أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. انخفاض آخر على الحرارة ضربة إسرائيل لـ إيران ترفع أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي جديد وتراجع الأسهم وارتفاع أصول الملاذ الآمن دوي انفجارات عنيفة بمدينة أصفهان الإيرانية وتقارير عن هجوم إسرائيلي الأردن يأسف لفشل مجلس الأمن بقبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي (تفاصيل) الاردن .. كاميرات لرصد مخالفات الهاتف وحزام الأمان بهذه المواقع هل قرر بوتين؟ .. أوروبا تهرع لإحباط مؤامرة لاغتيال زيلينكسي هفوة جديدة تثير القلق .. بايدن يحذّر إسرائيل من مهاجمة حيفا هل سيستمر الطقس المغبر خلال الأيام القادمة .. تفاصيل حماس تعلق على فيتو واشنطن المشاقبة: إسرائيل دولة بُنيت على الدم والنار هل أعطت إدارة بايدن الضوء الأخضر لنتنياهو بشأن اجتياح رفح؟ الحوارات: مواجهة العدو لا تكون بالرصاص وإنما بالعقل القسام تعلن تفجير عيني نفقين بقوات للاحتلال طائرات الاحتلال تهدي ملاك هنية صاروخًا قاتلًا بدلًا من كيس الطحين إسرائيل تهنئ أميركا على إسقاطها منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة. المنتخب الأولمبي لكرة القدم يخسر أمام نظيره القطري. وزير خارجية أيرلندا: أشعر بخيبة الأمل من نتيجة التصويت بمجلس الأمن على عضوية فلسطين. وزارة الدفاع الإسرائيلية تؤيد إغلاق قناة الجزيرة واشنطن: متفقون مع تل أبيب على ضرورة هزيمة حماس

حديث المجالس

08-11-2012 08:08 PM

في منتصف القرن الماضي كان طموح الناس متعلقا بالعلم والتعليم والثقافة رغم ان الغالبية العظمى كانوا جهلة وأميين نتيجة ندرة المدارس وصعوبة الإنفاق على التعليم الذي أدى الى حرمان أجيال كاملة من نعمة القراءة والكتابة . ولعل الإحساس بالحرمان من فرص تجاوز هذه المصاعب والعقبات قد شكل سببا وأساسا لعلو منزلة خريج الثانوية العامة ، أما الجامعيين المعدودين على أصابع اليد الواحدة بكل محافظة فقد أصبحت سمعتهم (بالعلالي) ....وحدّث عنهم ولا حرج ...

من هنا يمكن ملاحظة اسباب توجه غالبية الأفراد والأسر والقبائل في بدايات العهد البرلماني ، الى ترشيح خيرة المتعلمين من بينهم ، وجعل المثل العليا ومبادئ افتداء الوطن وحفظ الحقوق أساسا لحسن الاختيار، وبذلك تمكنوا أحيانا من منافسة كل اوجة التنظيم الحزبي والاجتماعي المعروفة بشأن انتقاء المرشح الوطني الافضل .
وبعد انتشار التعليم وهبوط مكانة المتعلم الى الدرك الأسفل ، تحولت الأنظار صوب القادرعلى دفع الدينار ثمنا للصوت الواحد . ثم كبرت الماهية شيئا فشيئا حسب أحوال البطالة والتضخم حتى أصبح مقابل الصوت صوبة كاز أو شوال رز أو سكر...الى آخر القائمة في وسائل الرشوة والبغشيش الممهدة لانتهاز الفرص الوطنية مقابل مبلغ تافه .

وهكذا يلاحظ أن غالبية الناس قد تخلوا طواعية عن الحكمة والمثل العليا لدى نظرهم الى الشأن العام واستبدلوها بأرذل المقاييس ، حتى انجبت معاييرهم البديلة كل المجالس التي مرت من تحت عبائتها صفقات بيع مقدرات البلد ومصيره بأبخس الأثمان ثم لاموا الحكومة وعلقوا على مشجبها كل اسباب تردي منزلة البرلمان ودوره ...

ومع ذلك كله يطلع علينا من هذا التاريخ المؤسف بعض الإنتهازيين السابقين لممارسة نفس الوسائل القديمة البغيضة ، واصبح من السهل ان ترى ارتالا من سماسرتهم وهم يروجون لهم ويعيدون طرحهم كمنقذين وصناعا للتجديد والحداثة الكاذبة ...إنها مهزلة بالفعل ولا يوجد مثيلا لها يحسن ذكره بكل الاحداث والظواهر المعروفة .
في ظل هذه الأجواء الملوثة يتفلسف بعض من لا يبرحون المجالس العامة بكل ما يتعلق بالشأن الانتخابي ويتظاهرون بفصاحة أكثر من كل المتحدثين قائلين بشأن من لا يعجبهم إسمه من المرشحين : ماذا فعل لنا هذا ... لكي نمنحه صوتا ونصنع منه شيخا مهيبا ؟ وكان الصوت الانتخابي لا يعدو ان يكون وساما يمكن تقليده للأبطال والخالدين ممن ارتقوا بمنزلتهم الى مستوى المثنى أو خالد بن الوليد وان الساحة لا تزال حافلة بأمثالهم ممن يشهد لهم تاريخهم بالامجاد العظيمة والنصر المؤزر بكل واقعة ...

لا أحد يسأل هنا عن فكر المرشح ورأيه في القضايا المصيرية أو عن فلسفته الخاصة بكيفية التحكم في سعر انبوبة الغاز اوفاتورة الهاتف او ربطة الخبز ... ولم يسأل أحد عن برامجه أو غاياته وهدفه المنشود في النيابة عن الأمة كما تفعل الأمم والشعوب في معرض اختيار ممثليها .....ولم يتحقق أحد عن أسباب وغايات وجود هذا المرشح الطارئ على كل الأحداث والصور أو يتبين أسباب غيبته وقت لزوم الظهور والتواجد لأجل قول كلمة حق واحدة بشأن المصير عندما نطق كل الناس بشأن البلاد وأحوالها ومسارها وصمت كل المتخاذلين عن ذكر الحقيقة ...

كلنا نعرف هوية النائب الذي يعيش في أعماقه هموم الأمة ويحلم بتطبيق حكم القانون على كل الناس لامجرد المستضعفين منهم ولكننا نتجاوز عنهم عمدا لأننا لا نؤمن برسالة البرلمان الصحيحة ولانريد تفهمها او ندرك أهمية دور الأمة في صنع حاضرها ومستقبلها . ولو كانت النيابة تجري وفق هذه التساؤلات والمعايير المنطقية لما رأيت أرتال المرشحين والذمامين لبعضهم البعض تتصدر كل المجالس باعتباط كبير .

وإنما سوء الحال وبؤس المقال اوجد مناخا ملائما لكل المخادعين وأرباب التعابير الإستهلاكية و الطنانة وأتاح لهم بسهولة تأكيد وعودهم الكاذبة بإزالة الفقر والجهل وشق الطرق وفتح المدارس وإنشاء الجامعات والمشافي على حساب الحكومات العاجزة عن دفع رواتب مستخدميها ...فلماذا كل هذه الزعبرة والمسخرة ونحن لا نبتغي سوى حسن الالتزام بتطبيق القانون وحفظ الحقوق وقطع دابر اللصوص وأعداء الناس ....

كل ذلك يهون لو اقتصرت مساوئ العمل العام في بلادنا على رداءة الاختيار وضعف حيلة أهل الذمة والمعروف بين اهل الحل والعقد والتعقيد . وإنما تجاوزتها كثيرا عندما نرى بأم أعيننا زمرا من المرشحين المسكونين دائما بهواجس الإحساس المفرط بالعظمة وهم يتقافزون للساحة واحدا تلو الآخر على طريقة (فليكس) ولكن بلا مظلة....

لا لشيئ يستحق التمجيد والتكريم والتعظيم في حياتهم ، وانما لمجرد ارتقاء أحدهم درجة صغيرة وهزيلة على سلم المعاش مكنته من استبدال كوفية آباءه وأجداده بربطة عنق لمّاعة وظن نفسه بذلك قد بلغ الدنيا وأدرك منزلة الأبطال والخالدين الذين يستحقون كل الأصوات لأجل الإعتراف بجدارتهم في العلو والرفعة على كل الأمة .
إنها كارثة الفكر التلفيزيوني الذي صنع في مجتمعاتنا صورة مكررة من مسلسلاته التي تبدأ دائما بتقمص الممثل شخصية البطل بلا بطولة حقيقية ....ثم يسرد لنا حكاية مسلية وشبيهة بلعب النرد تنتهي دائما الى فجيعة أو مأساة دون ان تشتمل على فكرة او ثمرة او عبرة مفيدة .....





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع