياء منذ شهور . ولن اخوض اكثر بمشاكل الرعاية الصحية والتعليمية والخدمية
لماذا لا يتم التطرق لكل هذه القضايا وغيرها الكثير الكثير ؟؟؟
الرصيفة لمن لا يعرفها تعتبر من أخصب مناطق المملكة والرافد الأول لكل مثقفي ومبدعي الوطن من شعراء وكتاب وفنانين وقادة العمل العام والسياسيين .
هذه هي مدينتي الرصيفة مدينة الفقراء رافعي الرؤوس بعزتهم وكرامتهم هذه الرصيفة بكل مكوناتها والمزدهرة بسكانها الطيبين .
هناك من أجرم وما زال يجرم بحق مدينتي عندما يوجه أصابع الاتهام ويتعمد التشويه
الرصيفة لا تريد منكم منة ولا مكرمة ولا هبات ، نريد انصافا لها ولسكانها ونريد حقوقا قد اغتصبت ونهبت نريد العيش كما الآخرين نريد هواء نقي لاطفالنا ، وعلى جميع مسؤولي هذا الوطن أن يدركوا أن الرصيفة لم تقل كلمتها بعد ولكن إن استمر الحال كما هو عليه سينهض أبناء المدينة كما حدث سابقا عندما تنادى بعض الاحرار الشرفاء لانقاذ ما تبقى منها وتم الالتفاف عليهم .
الرصيفة ستنهض ونهوضها سيكون مدويا بوجه من يصفونها ( بالقاع ) أو مدينة ( الزعران ) أو كل من يعتبرها حقل للتجارب ويمارسون الجريمة بحق أرضها وسمائها وهوائها .
الرصيفة لن ولم تكن يوما قاع ولا مدينة الزعران بل هي مدينة الرجال الرجال .
الرصيفة لن تموت وستبقى حاضرة وبدايات حراك قادم بقوة لينتزع حقوقها المهضومة ويعيد لها مكانتها الطبيعية .

عمر قاسم اسعد