أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة ليبرمان: الحكومة تطلب تأجيل بحث قانون التجنيد الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة

شمس لا تغيب

21-12-2012 08:06 PM

الأب .. وما أدراك ما الأب ؟ لا بد ان تنحني في عالم الإمتنان والتقدير والوفاء للأب الحنون..للمربي العظيم..للمعلم الكبير ..عاجز من أين أبتدأ وماذا أقول .. إن قررت التزام الصمت لكن الصمت مقدمة للحزن.. للذكريات الأليمة .. لمن فقد هذا المخلوق العظيم .. فكيف عندما يكون أبو علي ..
الأب .. العظيم .. الجليل أحمد محمد الفياض العساف "أبو علي " ...كنت معنا يوم 8/12/2012 كعادتك حنونا ..أبا ..معلما ..كريما ..شهما ..مربيا..حكيما..قّبلت الحياة على جبينها مودعا ..ارثيك أي أب شيخ سأرثي ..أرثي الرجل الكريم .. الرضي ..الراضي..المؤمن..أم الأب الذي أبى أن يموت إلا أنيقا كعادته .. خفيف الظل .. جاءك الموت نسمة خفيفة سهلة عليك .. صعبة قاسية علينا ..
كنت خفيفا في نعشك .. ثقيلا في فراقك ..فقلبك الكبير الدافئ عجز عن حمايتك ومت كالشهداء نقيا .. لم يكن عزائك سوى عرس كبير يتسابق فيه الأحباب والأقارب وكل من عرفوك ليعانقوا روحك وذكراك الطيبة .. عرس كانت الدموع ألحانه والدعاء أهازيجه .. فلقد رحلت الى جوار ربك ..
وداعا يا أبا علي ..إليك يامن خلعت ثوب الدنيا وتحليت بزي الاخرة ..إليك يا من احتضنت أبناءك صبية ورافقتهم شبابا .. إليك يامن عجز القلم عن شرح ما في القلب ..أليك يا من أبكيت القاصي والداني .. إليك يا صانع الخير بفضل الله يا أبونا ووالد أصدقائي ورفقاء دربي أبناءك الكرام .
فلم تكن ترد من يطرق بابك إلا وكنت له جوابا وعونا ..هكذا سافرت بعيدا كما يسافر الزهر بعد تفتحه في نيسان وينثره على الطرقات غبار حزيران .يتجسد لنا مشاهد من الحزن على ارصفة الأسى الممتد عبر مسيرة مشرفة قضيتها بكل أمانه وشرف .. فقد كنت أول رئيس لبلدية تلاع العلي رأت عيونها النور من خلال انجازاتك فيها .. رفدت الى خزينة أمانة عمان الكبرى أموالا فأثبت فيها أمانتك وشرف مهنتك ..وعضوا في أمانه عمان الكبرى .. ويستمر خيرك الى يوم رحيلك بعطاء غير منقطع سواء على الصعيد الرسمي اوالخاص واي شيء نذكره دون ان تكون فيه جزءا أو كلا .. أي شيء يفيك في الذكرى عن تصور لفتاتك الكريمة ..
لقد احترت ياأبو علي في أي عاطفة أرثيك ؟؟..هل أرثيك في قلب "علي "من عاطفة الإبن الأكبر ..أم أرثيك بقلب الصابر المحتسب "عمران"..أم أرثيك من ذلك العمل "الصالح"الذي كنت دوما تصبو اليه ..أم أرثيك ك "عبدالله "مجروح متألم ..أم أرثيك صديقُ "عمرٍ"غاب عنه صديقه ..أم أرثيك قلبا وفيا "عامرا"بالمحبة ..أم أرثيك كريماتك اللاتي يحملن داخلهن جمرة .. وبعيون الحزن عبرة ...أم أرثيك زوج صبور حزينة وفية "أم علي " لفقد شريك الحياة ...
أبو علي : لقد علمتنا حيا وميتا .. لم نعرف عنك يوما الا الحق ..ترهن كل ما لديك لتبقى المحبة .. ليبقى الخير محبا لدينك ..تلجأ الى ربك في كل شيء ..
أبو علي : أيها الأب الذي ما زال عطرك فواحا دوما في كل الدروب التي مررتها .. وفي كل الاماكن التي كانت أياديك البيضاء تجود عليها ..كنت دوما معلما يطاول السحاب ..ترفض السهل وتختار الأصعب لتصنع الإنجاز ..
رحمك الله وتغمدك بواسع رحمته ..وأعلم ان السماء تبكي ونحن ندعو لك ليلا ونهارا .سرا وجهارا .فهل نوفيك حقاً..أبو علي ..لم نكن نعلم ان المسافة بين الحزن والفرح قصيرة وتجمع الطرق الحزينة في مربع الذكريات .. تداعب مخيلتي فيهيج القلب اشتياقا .. لتدور ماكينة الحزن في النفس ..وتجمع صورا لا تغني ولا تسمن من جوع ..ياأبا علي ..لم نكن نعلم ان صانع الفرح في منزله سيكون هو مربط لزلازل الحزن الأبدي وان عاما جديدا سيبدأ بدونك ..
وتمضي الرحلة بدونك ..بعد أن أخذك المرض والآن تغمض جفونك .. هل تدري ما حل بأحبابك عن عيون تبكيك..عن قلوب دفنها الشوق .. اذا اتت تلك العيون للرقاد ذكرتك ..
كم كان ذاك اليوم حزينا بلحنه .. بحروفه ..فقد كان قلبك أقوى قلب وأحن وسمعك بكلماتهم .. ودموعك بآهاتهم ..قد ذهبت نصف الروح بأكفانك يوم أدرجوك بها يوم مماتك فلم تترك الا رجالا خلفك ..
تتلقفنا الدموع والآهات كلما اخذتنا نسائم الايام الحاملة روائح عطر خيرك فنهز أكفنا في الفضاء لتعلنه يوما صفرا خواء ..
رفقاء دربي واصدقائي أبناء ابا علي :لن أقّزم الحزن برثاء لوالدكم فليس الحزن بأحرف يجمعها الرثاء لكن الكل يشهد لوالدكم ويشتاق لكلمات منه مزاحا .. وكلمات منه عتابا ..أو حين يشّهد عندما يسمع اللآذان في ذلك المسجد القريب الذي أخذ على عاتقه خدمته وكانت له ايادي الخير على كل جدرانه واروقته ..اعرف انكم اشتقتم لحديث معه ولسهرة معه تملؤها السعادة ..
وتوارى النجم الذي تلألأ 74 عاما وخلف لنا هذا العطاء الذي سنظل نعتز به ما بقي للحرف قيمه وللابداع اثر في هذا العالم.
عشت كريما ومت عزيزا وبين حياتك ورحيلك 74 من درر العمل والخير خلفا وعونا وعفة وسموا فاضت به روحك النقية على نفوسنا قبل ان تفيض هي الى بارئها راضية مرضية .
وداعا ايها الاب .. ايها الشيخ..ايها المعطاء..ايها الكريم ابن الكريم والد الكرماء لقد تركتنا وانت مصل مستغفر واب ترجو رحمة ربك وتخشى عذابه ..موحدا كنت تبذل المعروف ....اعطيتنا عائلة الخير ..كما احب ان اسميها فأبناؤك رجالا اكفاء طلابك الذين تغذوا من علمك وتربيتك ما كّون انسانيتهم وصاغ فضائلهم ونسج مروئتهم واعلى تفوقهم فكان منهم الدكتور والمهندس وحملة الدراسات العليا..
غلبتنا وتركتنا حائرين نقلب النظر في حكمة الله التي لا حكمة ورائها في أحكامه التي لا راد لها في العالمين.. أبو علي انت لم تمت أنت حي في قلبوبنا .. شمس لن تغيب .. في الساحات والشوارع والمساجد والمجالس والمنازل ذكرك العطر.
إخوتي وأحبتي عذرا منكم فالدمع يغسل القلوب ويجدد الذكريات وما ان تتجدد الذكرى وتحن وتئن وتذرف الدمع فاقرأ الفاتحة ..
د.فايز عبدالله العساف
Dr.famman@hotmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع