أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال: منح العضوية الكاملة لفلسطين مكافأة على هجوم حماس في 7 أكتوبر سطو مسلح على بنك فلسطين في رام الله. أميركا ستصوت برفض عضوية فلسطين بالأمم المتحدة اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال بطولكرم. الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي الأردن يشيد بقرار إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية قريباً. الأردن: لن نسمح لإسرائيل أو إيران بجعل المملكة ساحة للصراع. صندوق النقد: اضطرابات البحر الأحمر "خفضت" صادرات وواردات الأردن عبر العقبة إلى النصف. طقس العرب: موجة غبار تؤثر على العقبة الآن. نتنياهو: يجب انهاء الانقسام لأننا نواجه خطرا وجوديا الاحتلال يوسع عملياته على ممر يفصل شمال قطاع غزة سقوط طائرة مسيرة للاحتلال وسط قطاع غزة. الاحتلال يعتقل أكاديمية فلسطينية بسبب موقفها من الحرب على غزة. تحذير من التربية لطلبة الصف الحادي عشر. بنك القاهر عمان يفتتح فرع جديد لعلامتة التجارية Signature في شارع مكة السلطة الفلسطينية: من حقنا الحصول على عضوية كاملة بقرار دولي الكرك .. اغلاق محلين للقصابة بالشمع الاحمر لتلاعبهما بالاختام والذبح خارج المسلخ البلدي صندوق النقد: اقتصاد الأردن "متين" وسياسات الحكومة أسهمت في حمايته وزير الخارجية يلقي كلمة الأردن في أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إدارة المخاطر الزراعية من ثمانيات القرن الماضي...

إدارة المخاطر الزراعية من ثمانيات القرن الماضي إلى عشرينيات القرن الحالي

14-01-2013 10:11 AM

كشفت الموجة الأمطار و الثلوج الأخيرة التي مرت على منطقة بلاد الشام و من ضمنها الأردن و ما نتج عنها من أضرار في كافة المناحي الحياتية و الاقتصادية الأردنية كما حدث في بعض الأنفاق و اضطراب حركة السير من جهة و الأضرار في القطاع الزراعي (وهو موضع اهتمامي هنا) عن الحاجة الماسة إلى تطبيق خطة طوارئ تشمل جوانب وقائية و جوانب علاجية آنية و طويلة الأمد ولا تعتمد على نظام الفزعة، ففي الحقيقة، توجد خطط كثيرة لمواجهة غضب الطبيعة في الأردن و هي من أجمل الخطط و ان كانت للإيفاء بطلبات رئاسة الوزراء أو جهات أخرى، نعم اما اشطرنا بالتخطيط و لكن ما أكسلنا بالتطبيق لا بل ان التطبيق لدينا منعدم.

و في الحقيقة سوف اركز في مقالي هذا على القطاع الزراعي، الذي قضيت أكثر من نصف عمري في خدمته، و كان لي الشرف ان اكتب عن إدارة المخاطر الزراعية من الكوارث الطبيعية في عام 1987 حيث قدمت في ذلك الحين ورقة علمية في هذا المجال. و في بداية التسعينيات من القرن المنصرم شاركت مع بعض الزملاء في وزارة الزراعة في إعداد نظام صندوق دعم و تشجيع الإنتاج النباتي و الحيواني الذي نصت عليه المادة 197 من قانون الزراعة رقم 20 لسنة 1973 و الذي كان ساري المفعول في تلك الفترة، و قد ضمنت نشاطات إدارة المخاطر الزراعية من بين النشاطات التي يقوم بها الصندوق و الذي يأتي تمويله من الغرامات والرسوم وبدل المخالفات التي تتأتي من تطبيق قانون الزراعة و المقدرة في ذلك الوقت بثمانية ملايين دينار أردني، و جرت محاولات لم تلقى اذن صاغية في الحكومة في تلك الفترة لإصدار مثل هذا النظام بحجة الأثر السلبي على واردات الخزينة و هكذا ود هذا المشروع عدة مرات خلال فترة التسعينيات.

و قد تضمنت و وثيقة السياسة الزراعية التي أقرتها مجلس الوزراء عام 1998 و في نفس السياق فقد أكدت الإستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية للعوام 2002- 2010 التي أقرتها الحكومة و باركها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظة الله على إنشاء صندوق مستقل لإدارة المخاطر الزراعية في الأردن. و فعلا كان لي الشرف ان أكون من الفريق الوطني الذي شكل لإجراء دراسة شاملة عن صندوق إدارة المخاطر الزراعية بما يتوافق مع الظروف الأردنية و طبيعة المجتمع الزراعي الأردني، و التي تضمنت مشروع قانون للصندوق ودراسة جدوى اقتصادية أولية و آليات لتطبيق قانون الصندوق و خطة تنفيذية لمدة سنتين، و قامت فلسفة الصندوق على التشارك ما بين القطاع العام و المزارعين بحيث يساهم المزارع بجزء و الحكومة ترصد مبلغ عند تكوين الصندوق كرأسمال له، و استخدام جميع وسائل إدارة المخاطر كنقل الخطر إلى طرف ثالث (منها التامين) و التعايش مع الخطر و الوقاية من الخطر و ربط التعويض على المزارعين المتضررين من غضب الطبيعة بتبني الوسائل الزراعية الحديثة، إي ان الصندوق سوف يكون أداة من أدوات التنمية الزراعية و استقرار دخول المزارعين، و قد كان جهدا مميزا من الوزير الذي كان في ذلك الوقت حيث اقر في عهده من ضمن ما اقر من تشريعات زراعية قانونين هامين هما قانون صندوق إدارة المخاطر الزراعية و قانون صندوق الثروة الحيوانية و تم إعداد الأنظمة التطبيقية لهذين القانونين و ذلك عام 2008.
و كعادة الحكومات المتعاقبة و التي لا تولى القطاع الزراعية الأهمية الملائمة و لا بل ليس لديه الإدارة الفاعلة للاهتمام بالقطاع الزراعي، فهو خارج أولويات الحكومات الأردنية إلا في الكلام، بقى قانوني هذين الصندوقين طي الأدراج واكفي بتعين مديرين لصندوق إدارة المخاطر الزراعية و لمدة قصيرة لا تزيد عن بضع أشهر لكل من المديرين و طبعا كلا المديرين بعيد كل البعد عن موضوع إدارة المخاطر الزراعية و كائن الهدف إفشال الصندوق، و كانت الحكومات المتلاحقة تصر على إلغاء القانون أو تجميده و بقي الصندوق بدون موارد مالية أو اعتباره مديرية صغيرة في وزارة الزراعة بحيث يكون شكلا ديكوريا لا جسما فاعلا في التنمية الزراعية و مطلبا أكاديميا و سياسيا و جماهيريا للقطاع الزراعي .

و اليوم و قد بدت تظهر الخسائر التي حصلت للقطاع الزراعي، هذا القطاع الذي لا باكيات له، و بعد مرور أربع سنوات على صدور هذين القانونين جاء الوقت و بانت الحاجة الملحة لهذين القانونين فلو كانا موضوعين موضع التطبيق لكانت آثار السلبية لظروف الجوية التي مرت على البلاد اقل ما يمكن من جهة و لباشرت الحكومة بالتعويض على المزارعين من اليوم الذي تلا الظروف الجوية.
اجل نحن بحاجة ليس إلى فقط صندوق إدارة المخاطر الزراعية ذا شخصية اعتبارية مستقلة ماليا و إداريا كون المساهمين فيه مزارعين بالإقساط التي يدفعونها و الحكومة التي تساهم برأسمال الصندوق التأسيسي و هذا سبب كاف ليكون الصندوق ذو شخصية اعتبارية مستقلة ماليا و إداريا، لا بل إلى صندوق وطني للتنمية الزراعية يرصد فيه كافة الرسوم و الغرامات و بدل الخدمات التي تقدمها الوزارة و العائدات الأخرى للوزارة الزراعة يتم الأنفاق منه على الأنشطة الزراعية البحثية و الإرشادية و التطويرية الأخرى.

فالقطاع الزراعي هو نظام حياة متكامل و نظام معيشة و نظام إنتاج و توزيع و لا تقتصر وظائفه في الاقتصاد الوطني فقط على مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بل يتعداه إلى الوظائف الاجتماعية و البيئية و الاقتصادية الأخرى، و هذا ما أكدت عليه المؤتمرات الأمم المتحدة و قمم الأرض، و أكدت أيضا على ضرورة ان تقوم الدول باتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة المخاطر الزراعية بما يكفل استقرار دخول المزارعين و المنتجين الزراعيين وخصوصا ذوي الملكيات و الحيازات الصغيرة. و ان لم يكن للقطاع الزراعي باكيات و انشغال جمهرة المزارعين بالأرض و الزراعة و الإنتاج لا بصياح و العويل و التنظير في الساحات العامة و الوسائل الإعلام، فهذا لا يعني ان لا تولى الحكومة لهذا القطاع العناية و الاهتمام اللازمين، فالمنتجين الزراعيين المنتشرين في الريف و البادية هم الجنود المجهولين اللذين يعملون على تحقيق السيادة الغذائية و يؤمنون الأمن الغذائي للوطن الذي هو الركيزة الأساسية و المحورية للأمن القومي و المجتمعي و السيادة الوطنية، و لنتذكر ان الزراعة تطعمنا ثلاث مرات يوميا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع