جنوبيو عمان... ما لكم وما عليكم
بقلم :عبدالله آل الحصان
لعب جنوب الأردن دور مركزي في بناء الدولة الأردنية نظراً لما يمتلكه من تعددية سياسية واجتماعية بما في ذلك البيئة والظروف والمتغيرات إلى جانب الخبرة والميراث التاريخي التي تتعدى حدود الجغرافيا التاريخية والحضور الواضح في المجتمع السياسي وخاصة في مسار التحول الديمقراطي منذ أحداث الجنوب 1989م التي انطلقت من معان واجتاحت مدن الجنوب.
كل هذا ساهم من الخلال الديمقراطية المحلية في محافظات ( معان ، الكرك ، الطفيلة ، العقبة ) في تشكيل حالة ايجابية تتمثل في المشاركة الايجابية التي تكفل توزع عادل للسلطة والثروات والخيرات التي تتميز بها أراضي الجنوب للوصول إلى التنمية المستدامة.
ما يؤلم في الواقع ، غياب غالبية أبناء الجنوب عن محافظاتهم وحضورهم لكسب أصوات سياسية من منطقتهم التي يعتبرونها \\\\\\\"مستودعاً للأصوات \\\\\\\" فقط هذا من ناحية الوزراء والأعيان ، أما الأفراد فغالبيتهم للأسف ولدوا في معان أو الكرك أو الطفيلة أو العقبة لكنهم عمانيون بفكرهم وثقافتهم وأسلوب حياتهم، حتى أن غالبيتهم لا يعرفون شوارع مدنهم أو قراهم ، أو حتى يعرفون أن هناك \\\\\\\" ذات راس \\\\\\\" في الكرك أو مقام فروة بن عمرو الجذامي في الطفيلة ، أو التجوال في قرى محافظة العقبة ، وحتى أنهم لا يعرفون أسماء أحياء المدينة الرئيسية في معان ، وتصل الدرجة لبعضهم عدم معرفته بمحافظته نهائياً إلا الاقتران باسمها.
إن المعضلة الأساسية هي ظاهرة الهجرة من المحافظات إلى العاصمة وتمركز كافة النشاطات الاقتصادية فيها ، مما يشكل معضلة أساسية وكبيرة ساهمت الدولة والمجتمع في إيجادها رغم أن المحافظات وخاصة محافظات الجنوب التي تمتلك موارد وثروات عديدة - لو افترضنا - ان الدولة عملت ذلك لكانت القدرة الاستيعابية أفضل مما يحقق توزيع للمكتسبات وإحياء كافة المحافظات وبقاء أبنائها فيها.
في الجنوب – وهذا شئ ايجابي – لا زالت قيادات شعبية قليلة وافية لأهلها فلم تفكر بالرحيل من منطقتها كونها مؤمنة بقدرتها على المساهمة والتغيير نحو الأفضل لهذه المناطق.
المحاصصة الجغرافية هي التي تسببت بذلك ، كون أبناء الجنوب المقيمين في عمان هم الفائزون في الأغلب بالمواقع السياسية كونهم الأقرب إلى مركز صنع القرار دون النظر إلى ارتباطهم أو عدمه مع مجتمعاتهم ، وبالتالي فراغ سياسي في محافظات الجنوب وتواجد النخب بشكل دائم في عمان.
في الجنوب هناك ضعف في النشاطات الاقتصادية واعتماد الأهالي على القطاع العام واستفحال ظاهرتي الفقر والبطالة رغم وجود مشاريع عديدة إلا أن الأهالي غير مستفيدين منها على أرض الواقع ، وهنا الدور الأساسي للنخب في تمثيل محافظات الجنوب وإيصال الأوضاع والمطالب إلى مركز صنع القرار وخدمة الأهالي.
جنوبيو عمان ما لهم ... أنهم أبناء الجنوب ...
جنوبيو عمان ما عليهم ... خدمة أبناء الجنوب ...
السؤال : هل يمكن لجنوبيي عمان – النخب السياسية – أن يقدموا ما هو مطلوب منهم وتمثيل هذه المحافظات التي غيبت طوال سنوات مضت؟.