أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع الأول من 2024 أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي البيت الأبيض : نريد إجابات من إسرائيل بشأن المقابر الجماعية في غزة تطبيق نظام إدارة الطاقة في قطاع المياه 350 مستوطنا اقتحموا الأقصى خلال الساعة الأولى من بدء الاقتحامات نصراوين: حلّ مجلس النواب قد يكون منتصف تموز المقبل استشهاد الصحفي محمد بسام الجمل بغارة شرق رفح مستوطنون يؤدون صلوات تلمودية بباحات الأقصى 8 شهداء بينهم طفلان بغارت الاحتلال على رفح المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية الأردن .. إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة بلاها فراخ .. حملة لمقاطعة الدواجن بمصر مدعوون للتعيين في وزارة الصحة (أسماء) اليرموك تحدد موعد انتخابات اتحاد الطلبة طائرة إثيوبية تحمل شعار (تل أبيب) تهبط في مطار بيروت استقرار أسعار الذهب محلياً إصابتان إثر مشاجرة عنيفة بصويلح إدارة السير: تعطل مركبات بسبب ارتفاع الحرارة طبيب أردني: السجائر الإلكترونية تستهدف فئات عمرية صغيرة الأردن يسير 115 شاحنة مساعدات غذائية جديدة لغزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة كلام فلسطين : قبة راحيل والحرم الإبراهيمي إرث...

كلام فلسطين : قبة راحيل والحرم الإبراهيمي إرث وتراث عربي فلسطيني ومعالم إسلامية

13-04-2010 11:05 PM

لقد برعت دولة إسرائيل ومستوطنيها الجدد بتزوير التاريخ ، بعد أن كَذَبوا الله وكَذَبوا على أنفسهم باعتقادهم أنهم ورثة الانبياء والشعب العبري والإسرائيلي البائد ، فلذلك كان لا بد من إظهار حقيقة التاريخ بصفحاته والزمن بمراحله بالدلائل والبراهين ، ردا على المزورين للواقع السالبين له ، المحاولين سرقة تاريخ وإرث عربي كنعاني فلسطيني وإسلامي لا يمت لهم بصلة بالإستناد على تراهات سياسية وخرافات دينية لا علاقة لها بالدين والحقيقة والواقع . .

فقد تعرضت فلسطين وكما ثبت لسلسلة من الهجرات والإجتياحات التي قامت بها أمم شتى ، اللذين منهم العبرانيين أتباع إبراهيم الخليل وأبناءه وأحفادهم اتباع داوود وسليمان وسلسلة الإنبياء من بعدهم ، واللذين انقلب أتباعهم أخيرا من دعاة لدين الله إلى مطرودين من رحمته تعالى ، بعد أن خرجوا على إرشادات الأنبياء وتعاليم الله ورسالاته ، حيث سجل التاريخ قبل أكثر من ثمانية عشر قرنا نهاية الحقبة الوجودية الأولى لليهود الأوائل ، واللذين أبيدوا على يد المسيحية الرومانية التي أدارت فلسطين في تلك الحقبة الزمنية .


ففي العام 1800 ق.م تقريبا ، حل ضيفا مباركا على أرض كنعان العربية النبي العربي الأموري ابراهيم بن آزر بن نوح ، بعد أن فرّ من أرض الرافدين برسالة الله التي حملها وأمرّ أن يبلغها للناس في مغارب الارض وراء بلاد النمرود الفارسي القاتل ، حيث وجد من العرب الكنعانيين أصحاب الأرض المسالمين الموحدين واينما تنقل في ممالكهم كل الحب والاحترام والترحاب ، فبدأ بنشرها أولا في مدينة العماليق العربية بئر السبع ، التي رحبت وأمنت به وبرسالته ، وأعطاه ملكها قطعة أرض كهدية له ولأتباعه وقطيع من الإغنام والأبقار والجمال تقربا لله ولتعينهم على مشقات الحياة ولوازمها ، وعندما قرر التوجه شمالا وحسب رغبته مرّ على مدينة أربع ( الخليل ) التي سميت بهذا الاسم نسبة لملكها العربي الكنعاني العناقي أربع ، الذي أيضا كرمه وأعطاه قطعة أرض كبيرة ليتمكن من الإقامة فيها ولنشر رسالته في المملكة ، إلى أن مات ودفن جوار مسكنه والتي عرفت لاحقا باسم مدفن الأنبياء ، وإلى جانبه قبر زوجته سارة ، إضافة لاحتضانها لقبور أنبياء الله اسحق وزوجته رفقة أم النبي يعقوب عليهم السلام ، وقبر يعقوب وزوجاته والذي بنى المسلمين حولها مسجد الحرم الإبراهيمي الشريف ، أما زوجة يعقوب الثانية راحيل فقد دفنت في بيت لحم وبنى المسلمين المماليك حول قبرها مسجد بلال ، وقد وجدت هذه المقامات والقبور كل الاهتمام والاحترام على عهد الحضارات الإسلامية العربية من الراشدة مرورا بالمماليك والعثمانيين حتى الهاشميين والتي تعاقبت على إدارة فلسطين ، في حين أنها أهملت من قبل اليهود الأوائل طوال فترة مكوثهم الثانية في فلسطين .

وتلبية لدعوة من ملك بيت لخمو / بيت لحم ( بمعنى بيت الخبز نسبة لإله الخبز عند الكنعانيين ) ، موجهة لنبي الله يعقوب بن اسحق وريث نبي الله إبراهيم ، الذي طُلب منه القدوم للسكن في مملكته وللتبرك بمقدمه ، فأعطاهم قطعة أرض كبيرة كهديه منه ليقيم فيها واسرته ، فشكلوا على أطرافها تجمعا يشبه قرية صغيرة ، عاش فيها هو وأبناءه الأحد عشر وعائلاتهم بأمن وأمان ، لا يعكر صفوهم ووحدتهم إلا خيانة يهودا وبعض إخوته لنبي الله يوسف وأخيه بنيامين ، الذين غدروا به وباعوه كعبد لقافلة تجارية متجهة لمصر حسدا من عند انفسهم وكراهية له ، والذي كان قد فقد أمه راحيل إثر تعرضها لمرض شديد أدى لموتها المبكر ، فدفنها يعقوب لشدة حبه لها جوار مسكنه ، وفي العهدد المملوكي بني المسلمين المماليك فوق قبرها قبة عرفت باسم قبة راحيل ، والتي توسعت لاحقا إلى مسجد سمي بمسجد بلال بن رباح ما زال قائما حتى اليوم ، وهو يعتبر من الآثار والموجودات العربية الإسلامية القديمة المتميزة .

وبعد أن أعز الله نبي الله يوسف ونقله من مجرد عبد عند هكسوس مصر إلى منزلة عزيز مصر الأول ، أمرّ إخوته الذين حضرورا لمصر لشراء الحنطة على أثر سنوات المحل السبع التي اصابت بلاد مصر وأرض كنعان بالهجرة مع أبيهم يعقوب وكل ذراريهم إلى مصر وذلك بحلول العام 1700 ق. م ، فكانت كل المدة التي قضوها ضيوفا على شعب وأرض كنعان لا تتجاوز المئة عام ، في حين أنهم عاشوا في مصر بعد ذلك لأكثر من خمسماية سنة ، انتهت بفرار موسى وقومه من أرض مصر .

وفي العام 1250 ق .م تقريبا فر بنو إسرائيل من مصر إثر خلافات كثيرة معهم كانت سببا باستعبادهم من قبل أهل وفراعنة مصر ، وبعد طول انتظار سمح لهم نبيهم موسى بالهجرة شمالا نحو أرض كنعان التي عرف عن شعبها البساطة وعدم الجنوح للقتال وإقامتهم لممالك متباعدة متنافرة تقريبا ، على عكس جارتهم الجنوبية مصر التي شهدت ومنذ فجر التاريخ قيام دولة واحدة موحدة بجيش قوي جرار ، إلا أنهم وبعد أن رفضوا دخول أرض كنعان إلا فارغة من سكانها العرب الكنعانيين الأصليين ، باءوا بغضب الله واستحقوا غضب نبيهم الذي انكر مطالبهم ورغبتهم بالتحول من دعاة لغزاة ، حيث تاهوا أربعين سنة في ارض سيناء وجنوب وشرق الأردن ، وطوال هذه الفترة وزيادة بقي بنو إسرائيل يحيطون بأرض كنعان من حدودها الجنوبية والشرقية دون مقدرتهم على دخولها لخوفهم من شعبها اللذين وصفوهم بالقوم الجبارين ، ولرفض موسى وهارون شريعة الغاب المعنونة بالتدمير والقتل والتي كانوا يريدون اعتمادها وتطبيقها ، بدل شريعة تبليغ الرسالة التي كُلفوا بها ، إلى أن تمكنوا من دخول شرق أرض كنعان على عهد النبي يوشع الذي لم يرافق الحملة العسكرية مع أنه أوصاها بالرفق بالكنعانيين ، إلا أنّ قادة الحرب اللذين خضعوا لإفتاءات شيوخ وزعماء وملوك القبائل والحاخامات اليهود فتكوا وعسكرهم بالحجر والشجر والإنسان العربي الكنعاني ، وذلك من أجل تنفيذ خطتهم المبيتة الرامية لدفع الكنعانيين للهجرة من أرضهم نحو مدن الساحل الكنعاني الجنوبية العشرة ، أو باتجاه أرض الفنيقيين الشمالية المجاورة لأرض كنعان .

وعلى عهد النبيين الملكيين القويين داوود وسليمان اللذين أعادوا لرسالتهم قدسيتها وأهدافها ، عاش العرب الكنعانيين بسلام مع بني إسرائيل حتى أنهم انخرطوا بجيش سليمان الجرار الذي كلف بنشر الدعوة الإسلامية ، وبعد وفاتهم إشتق بنو اسرائيل اسما جديدا لهم منقلبين على الدين والشرائع والأنبياء ، فاسموا أنفسهم اليهود نسبة إلى القاتل ومعذب وبائع أخيه يهودا الذي كان الأقوى والأكثر ذرية بين إخوانه ، واسسوا في العام 740 ق .م تقريبا مملكتين دنيويتين إحداها أسموها مملكة إسرائيل الشمالية وكانت عاصمتها سبسطية ( بلاطة ) الكنعانية ، ومملكة يهودا الجنوبية وعاصمتها مدينة اليبوسيين إورـ سالم الكنعانية ، والتي حرفوا اسمها بعدها إلى أور شالم ثم أورشاليم ، وقد تميزت هاتان الدولتان الكيان باشتراكهما بالفتك بالشعب الفلسطيني الذي اشتق هو الآخر اسمه في هذه الفترة ، وأصبح يُطلق عليه اسم الشعب الفلسطيني وعلى أرض كنعان اسم فلسطين ، وقد استمرت هاتان الدولتان تفتكان بالشعب الفلسطيني حتى العام 576م ق. م عندما قدم القائد البابلي القوي نبوخذ نصر بجيش جرار تمكن من احتلال المنطقة ، وقام بتدمير الدولتين وسبي من لم يُقتل من اليهود بالمعارك من صبية شيوخ ونساء وطفال إلى مدينة بابل التي قضوا فيها أربعين سنة ، إلى أن مكنهم المجرم الفارسي سيروس ( كورش ) من العودة لفلسطين حاقدين دمويين أكثر من أسلافهم بكثير ، والذي وضع له الرومان المسيحيين حدا بحدود العام 136 م ، حيث أُفرغت من العنصر اليهودي منذ تلك الفترة تقريبا حتى العام 1896 م بداية الزحف الجديد للمعتنقين الجدد لليهودية تجاهها .


فمنذ سنة 1896 م بدأ جيل جديد من الأوروبيين المعتنقين للدين اليهودي فرارا من الخدمة بصفوف القوات الصليبية التي غزت المنطقة العربية قبل ذلك ، وفرارا من التطوع الإلزامي في صفوف القوات الأوروبية التي شهدت في هذه الفترة أسوء حالات الإقتتال الداخلي والحروب على اسس إثنية ودينية ، وبسبب ضعف الحالة الاقتصادية التي اجتاحت أوروبا ، بدأوا بالتوجه نحو أرض فلسطين العربية التي كانت تحت الولاية العثمانية تحت مسميات رحلات الكشافة السياحية والرحلات التجارية ، تلبية منهم لقرارات المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد بسويسرا بزعامة النمساوي تيودور هرتزل ، وتلبية لنداء الأحزاب الصهيونية واليهودية السياسية والعسكرية التي انتشرت في أوروبا وخاصة بجانبها الشرقي ، فأخذ اليهود الكشافة والتجار عبر عملية متواترة ومنظمة وبعيدا عن أعين سكان المدن والقرى المجاورة التي كانت في تلك الفترة قليلة السكان ومتباعدة الجغرافيا بالإستيلاء على الأراضي للإستيطان فيها ، حيث تمكنوا من تأسيس أول ستة مستوطنات كانت مقدمة للتواجد الإستيطاني الصهيوني في فلسطين ( مستوطنة ريشون ليسيون ، بتاح تكفا ، نس تسيون ، روشبينا ، زمارين زخرون يعقوب ، ومستوطنة يسود هامعلا ) وأعتبرت هذه المستوطنات وغيرها مقدمة ناجحة لإعلان اليهود قيام دولة إسرائيل على يد البولندي ديفيد بن غوريون ، بعد إن حصلوا على وعد بلفور من قبل بريطانيا العظمى المستعمرة آنذاك لفلسطين ومصر وعموم المشرق العربي ، وبعد أن ارتكزوا على قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود الصادر عن عصبة الأمم المتحدة سنة 1947م .


ومن هنا يتبين بالأدلة والبراهين التاريخية المدّعمة بالحقائق الوجودية أنّ الصهاينة الجدد لا علاقة لهم البتة بالوجود العبري والإسرائيلي الأول في فلسطين ، والذي لا يتعدى بالأساس مقامات أو قبورا لأنبياء التصقوا بها ورعاها المسلمين وبنوا فوقها وجوارها مساجد إسلامية وفق اسس العمارة العربية الإسلامية ، في حين أنّ العبرانيين وبني إسرائيل الأوائل لم يضيفوا عليها إي إضافات تستحق الذكر أو الدراسة ، فقد عرف عنهم ورعهم وزهدهم بالدنيا وعدم تميزهم بالثقافة بإنواعها المختلفة بسبب أميتهم وعملهم برعي الأغنام فقط ، أما الفترة اليهودية الأولى التي قادها أنبياء الله داوود وسليمان وانتهت على يد ملوك اليهود وزعماء القبائل المكابيين ، فقد تميزت بكثرة الحروب واستيلاءهم على المدن والبيوت الفلسطينية التي سكنوها بعد طرد سكانها منها مع ثبوت أنهم لم يضيفوا الكثير عليها ، والتي دمرت لاحقا بفعل الحروب بين اليهود وجيرانهم من جهة ، أو بين اليهود أنفسهم من جهة ثانية ، ثم أعاد العرب بعد زوال حكم اليهود بناء مدنهم وقراهم والتي بدأت باسماء كنعانية عربية وما زالت تسمى بنفس اسماءها العربية ، وإن حرّف اليهود الجدد بعض إسمائها ، وحتى في هذه الفترة المستحدثة التي شهدت قيام دولة إسرائيل الجديدة بعد نجاح الغزو الصهيوني الأخير لفلسطين من قبل المعتنقين الجدد لليهودية ، لم تشهد المدن والقرى العربية الفلسطينية التي استولوا عليها أي فنون عمارة مستحدثة خاصة بهم ، وإن حاولوا دائما سرقة مخزون وإرث الفلسطينيين الثقافي والبناء عليه .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع