أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رئيس مجلس النواب يلتقي السفير المغربي التربية: صرف مستحقات موظفي المياومة عبر البنوك الشهر الحالي ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس الخصاونة يوعز بتقديم الدعم لإجراء الانتخابات النيابية إجراء الانتخابات النيابية 2024 الثلاثاء 10 أيلول (لا يمكن الثقة بنا) .. هفوة جديدة لبايدن (فيديو) إنجازات قطاع جودة الحياة خلال الربع الأول من العام الحالي "الطفيلة التقنية" و"القاضي عياض" المغربية تعقدان مؤتمر الحضارات بمراكش مباريات الأسبوع السابع عشر بدوري المحترفين تنطلق غدا بورصة عمان تنهي تعاملاتها على انخفاض الفايز يدعو مؤسسات المجتمع المدني إلى كشف الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الحوامدة رئيساً لمجلس محافظة الطفيلة للدورة الثانية. نتائج اختبار ضبط الجودة LQAS 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب الأسماء النهائية لرؤساء مجالس المحافظات الصين تحذر من أن الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من "خطر حصول نزاع" وزير الخارجية ونظيره الإيرلندي يبحثان في جهود للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة الأشغال: مليون ونصف دينار كلفة الأضرار الناجمة عن سرقة كوابل الكهرباء في شارع الـ 100 أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي اليوم مؤسسة الحسين للسرطان توقّع اتفاقيّة مع الشركة الأردنية لصيانة الطائرات "جورامكو"
الصفحة الرئيسية آدم و حواء تمرد الابناء على الآباء

تمرد الابناء على الآباء

21-04-2010 10:54 PM

زاد الاردن الاخباري -

يتمادى الكثير من الابناء في خلق اعذار واهية لذويهم للتصرف بما يحلو لهم, وغالبا ما تكون هذه الاعذار جسرا من الاكاذيب التي يعتبرها البعض كذبا ابيض للتخلص من حشرية الاهل الذين يقحمون انفسهم بكل كبيرة وصغيرة من دون رغبة بتفهم رغبات ابنائهم الذين يلجأون لاختلاق الأكاذيب لتغطية افعالهم التي لا تعجب آباءهم.

غالبا ما تأخد هذه الاكاذيب صورا عديدة كالتأخر عن المنزل, تبرير مواقف وتعليقها على الغير, الكذب في اختلاق مناسبات او احتياجات للحصول على المال, وغيرها من التصرفات التي يبتكرها الشباب لتفادي المشاكل مع آبائهم ولفعل ما يريدون دون  رقيب .

العرب اليوم  تجولت في شارع الرينبو الذي يعتبر قبلة مهمة للشباب الباحثين عن الترفيه وسألتهم عن تمرد الابناء على آبائهم, وتفاجأت من الصراحة التي يتمتع بها ابناء هذا الجيل في الحديث عن اساليب تمردهم على الاهل وعن الدوافع التي تجبرهم على ذلك.

لم تخف سارة الشابة العشرينية اختلاق الاكاذيب على ذويها للخروج من المنزل او التأخر عنه, وغالبا ما يكون العذر عيد ميلاد احدى الصديقات, مشاركة في عزاء او الاجتماع مع الاصدقاء... من اجل بحث جامعي اوغيرها من المبررات المرتبطة بمواسم ومناسبات عديدة.

وعن الأسباب التي تدفعها للكذب على ذويها هو عدم تقبل خروجها بشكل متكرر مع الصديقات ليلا دون مرافقة احد اخوتها الذكور, وترى سارة ان الخوف المبالغ به يجعل الابن أو الابنة موضع عدم الثقة بتحمله المسؤولية التي تقع على عاتقه في حماية نفسه, عندها يصبح الشاب خائفا من محيطه ويفقد ثقته بنفسه على المدى البعيد.

اسامة 26 عاما يرى بان الفجوة بين عصر الاباء والابناء اثرت على اختلاق الابن الكذب وذلك لتلافي المشكلات عند قول الحقيقة, ويشير الى محاولته مرارا قول الحقيقة لوالديه لكن المشكلات كانت تدب واحيانا يحتدم الخلاف بينهما بشكل كبير, مما اضطره للكذب عليهم للبعد عن المشكلات, وغالبا ما يتأخر اسامة لساعات متأخرة من الليل لكن ليس كعادة يومية, ويبرر ذلك بان له عملا اضافيا واضطر بعدها للقاء الاصدقاء بالاضافة لحزمة اخرى من الاختلاقات التي تبرر تأخيره ليلا, ويشتكي اسامة من خوف الاهل المبالغ به على ابنائهم, ويتمثل بالنسبة لديه بخوف والدته التي تتصل به على دوام يومه وهو يحاول ان يطمئنها بشكل مستمر لكنها لا تقتنع بكلامه مما يجبره على الكذب عليها في بعض الاحيان.

وقد لا يختلف حال ساندي 25 عاما التي تعاني من خوف والديها بشكل لافت ومحرج امام صديقاتها اللواتي يعلقن على كثرة اتصال والديها الاطمئنان عليها, مما دفعها لاختلاق الكذبات لتغطية خروجها المتكرر من المنزل ولا تعي ساندي مفهوم الخوف الزائد الذي يربك الابناء ويحرجهم, وغالبا ما يتخذ الكذب اوجها مختلفة تباعا للحالة والوقت الذي ستقضيه خارج المنزل.

وقد لا يكون اصعب من حالة سمر 30 عاما والتي تخاف عليها والدتها برغم عمرها وتخبطها بالحياة وتشترط والدتها ان تعود للمنزل قبل السابعة والنصف مساء, ولا تقبل ان تزور صديقاتها بعد انتهاء عملها مما اضطرها لاختلاق عمل اضافي لكي تخرج مع صديقاتها, وبرغم علمها انها في عمل اضافي لكن سيلا من المكالمات التي تنهال عليها لسؤالها عن موعد رجوعها للمنزل.

سمر تقدر خوف الآباء على ابنائهم لكنها ترى ان المبالغة والتضييق يولد الانفجار عند الابناء.

هذا ما تراه عبير التي ترى بان شباب اليوم على انفتاح وتواصل مع بعضهم البعض, فوجود تضييق على شاب دون آخر يولد الانفجار. والمقارنة هنا صعبة للطبيعة المختلفة بين اسرة واخرى, عبير مع اختلاق الكذبات البيضاء على الاهل لانهم لا يتقبلون الصدق في الكثير من الاحيان لذلك يبقى الكذب وسيلة لاراحة الطرفين.

وقد يكون الموضوع بالنسبة للذكور اصعب فهل تعرضت لاحراج امام اصدقائك واضطررت للاعتذار منهم بناء على طلب اهلك والمبرر تاخر الوقت, هذا ما صادف عمر 26 عاما الذي لم يعد يرى نفسه مراهقا لكن يمر بهذه المواقف بين الحين الآخر, مما يتسبب باحراجه واحيانا تندلع مشكلات كبيرة عند عودته للمنزل, مما يضطره لغلق هاتفه الجوال لحين عودته للمنزل, لكنهم يستقبلونه بلوم كبير ولا يرد.

علم الاجتماع

وحول هذا الموضوع يقول الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية أن السبب في ذلك يعود للخوف الزائد من الأهل على الأبناء والصور النمطية التي يحملها الأهل عن أسباب التأخر عن المنزل والسهر مع الأصدقاء خاصة بعد دخول الأبناء في مرحلة المراهقة وخوف الأهل عليهم من الانحراف وتأثير أصدقاء السوء عليهم.

 ويقول الخزاعي للأسف في ظل غياب الحوار الأسري بين الآبناء والأهل وافتراض الأهل أن الأبناء بعد دخولهم سن المراهقة يصبحون متمردين, ويعزز هذه النظرة اقتناع الأهل بان الأبناء قليلو الخبرة ومتهورون ويحاولون الانفصال عن الأهل فكريا وسلوكيا كونهم أصبحوا  كبار  ويطالبون بالمزيد من الحرية والاعتماد على النفس والاستقلالية, وهذه تعتبر إحدى الأزمات التي يمر فيها الشباب.

ويوضح ذلك الخزاعي قائلا: القاعدة الأساسية في التعامل مع الأبناء خاصة في الأعمار الشابة (15 - 24) سنة يجب أن تنطلق من القول المأثور  اذا كبر ابنك خاويه  وذلك حتى تصبح هذه المرحلة هادئة وخالية من المشكلات الاجتماعية خاصة أن (80%) من مشكلات الشباب هي مشكلات اجتماعية في الدرجة الأولى.

ويقول الخزاعي أن الحرص الزائد وفرض قوائم الممنوعات على الأبناء في مرحلة الشباب يحرجهم أمام أصدقائهم ويشعرهم بأنهم لا زالوا تحت الضغط والمراقبة الأسرية ومسلوبي الإرادة وبالتالي في نظرهم انهم  أطفال . وفي هذا الصدد يوضح الخزاعي بان العلاقة بين الأبناء والأهل يجب أن تربى منذ الصغر على الصراحة والوضوح والشفافية والتوجيه المباشر من الأهل وإعطائهم الفرصة للاعتماد على أنفسهم, ولكن يجب معرفة صداقات الأبناء وبرامجهم خارج المنزل ومدى استفادتهم منها, ويجب تشجيع التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء الجيدين خاصة إننا في عصر يجب أن لا نترك أبناءنا يعيشون منعزلين خلف شاشات الحواسيب.

وشدد الخزاعي قائلا يجب على الأهل عدم التهور واستخدام العنف والشدة مع الأبناء للسيطرة عليهم ومراقبتهم, لأن السيطرة عليهم داخل جدران المنازل لا تعني السيطرة عليهم خارج جدران المنازل وسوف يستغل الأبناء أية فرصة للخروج من المنزل للتعويض عن كبتهم الموجود في المنزل. وبهذه المناسبة يحذر الخزاعي الاهل من استخدام الدلال مع الأبناء ومنحهم الحرية في الخروج من المنزل والبقاء ساعات متأخرة مع الأصدقاء, وهنا يرتكب الأهل خطأً لأن الأبناء سيفقدون احترامهم للأهل وفقدان الثقة في النفس وعدم تحمل المسؤولية لأن الابن المدلل الذي يوفر له الاهل كل المستلزمات بدون عناء وتعب لا يشعر باهميتها وقيمتها. والسلوك الأفضل والحديث للخزاعي هو اتباع المدرسة التوافقية في التربية والتي تتم من خلال الحوار والتعاون المشترك وتفهم الأهل لاحتياجات الأبناء والاستماع إليهم حتى يتم العيش في أجواء مريحة بعيدة عن الرقابة والتوتر والعنف.

والاهم هو عدم التناقض في سلوك الأهل مع الأبناء أي السماح لهم في بعض المرات ومنعها مرات أخرى, ويجب أن نؤكد على الحوار مع الأبناء على ضروريات وفوائد السهر والتأخير خارج المنزل والاهم من كل ذلك عدم إعطاء الأبناء الحرية إلا بعد التأكد من أنهم على قدر المسؤولية وعدم السلوك بسلوكيات تخالف العادات والتقاليد والقوانين حتى لا يتسبب الأبناء في وضع الأهل في مواقف او مشكلات اجتماعية محرجة مثل المشاجرات مع الاصدقاء او مع افراد من المجتمع, ويخشى الاهل من تاثير السهر على صحة الابناء وعلى تحصيلهم الدراسي وانشغالهم في قضايا غير مفيدة ومكلفة ماديا للأهل, لهذا نرى ان الأهل متشددون مع الأبناء في موضوع السهر خارج المنزل.

العرب اليوم - طارق العاصي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع