اعتصامات وتظاهرات هنا وهناك في محافظات المملكة الأردنية الهاشمية أدت الى اثارت الرأي العام بين مؤيد ومعارض لهذه المظاهرات.
أغلبية مواطني الأردن يؤكدوا حرية الرأي العام والاحتجاج على أي قرار, فهذا "حق" ولكنهم ضد أعمال الشغب و التخريب تحت شعار "حرية الرأي العام".
عزيز المواطن الأردني, هل حرية الرأي العام تكون مقرونة بحرية الفعل العام؟
الواقع أن معظم المواطنين هم ضد قرار رفع الأسعار ولكن الواقع أيضا, أن الحكومة جائت بمثل هذا القرار انقاذا للاقتصاد الأردني, والذي بدوره يؤثر على حياة كل مواطن أردني, حيث ان لم يتم الأخذ بهذا القرار, سيتأثر سعر الدينار الأردني والذي بدوره سيرفع سعر كل المنتجات المستوردة في الأردن, و حيث أننا وطن غني بشعبه ولكنه محدود الموارد, اعتمادنا بشكل كبير يكون على المنتجات المستوردة, فهذا الشيء يساعدنا على فهم موضوع في غاية الأهمية, وهو أنه على الحكومة و المواطن الأردني التعاون في انشاء مشاريع تعنى برفع انتاجية المنتجات المحلية في السوق الأردني للحد من كمية المنتجات المستوردة, هذا بدوره يساعد في رفع منسوب الاقتصاد الأردني وعليه الأردن تصبح من الدول المصدرة للمنتجات وليست من الدول المستهلكة بشكل كبير لهذه المنتجات من أسواق عالمية أخرى.
كلنا ضد الفساد والفاسدين, الفاسد هو من يوصل الأردن لزاوية الهاوية, وهذا ما نرفضه كشعب متماسك و ملتف حول مصلحة بلده و مصلحة أخوه المواطن.
فمن المؤلم رؤية أردننا من خلال وسائط الاعلام المحلية والعالمية يعاني من حالة عدم الاستقرار, هذا الوضع بدوره سيؤثر سلبا وليس ايجابا على أردننا العزيز, هل نريد الحد من نسبة السياحة؟ هل نريد الحد من نسبة الاستثمارات الخارجية في الأردن؟ هذا كله سيؤثر على حياة المواطن الأردني, حيث في حال محدودية السياحة والمشاريع الاقتصادية في الأردن سيتأثر عدد كبير من الشركات والمؤسسات و ستقوم بانهاء خدمات العديد من الموظفين, ونحن بغنى عن هذه الحالة, حيث أن نسبة البطالة في الأردن مرتفعة جدا و الأعداد تتزايد و الفرص قليلة, على الحكومة والمواطن اللجوء لأساليب وطرق فعالة تفاديا لهذه الأزمة. هذا التعاون ما بين الحكومة والمواطن من الممكن البدء بتفعيله على أرض الواقع من خلال البرلمان القادم, فهذه خطوة أولى. علينا جميعا التحلي بالصبر و اعطاء فرصة لأنفسنا ولغيرنا لكي نلمس النتائج التي نطمح اليها.
فلنستذكر جميعا كلمة المغفور له جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله, أنه سيأتي يوم لأن يتمنى كل من لا يحمل الجنسية الأردنية أن يكون أردني. لهذه العبارة معاني عميقة. الصبر هو أداتنا لكشف الواقع والمستقبل.
على جميع المواطنين أن يأخذوا بعين الاعتبار أنه على الأردن أن يبقى آمنا دائما لنحقق الحياة الكريمة التي نطمح لها. رجل الأمن هو ابن الشعب و هو من الشعب, التصعيدات التي تحدث على أرض الواقع من قبل المتظاهرين ليست لها أي بعد ايجابي, ورجل الأمن وظيفته المحافظة على الأمن و الأمان, هذا لا يعني أن يقوم رجل الأمن بالتطاول على المواطنين السلميين ولكن وظيفته تهدئة وايقاف كل من يعبث بأمن الوطن. أعمال الشغب التي حصلت خلال اليومين السابقين هي مرفوضة من كل عاقل و كل من له ولاء فعلي لهذا الوطن و ترابه و قيادته الهاشمية, ولكن من حق كل مواطن ابداء الرأي ولكن بالطريقة السلمية. فهل تعتبر حرية الرأي هي حرية حرق مؤسسات حكومية أو حرق ممتلكات خاصة؟ كلنا لنا مطالب وكلنا نريد عيش كريم ولكن أن تصل الأمور للتعدي على حق الآخرين فهذا عنف غير مقبول سواء محليا أو عالميا. ما هو ذنب ملك محطة الوقود التي حرقت؟ ما هو ذنب الموظف بأن لا يستطيع الوصول لعمله بسبب اغلاق الطريق؟ و غيرها من الأسئلة التي قد تخطر في ذهنك.
علينا التكاتف كأبناء شعب واحد لنكون عنصر فعال لمستقبل مليء بالخير على كل واحد منا. كما نريد من بلدنا أن تؤمن لنا العديد من الأمور فعلينا أن نقوم بفعل ايجابي ينعكس كل الخير على بلدنا الغالي أيضا.
بقلم ساندرا قعوار