حـق العـودة المقـدس
عندما اجتمع الآباء والأجداد من الضفتين في شهر نيسان 1950 وصاغوا قرار الوحدة المقدس بين الضفتين لم يتخلوا عن الحقوق العربية في فلسطين واحتفظوا بكل تلك الحقوق بما فيها حق العودة المقدس حيث ورد في قرار الوحدة ما يلي:
1- تأييد الوحدة التامة بين ضفتي الأردن الشرقية والغربية واجتماعهما في دولة واحدة.
2- تأكيد المحافظة على كامل الحقوق العربية في فلسطين والدفاع عن تلك الحقوق بكل الوسائل المشروعة وبملء الحق مع عدم المساس بالتسوية النهائية لقضيتها العادلة في نطاق الأماني القومية والتعاون العربي والعدالة الدولية.
من دراسة التاريخ وقراءة قرار الوحدة بتمعن نستطيع القول إن حق العودة أصبح جزأ لا يتجزأ من عقيدتنا السياسية والاجتماعية, وأن ما اتفق علية الإباء والأجداد أصبح من ضمن ثوابتنا الوطنية التي لا يجوز لأحد التطاول عليها أو تجاوزها.
إن من صاغوا قرار الوحدة المقدس لم يتنازلوا عن الحقوق العربية في فلسطين بل أكدوا على العمل بكل الوسائل لاستعادة تلك الحقوق وكل هذا لا يتعارض مع الوحدة المقدسة بين الضفتين,كما أكدوا على إن تكون التسوية النهائية في نطاق الأماني القومية والتعاون العربي وان تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية .
يحاول البعض اليوم أن يصور إن حق العودة يتعارض مع قرار الوحدة المقدس وان أبناء فلسطين تنازلوا عن حق العودة وليس لديهم الرغبة في العودة لفلسطين رغم إن كل فلسطين التاريخية محتلة أو كما يقول البعض تحت الاحتلال.
إن حق العودة وعودة الحق لا يكون بالأماني وبجلد أبناء فلسطين ليلا نهارا وكأن فلسطين تم تحريرها ولكن أبناؤها تخلوا عنها ولا يرغبون بالعودة إليها, كذلك إن هذا الحق ليس من الحقوق الشخصية الذي يستطيع أي مواطن أو مسؤول عربي أو فلسطيني مهما كان التخلي عنة بإرادته المنفردة وسيبقى حق العودة مقولة باطلة إذا لم يترافق معها العمل بكافة الوسائل المشروعة وبملء الحق لاستعادة كامل الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين , ولا يكون ذلك بالمهاترات وتوجيه التهم بل يكون بالعمل على تقوية جبهتنا الداخلية بكافة الطرق وبالمحافظة على وحدتنا التاريخية التي رسمها الآباء والأجداد من خلال قرار الوحدة وما تبعة من المشاركة في بناء الأردن الحديث الأغلى والأحلى من قبل كل الأردنيين من كافة المنابت والأصول بدون استثناء وهذا سر تميزنا وقوتنا ومنعتنا .
نعلم إن المعطيات الدولية اليوم لا تسير لمصلحتنا أو لمصلحة قضيتنا العادلة ونعلم إن هناك من يدعي انه من أبناء فلسطين لا يرغب بالعودة إلى صفد أو عكا أو حيفا لأسباب شخصية لا نعرفها ولا نفهمها ولكن هذا لن بثنينا عن بقاء ملف قضيتنا مفتوحا لجميع الخيارات ولا بد من يوم ربما قريب تتغير المعطيات الدولية ليصبح حق العودة المقدس قابلا للتنفيذ . اعلم إن مقالتي هذه لن تعجب البعض وخاصة الذين يحلمون كل يوم بان يشاهدوا المواطنين الأردنيين وقد شدو الرحال لبيت المقدس والخليل ويافا ونابلس وبيت لحم وهذا الحلم أو الأمنية ليست لديهم من منطلق قومي أو وطني بل للأسف من إفرازات أفكار إقليمية بغيضة علما بان هذا الحلم وهذه الأمنية تراودنا منذ نعومة أظفارنا من فهمنا لعروبتنا وديننا وسوف نعمل المستحيل لتحقيقها مهما طال الزمن.