أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
القسام تنشر تصميما يظهر أسيرا إسرائيليا 7 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر الدخول إلى غزة سيناتور أميركي: المشاركون بمنع المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدولي استشهاد فلسطينية وأطفالها الستة إثر قصف بمحيط مجمع الشفاء نتنياهو يوجه رئيسي الموساد والشاباك باستئناف المفاوضات مقررة أممية: الولايات المتحدة جزء لا يتجزأ مما يحدث في غزة الدفاع المدني بغزة: قوات الاحتلال تنسف المنازل المحيطة بمجمع الشفاء خطاب مشعل .. هل هي دعوة صريحة لتوسيع نطاق الفوضى؟ قتيل وجرحى بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان 700 ألف مصاب بأمراض معدية في قطاع غزة الاحتلال يرتكب مجزرة بقصف قوة شرطية بغزة الحكومة: محاولات للتحريض على الدولة ومعاهدة السلام سبيل للضغط على إسرائيل التنمية تضبط متسوّل بحوزته 6288 دينار 10 شهداء بقصف إسرائيلي بمحيط مجمع الشفاء 8 شهداء بينهم 5 أطفال بقصف إسرائيلي شرق مدينة غزة عائلات المحتجزين من الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية ينتقدون نتنياهو نتنياهو: الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا كافية على قطر الأردن ينفذ 8 إنزالات جوية على شمالي غزة بمشاركة 6 دول ارتفاع إجمالي الدين العام في الأردن إلى 41.18 مليار دينار حتى نهاية العام الماضي "طقس العرب" يحذر من موجات غبارية في مناطق بالأردن السبت
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام التيار الثالث، مَلـَكي .. ؟!

التيار الثالث، مَلـَكي .. ؟!

19-12-2012 01:17 AM

التيار الثالث، مَلـَكي..؟!
فارس ذينات
التقى الملك مع مجموعة من المعارضة المحسوبة على اليسار والقوى الوطنية، حيث دار بينهم حديث مطول، فتناولت هذه المجموعة الكثير من القضايا الساخنة معظمها هي مطالب الشارع والحراك(كالفساد، النهج الاقتصادي الذي أثبت فشله، وطرح وجوب نشوء عقد اجتماعي جديد، والتعامل الأمني مع حرية التعبير عن الرأي والاعتقالات، وقانون الانتخاب وتعزيز الحياة السياسية،...الخ).

حديث الملك لهذه المجموعة هو ما يعنينا، لأنه يحمل في طياته رسائل كان يريد إرسالها إلى أطراف داخلية وخارجية، فكان منه أن دافع عن قرارات رفع الدعم عن المحروقات لمعالجة العجز في الموازنة، حيث قام بمهاجمة التحالف الإقليمي الجديد بين تركيا ومصر وقطر وإرجاع أسباب أزمة عجز الموازنة وبالتالي رفع الدعم عن المحروقات إلى مصر(الإسلاميين)، وذهب الملك في قوله إلى تعرضه لضغوطات من هذا التحالف الإقليمي لإرغامه على اتخاذ موقف مضاد من نظام بشار الأسد والعمل المباشر على إسقاطه، وعبّر في اللقاء عن رفضه لهذه الضغوطات وعدم التدخل في الملف السوري، وقد أبدى الملك تخوفه من قيام نظام جديد في سوريا يسيطر عليه الإسلاميين فيتوسع التحالف الإقليمي الجديد فتصح تركيا ومصر وقطر وسوريا، ومن ثم إعلانه للحضور بأنه مستهدف من الإسلاميين في الأردن، وهنا بالذات يعلم مدى الاصطفاف الذي وصل إليه بين الإسلاميين وجزء كبير من اليساريين والقوميين والقوى الوطنية، من المناكفة والضدية في العمل سواء على قضايا الداخل أو المحيط العربي(سوريا و مصر)، والتمترُس ألإقصائي على شكل معسكرين يهاجم أحدهم الآخر حتى تحولت المواقف من خصم سياسي إلى عدو سياسي وفي النهاية أعلن الملك بأنه يساري وخاصة في مجالات التعليم والصحة والمرأة والعدالة الاجتماعية وهو تودد مقصود لليساريين والقوى الوطنية، ليضع نفسه في المعسكر المناهض للإسلاميين، ويعلم بأنه هو المستفيد الوحيد من ذلك.

يعلم الملك وأعوانه بأن اللقاء وما دار فيه من أحاديث سيتم تسريبه ونشره وتداوله بين الناس وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، وبالتالي رسائل أراد النظام تمريرها من خلال اللقاء إلى من يعنيهم الأمر نلخصها بالتالي:

*- دفاعه عن رفع الأسعار، وضرورتها، من خلال تعزيز فكرة سبب ارتفاع العجز بالموازنة للعامين 2011 و 2012 سببه المصريين ومعسكرهم(قطر وتركيا)، لأجل نزع قرارات ومواقف سياسية من النظام الأردني ضد نظام بشار الأسد والعمل على إسقاطه، وهي رسالة تدغدغ اليساريين والقوميين الذين يدافعون عن الدولة السورية ونظامها، لقناعتهم بأن هناك مؤامرة أمريكية صهيونية لها أدواتها في المنطقة شكلوا تحالفاً ضم تركيا ومصر وقطر_وبالتالي السبب في رفع الدعم عن المحروقات الذي أجج الشارع، وليس شروط صندوق الدولي_(ما ليش دخل في تجويعكم)...وينساق عطفاً عليها من وجود مؤامرة على الأردن من هذا التحالف لتغيير النظام أو استسلامه لشروط هذا التحالف ورؤيتهم للمنطقة والملفات العالقة منذ عقود والتي تستوجب حلّها على حساب الدول العربية المحيطة بالكيان الصهيوني...وهذا الأسلوب في الطرح بدوره يؤدي إلى تعزيز الانقسام للشعب الأردني سواء اجتماعياً أو سياسياً، فتكون الرسالة بأنه صمام الأمان، ليبقى النظام هو الحلّ للجميع للمحافظة على الحدّ الأدنى من التوافق والتعايش بين جميع القوى الاجتماعية والسياسية..!

*- الرسالة الثانية وهي عطفاً على الرسالة الأولى أن النظام بدأ يشعر بالخطر الحقيقي على بقائه، أو على الصلاحيات المطلقة التي يستحوذ عليها، وهي رسالة مخصصة لأطراف بعينهم!(الإسلاميين)، في أن النظام قادر على إعادة ترتيب تحالفاته الداخلية، حيث أراد أن يوهم الحاضرين في اللقاء، بأن الإسلاميين أصبحوا خارج حضن النظام، ولا يمانعون إذا ما سنحت لهم الفرصة من الإمساك بالسلطة، ولذلك أطلق عبارته بأنه يساري، حتى يوهم اليساريين بأنهم البديل السياسي في أولوياته الداخلية كبديل للإسلاميين، حيث ينطوي خلفهم اليسار والقوميين والتيار الوطني الصاعد والبيروقراط النظيف كما يقولون(وهي الأطراف التي دُعيت لتشكيل التيار الثالث لكسر ثنائية النظام_الإسلاميين)، وبهذا يجدّد الاصطفاف للقوى على قاعدة التحالفات التي يقابلها المكاسب وفي ظل النظام ونهجه، وليس على مبدأ التشاركية على الحدّ الأدنى، وهي رسالة واضحة للإسلاميين، بأنه يملك القدرة في إعادة ترتيب أوراقه السياسية في الداخل، وأيضاً لتيار الخصخصة والنيوليبرالية بأن هناك مجال للعودة عن هذا النهج إذا ما أخلّيتم بقواعد اللعبة، ولا يخفى على أحد من تشكل تيار جديد مناهض للتيار الإسلامي الصاعد في الإقليم، بدأ بالتشكل من السعودية والإمارات، وبالتالي كانت الرسالة واضحة من النظام الأردني باصطفافه و وضع نفسه في هذا الجانب..حيث غادر مباشرة بعد هذا اللقاء إلى بريطانيا..!!

التيار الثالث والذي بدأ بالتشكل من مجموعات يسارية وقومية وبيروقراط، قد نالت شرف الدعم الملكي من خلال هذا اللقاء، حيث سيصبح هذا التيار أكثر وضوحاً بعد الانتخابات النيابية، وذلك بتشكيلهم لكتلة برلمانية استقطابية من أجل تشكيل الحكومة البرلمانية التي يتغنى بها الملك، وبالتالي إعادة بناء النظام مرّة أخرى دون حدوث تغيير جذري في قواعد اللعبة السياسية المُمارسة، أو حتى تغيير في النهج الاقتصادي القائم، وبالتالي تأكيد السلطة المطلقة بيد الملك، وما عملية إدخال الحديث عن المعتقلين وسجناء الرأي إلا التفاف على الحراك الشعبي وتمثيله، ومحاولة الاستحواذ عليه واستغلاله، في الحصول على مكاسب اصطفافية مع النظام كما حدث في هبة نيسان عام 1989، ولكن الفارق الوحيد هو خروج الإسلاميين، ودخول تيار ثالث جديد مكون من بعض اليسار والقوميين والبيروقراط، أما الحديث عن نقل الرسالة من خلال الانتخابات، ما هي إلا التفاف على المطالب السياسية والاقتصادية، وبالتالي نسأل أين كانت فيما مضى من السنين عن طرح رسائلها للناس ومحاولة إقناعهم ببرامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية..؟! فلا يُعقل أن يكون تبريرهم للمشاركة في الانتخابات، حملهم لرسالة ويريدون إيصالها، ولكن لمن..؟!!, والحقيقة التي أصبح يعرفها الجميع، أن مشاركتهم هي فقط مناكفة للإسلاميين، والقوى التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات حتى لا تُعطي النهج القائم الشرعية الشعبية التي كان يفتقدها، وتعلم قوى اليسار أن المانع لممارسة نهجهم، هو النظام نفسه، وليس القوى السياسية الأخرى، فالنظام هو الذي كان ولا زال مانعاً لتطور المجتمع سياسياً وكان حاجزاً أمام تمدد الأحزاب بأنواعها شعبياً، معززاً التناقضات ومختلقاً الثُـنائيات ليبقى مستحوذاً على سلطته المطلقة والفاقدة للشرعية الشعبية، (ودلالة ذلك، ولقوى اليسار والقوميين بالذات، دون غيرهم، تجربة 1956 وانتخاباتها البرلمانية الحزبية وحكومتها البرلمانية، ومن تآمر عليها وقتلها في مهدها).

أما البيروقراط، فإنه يريد إنتاج نفسه مع إعادة بناء النظام، والحيازة على الشرعية الشعبية التي كان يفتقدها، للمحافظة على مكتسباته وعضويته في نادي الحكم المبني على المُحاصصة والتوريث، بعيداً عن الشرعية الشعبية ومصلحة الدولة، أو الأحقية الشعبية في ممارسة سلطتها ونيلها لحريتها وكرامتها بدولة المؤسسات والعدالة، وخوفاً من التغيير القادم وبالتالي محاسبته على مرحلة تاريخية من عمر الدولة، لوجوده في موقع المسؤولية التاريخية عما آلت إليه الدولة من انحدار سياسي واجتماعي واقتصادي.

النظام، ومنذ بداية الربيع العربي، يمارس اتخاذ القرارات ويطرح المبادرات والرؤى، على المستوى الداخلي والخارجي معاً لأجل إستمراريته وديمومته ومحتفظاً بصلاحياته المطلقة، بعيداً عن مصالح الشعب والدولة، فهو لا يستطيع أن يكون خارج الرؤية الأمريكية في المنطقة ومصالحها، أو أمن وديمومة الكيان الصهيوني.

في النهاية، نتمنى أن لا تؤخذ هذه القراءة كموقف أو اصطفاف مع أي طرف، أو انتقاد لأي طرف، وإنما هي قراءة للحدث سياسياً، ولا نريد العودة إلى الماضي المُظلم من عمر دولتنا، عندما كان النظام يمارس ديكتاتوريته من الخلف، باستخدامه طرف معين لضرب الأطراف الأخرى، ونعلم جميعاً أن قتل الفكرة هو أشدّ من إراقة الدماء نفسها.

_نجاح الخطة، مرهون باستبدال المقدمة بالمؤخرة، وليس الميمنة بالميسرة..!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع