أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل الاحتلال يجري مناورة تحسبا لحرب مع لبنان. الاحتلال يستهدف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات هيئة البث الإسرائيلية: منفذ عملية الأغوار لم يقبض عليه بعد الأمم المتحدة: الأسر عبر العالم ترمي مليار وجبة يوميا العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض القسام تستهدف دبابة إسرائيلية جنوب غزة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة نمو صادرات الأسمدة والألبسة في كانون الثاني القبض على شخص سلبَ "سيريلانكية" تحت تهديد السلاح الأبيض في الضليل البنتاغون تجري محادثات لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أيها النواب .. ما لكم وما عليكم

أيها النواب .. ما لكم وما عليكم

06-03-2013 04:59 PM

المرحلة الحالية والقادمة ، من مراحل تاريخنا السياسي الطويل الحافل بالمتناقضات.. باتت هذه المرحلة من أصعب المراحل وأكثرها تعقيدا وخطورة .. من أي مرحلة أخرى سبقت في تاريخنا السياسي .. فعلى الرغم من أنها لا تبدو للكثير منا واضحة بكل ما للكلمة من معان .. إلا أنها الآن ستكون بالنسبة لمجلس النواب أنفسهم ، أكثر مشاقَّ وصعوبة ، وأقل حظا ومتعة .. وأكثر مسئولية .. 

وغدا .. حينما يجد النواب أنفسهم تحت المجهر .. وحينما لا يجدون من يتعاطف معهم من مكونات الشعب وبالأخص على مستوى القاعدة الشعبية ، التي وقفت معهم وأخذت بأيديهم إلى أن أوصلتهم إلى قبة البرلمان ، سيجدون أنفسهم مرة أخرى يواجهون صعوبة تلك المرحلة .

إنهم في حقيقة الأمر ، إنما يجازفون إلى حد كبير بمستقبلهم وسمعتهم ، بل وأكثر من ذلك إنما يضعون مستقبل الوطن في مهب الريح ، وهو الذي بات على شفا هاوية ، حيث باتت الأخطار تحدق به ، والمؤامرات تحاك من حولنا تستهدف أول ما تستهدف أمننا وسلامنا ، وليس لكم أيها النواب من مناص سوى أن توفوا بالعهود والمواثيق ، ولا تنسوا بأنكم عاهدتم وقطعتم على أنفسكم العهد ، فكونوا كما وعدتم وأوفوا بالعهد .. إن العهد كان مسئولا ..
ولعلكم ما زلتم تؤمنون ، بأن لكلمة الشرف التي قطعتموها على أنفسكم ، في احتفالاتكم .. أيام ما كنتم تعدون لهذا اليوم .. بمقارِّكم الانتخابية ، وعلى هذا الأساس يجب أن لا تنسوا أبدا ، بأن تلك العهود والمواثيق ، هي ديْن عليكم ، يجب أن تخلصوا النية في الوفاء به والالتزام بما عاهدتم عليه هذه الأمة التي وقفت معكم ، وساندتكم إلى أن أوصلتكم إلى ما وصلتم إليه ..

وفي الحقيقة .. فقد أصبحنا نخشى على مستقبل الأردن من أن يؤول إلى أناس ، لا يقدرون المسئولية ، ولا يعترفون بحقوق الشعب ، بل ولا تهمهم مصلحة الوطن ولا أمنه ولا استقراره ولا ظروف مواطنيه المعيشية .. وهذه معضلة قد تجعل الشعب في حالة غليان شديد ، لأن ما آلت إليه الظروف الاقتصادية السيئة في عهد الحكومات السابقة ، وما أعقب ذلك من إلحاق الأذى بكل طبقات هذا الشعب ، حتى بتنا نرى بأن مشاعر الغضب وتذمر الطبقات الفقيرة نتيجة لما وصلوا إليه من وضع اقتصادي مزري قد باتت واضحة للعيان ، إذ أن أكثر من سبعين بالمائة من أفراد هذا الشعب قد لحقهم الأذى نتيجة تعنت الحكومة ، وإصرارها على رفع أسعار المحروقات ، لأن ما ترتب على هذا الإجراء الظالم ، هو رفع لجميع السلع والمواد الغذائية بل وارتفاع بكل ما يمت إلى الحالة الاقتصادية بصلة .

إن إلزام طبقات الشعب الكادح وبدون أن يستثنى منه فقير واحد ، وإلزامه بوجوب دفع فاتورة الغلاء الفاحش التي عصفت بالأردن ، وهي كناية عن ضريبة جبرية ، يدفعها الفقراء على اختلاف مستوياتهم المعيشية نيابة عن الموسرين والأغنياء المتخمين ، وبالنيابة عن اللصوص والفاسدين والمفسدين ، الذين أشبعوا الوطن نهبا وفسادا ، فأصبحت بذلك نتيجة حتمية لواقع مؤلم ، والتي هيمنت على الساحة ، وفُرضت بقوة القانون المزيف الذي تلجأ إليه الحكومة بين فينة وأخرى ، ونتيجة استفحال الفساد ونتيجة سيف الباطل المُصْلت على رقاب الشعب ، وقوة المفسدين القاهرة الفاعلة ، والتي استباحت كل بنود القانون ، وفرضت هيمنتها حتى على القضاء .. ولا أدر كيف للقضاء أن يحكم بمواد الدستور، بمنأى عن الحقائق الموجودة كظواهر حية ، وواقع واضح للعيان ، وبات الذين يدرؤون الأخطار عن المفسدين في بلدنا هذا .. يستغلون ثقلهم ، وقوة تأثيرهم ، لتعطيل العدالة ..

إن ما نراه اليوم في مجلس النواب ، من سلوكيات تسودها الضبابية أحيانا ، والتردد والمجاملات البغيضة أحيانا أخرى ، على حساب مصلحة الوطن ، ومستقبل أهله ، مما يسهم في تعطيل عجلة التقدم والازدهار ، تجعل من مجلس النواب ألعوبة في أيدي أناس لا تهمهم مصلحة الوطن بأي حال من الأحوال .. ولا يهمهم مصير المواطنين بشكل أو بآخر ، فبأي مأزق تتوقعون أن توصلوا أنفسكم إليه ؟
وأما ما نراه من حوارات هي إلى المهازل أقرب ، إنما هي ضحك على الذقون ، وكأن الأمر أصبح مرهونا على استغفال الشعب ، ولا يمت إلى مستقبل شعبنا بشيء من الصلات لا من قريب ولا من بعيد ...

أيها النواب .. أنتم اليوم مطالبون.. كي تكونوا فرسان تغيير تتولون قياد هذه الأمة وتمضون بها عبر مسيرة ديمقراطية يشهد لها القاصي و الداني ، وعليكم أن تضعوا بحسبانكم بأن فشلكم في تحمل المسئولية ، هو فشل للوطن بأكمله ، بل .. فإن المطلوب منكم هو أن تكونوا أبطالا ، بحجم المسئولية التي رضيتموها لأنفسكم ، وهي أمانة لا يمكن لأحد منكم أن ينكرها أو يتهاون بها ، إلا من كان قد وصل إلى النيابة ، بفضل ما أغدق على المتجرين بالضمائر من جيبه الخاص ، واستخدم كل الوسائل الملتوية من أجل شراء الضمائر والأصوات بالمال السياسي الحرام .. فإن مثل هؤلاء .. وبكل تأكيد لن تهمهم مصلحة الوطن بأي حال من الأحوال .. ولن يهمهم بالتالي إن سقط الأردن إلى الهاوية أم ارتقى إلى ما فوق السحاب ..

المجلس النيابي الذي حاز معظم رجاله على ثقة الشعب ، نراه اليوم يتردد أو يَجْبُن في مواجهة قوى البغي الذين لم يعملوا من أجل الوطن خلال تاريخ مسيرتهم السياسية ، أي شيء يذكر لغاية الآن ، بل فإن تاريخهم السياسي الطويل حافل بالسلبيات ، ولم نر لهم أي أثر إيجابي ينعكس على ماض أو مستقبل هذا البلد ، بل فقد كانوا سببا للإحباط ، والتراجع ووقف عجلة التقدم و الازدهار لسنوات عديدة ، وأكثر من ذلك فقد كانوا حقيقة عبئا على كاهل الوطن ، وأثقلوا اقتصاده إلى أن أصبح بلا اقتصاد .. وأسهموا في زيادة المديونية على بلدنا إلى حد قد تجاوز الخطوط الحمراء .. وأصبح الآن في مهب الريح ...

نعم .. إن بيع مقدرات البلاد في العاصمة عمان لثري غير أردني ، لا تهمه الأردن ولا أهلها بقدر ما تهمه مشاريعه التي لم ينتفع منها لغاية الآن أي مواطن أردني ، وكذلك خصخصة المؤسسات الحكومية التي بيعت إلى شركات أجنبية ، مثل شركة الاتصالات والتي تم تسليم إدارتها إلى موظفين أجانب ، لم يكونوا بأكثر خبرة ولا دراية من رجالاتنا ، وهم يعيشون على أرضنا ويتقاضون رواتب خيالية ، وربما كان هناك شركات أخرى غيرها لا تقل أهمية عنها ، ، وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على عبث أيدي الفساد ، بل ولم تكن سوى مخطط جهنمي إجرامي ، لا يمكن لأي مواطن أردني شريف أن يتجاوز عنه أو أن يمر عنه مر الكرام ، لأن ما لحق بالإنسان الأردني من مهانة جراء هذه اللصوصية .. بحيث أصبح الأردني ، ومن يعيش على أرض الأردن ، لا يشعر بالأمن ولا بالأمان ..

بل وأصبح الإنسان الأردني مكروها في العالم كله ، وأصبحت مكانته بين الشعوب متدنية إلى أبعد حدّ ، بل وقد يُنظر إلى الطبقة المثقفة من أبنائه في بلدان كثيرة نتيجة هجرة العقول من بلدنا .. نظرة شزراء ، فكأنهم يسعون إلى كسب الرزق على نهج هو أقرب للتسول أو الاستجداء .. من أي نهج آخر ..

ما كان للنواب اليوم من خيارات ، وهم ما زالوا يراوحون أماكنهم ويماطلون سوى ، أن يكونوا شجعانا في قول كلمة الحق ، بارين بالناس الذين أودعوهم الثقة ، عليهم أن لا يخشون بالله لومة لائم .. والمطلوب منهم أن يكونوا جريئين طرح الحقائق لا تثنيهم عن إقرار الحق أي قوة في الدنيا بأسرها ، ويجب أن يكون المغزى منه أولا وأخيرا مصلحة الوطن والمواطن ، وأن يغلبوا هذه المصالح على كل المصالح ، وأن يجعلوها فوق كل اعتبار ...

نعم .. لقد بات الوطن في مهب الريح ، وأصبح في مكان هو أقرب إلى المواجهة ، المواجهة بين المصير النهائي للوجود الأردني ، وبين المستقبل الذي من شأنه إنقاذ الوطن وأهله من مغبة التآمر التي تحيق ببلدنا من بعض الدول الصديقة قبل المعادية ..

وعلى مجلس النواب والحكومة .. أن تعي كل الأخطار والمؤامرات المحيطة بنا ، وعليهم أن يعدوا العدة للوقوف بوجهها وصدّ ريحها المؤذي ، ومنعها من تجاوز الحدود ..

وإذا ما أريد لهذا الوطن أن يقف على قدميه ، فسيكون المطلوب من الدولة بكامل أطيافها ، أن تسعى جاهدة إلى إنشاء المشاريع الحيوية التي تدعم الاقتصاد تحت أي ظرف ، الغاية هي دعم عجلة الاقتصاد وتسييرها في الاتجاه الصحيح ..

فالأردن بحاجة إلى مشاريع صناعية تقام في كل محافظات المملكة ، تكون وجهتها الرئيسية اقتصادية بحتة .. في مجال الزراعة والصناعة والإنتاج .. وهذه التجربة لا يستهان بها ، لطالما أنها تجربة نجحت بكل المقاييس في اليابان مثلا ، وكما ترون .. فقد أصبح ذلك البلد الذي كان خارجا من حرب ظروس دمرت كل مقوماته الحضارية ، أصبح دولة صناعية منتجة بكل المقاييس .. بفضل السياسة التي انتهجها قادته ، وبفضل وفاء شعبها لوطنهم ..

إن على الحكومة الجديدة بعد أن يتم اختيارها على أسس عادلة .. أن تسعى إلى رفع عصا الفقر عن كاهل الفقير ، وعليها زيادة رواتب الأفراد على جميع الأصعدة ، المتقاعدون من كافة الفئات ، والموظفين على اختلاف مواقعهم في الدولة ، إلى مستوى يتجاوز حدّ خطوط الفقر الحمراء ..

كما يطلب من الحكومة أن تتوقف فورا عن زيادة الضرائب سواء أكانت جمركية أو غيرها ، على المنتجات المستوردة ، التي يحتاجها المواطن بكل أشكالها ، وعليها أن تدرك أيضا بأن الفقير المدقع الذي ليس له من الموارد ما يسد رمقه ، فلن يكون بمقدوره تحمل تبعة أي زيادة أو ضرائب أو اللجوء إلى رفع الدعم عن المحروقات كلما شاءوا ذلك ، بل وعلى الحكومة أن تعيد كل شيء إلى ما كان عليه في السابق ، وليكن معلوما بأن المحروقات ، تعتبر العامود الفقري الذي يؤثر سلبا أو إيجابا على كل السلع التي يحتاجها المواطن .

إن الشعب الذي لا يملك من المقدرات المعيشية شيئا ، ولا يملك في أقصى حالاته سوى راتبا ضئيلا لا يمكنه من تجاوز خط الفقر أبدا ، فإنه والحالة هذه لا يستطيع الإسهام في دعم الاقتصاد ، بأي مساهمة أبدا ..

يجب أن تنظر الحكومة إن كانت تفكر فعلا بمصلحة الوطن ، وبشيء من الجدية ، أن تكرس كل جهودها إلى خلق المشاريع البناءة التي من شأنها أن ترفع من دخل المواطن ، ومن أجل إنجاح هذه المهمة ، يجب أن تسخِّر بعضا من المساعدات التي تأتي تباعا من الدول الصديقة ، وعلى الأخص المليارات الخمسة التي جاءت من دول الخليج ، كمساعدات للمشاريع الأردنية ، من أجل استغلالها بالفعل في إنشاء المشاريع والمصانع في كل محافظات المملكة بالتساوي .. لكي ننقذ وطننا من براثن الفقر ، ولكي يستعيد اقتصادنا المترهل عافيته خلال حقبة زمنية قصيرة ...

بقي أن أوجه إلى مجلس النواب أهم سؤال عندي وهو .. لماذا هذا الغزل ما بينكم وبين ممثلين عن الحكومة التي انتهت صلاحيتها من أجل اختيار رئيس وزراء ، هل أصاب الأردنيات عقما منذ ثلاثين أو أربعين سنة ، ولم ينجبن للوطن أبناء صالحين ، أو أصحاب فكر ، غير النسور مثلا ، وهل ما زلتم تؤمنون أيضا بأن الله لم يخلق بعد النسور سوى أولئك الذين خانوا الوطن ، ونهبوا خيراته ، وباعوا مقدراته ، على مرأى من الشعب والدنيا بأسرها ، وهل مازلتم في غزلكم هذا المقيت ، تراوحون كراسيكم ما بين اختيار السيد عبدالله النسور ، أو رئيس وزراء من رحم هذا الوطن ، تكون مهمته وطنية خالصة لله ، فالوطن مليء بأصحاب العقول .. وخاصة أولئك الذين يمتازون بضمائر حية ، تهمهم مصلحة الوطن والمواطن قبل أن تهمهم جيوبهم ...

نحن كشعب لا نريد ، أن نجرب لهذه المرحلة الصعبة الدقيقة أي رئيس وزراء سبق لنا معرفته أو جربناه سابقا ، فالمجرب ، لا يجرب ..

ودعوني أهمس بأذانكم كلمة يجب على الجميع أن يعقلها ويفهمها .. إنكم إن جئتم إلى البرلمان كي تنقذوا الوطن ، فها أنتم على المحك ، فبادروا إلى اتخاذ خطوات جريئة نحو المصلحة الوطنية ، ولا تجعلوا الخصوصيات والمحسوبيات ، ولا العلاقات الخاصة ، ولا المنافع المتبادلة أكبر همكم ..

وأهمس بأذانكم أخرى .. إنكم وحق الله إن ارتكبتم أية حماقة من تلك الحماقات التي ارتكبها من كان قبلكم ، فسيكون عمر مجلسكم قصير للغاية ، ولن تكتمل لكم فرحة ، وخاصة لأولئك المتلهفين على وضع النمرة الحمراء .. أو على المنصب ، تاركين مصلحة الوطن وراء ظهورهم ..

فكونوا كما أرادكم أخوتكم من أبناء الوطن المخلصين ، وبادروا إلى الشورى بينكم ، واجعلوا مخافة الله بين أعينكم .. وقوموا باستبعاد كل شخص كان موضع شبهة ، أو من نذر نفسه كعدو للوطن والمواطن على حد سواء ، أو قد حاربه في لقمة عيشه ...

والله من وراء القصد ...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع