زاد الاردن الاخباري -
بحضور جماهيري كبير تقدمته نخبة من المسؤولين والمثقفين، احتفلت مديرية الثقافة في أمانة عمان الكبرى مساء الإثنين، بإطلاق سلسلة المذكرات الوطنية، وتوقيع مذكرات الدكتور زيد حمزة، النقابي والكاتب ووزير الصحة الأسبق، التي حملت عنوان \"بين الطب والسياسة\"، وذلك في مكتبة سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن التابعة للأمانة، وتحت رعاية أمين عمّان الذي انتدب الشاعر حيدر محمود لحضور الحفل.
وأوضح المدير التنفيذي للثقافة في أمانة عمان، سامر خير أحمد، الذي أدار الحفل، أن سلسلة المذكرات الوطنية تمثل مساهمة أمانة عمان في تدوين التاريخ الاجتماعي الأردني، بحسب ما خبره رواد العمل النقابي والثقافي والاجتماعي، مشيراً إلى أن مذكرات زيد حمزة تمثل باكورة المشروع، فيما ستتوجه الإصدارات التالية لموضوعات العمل الاجتماعي والفنون، حيث ستصدر مذكرات رائدة العمل الاجتماعي هيفاء البشير خلال الشهر القادم، فيما يجري تدوين مذكرات الفنان التشكيلي الكبير رفيق اللحام حالياً، مبيناً أن آلية العمل في تدوين المذكرات تقوم على تولي باحث متخصص تسجيل المذكرات مع صاحبها، ثم إعدادها للنشر، إلا إذا أحبّ صاحب المذكرات أن يكتبها بنفسه.
وأشاد الشاعر حيدر محمود في كلمته بمشروع المذكرات الوطنية ودور الأمانة عامة ، كما أشاد بدور المدير التنفيذي للثقافة خاصة ، مضيفاً: \"شهادتي للدكتور زيد حمزة تعد شهادة مجروحة، فهو صاحب الكلمة السياسية الرقيقة التي تدخل إلى القلب، فعمان المليئة بالأساطير تستحق أن نقف عندها وعند هذا الشعب وهذا البلد، بخاصة أن عمر عمان تجاوز سبعة آلاف عام\".
وأشارت القاصة بسمة النسور في إضاءة قدمتها عن مذكرات زيد حمزة، إلى حوار صحفي قال حمزة فيه: \"إن الجمال الحقيقي يكمن فيما نسكت عنه لا فيما نبوح به\". واستعانت النسور بتلك العبارة للدخول إلى عالم زيد حمزة \"المشيّد ببراعة قصوى\"، مشيرة إلى أنه رصَدَ تفاصيلَ التفاصيل في مشوار حياته الثري الحافل بالدهشة، مؤكدة أن حمزة \"يسردُ حكاياته الممتعة بأسلوب بسيط فائق التشويق يجعل قرار ترك الكتاب جانباً أو تأجيله الى حين تفرغ أمراً ليس باليسير\". ورأت النسور أنَّ الكاتب قدَّمَ بلغة شديدة التكثيف قصة حياته الغنية المتنوعة المشتبكة بقصة الوطن\"، مبدية إعجابها بقيم الحق والجمال والحرية التي تربى عليها حمزة.
وقدم زيد حمزة في كلمته شكره لكل من ساهم في إخراج الكتاب إلى حيز الوجود، بمن في ذلك زوجته وعائلته الذين صاغوا بحضورهم إلى جانبه، تفاصيل قصة حياته.
يُشار إلى أن الدكتور زيد حمزة يطرح في مذكراته أفكاراً وقضايا عديدة، إلى جانب ذكرياته عن أحداث عاصرها أو شارك في صناعتها، من مختلف المواقع التي عمل أو تطوع بها. وقد جرى تقسيم مذكراته إلى عشرة فصول، مرتبة حسب التسلسل الزمني للأحداث، اشتملت على عدد وافر من الصور المتناسبة مع الموضوعات المطروحة. في فصل \"وزير الكرت الأبيض\"، الذي يروي فيه المؤلف قصة تأسيس مراكز الرعاية الصحية الأولية في مختلف مناطق المملكة، إبان توليه قيادة وزارة الصحة في الفترة 1985-1989، يقول المؤلف إنه \"لم يبق حي أو قرية من دون مركز صحي أولي أو فرعي أو شامل أو أمومة وطفولة\" موضحاً أن الجمعية العلمية الملكية صممت وقتها نموذج المركز الصحي الفرعي الذي لا تزيد كلفته عن عشرة آلاف دولار، أي ثلاثة آلاف دينار في ذلك الوقت، ويقول: \"اعتمدنا ذلك النموذج للتجمعات السكانية الصغيرة، أما الكبيرة فأقمنا فيها مراكز صحية شاملة.. وهكذا بات لدينا تسلسل في الخدمة الصحية.
في فصل آخر حمل اسم \"مع الملك الحسين\"، يروي المؤلف مواقف إنسانية عاشها مع جلالة المغفور له الملك الحسين، تعكس تواضعه وطيبته وحنوه على من حوله. يقول المؤلف عن إحدى المواقف : \"كان الملك حسين ذكياً لماحاً، ففي أحد الأيام قال له الطبيب (وكان الملك قد أجرى عملية في أحد مستشفيات بريطانيا) إنه سيحضر في اليوم التالي مبكراً كي يلحق بحفل عيد ميلاد أخيه التوأم.. نبّهني الملك بعد انصراف الطبيب أنه يقصد القول إن يوم غد سيكون عيد ميلاده. وحين جاء الطبيب في اليوم التالي كان الملك قد أعدّ له هدية\".
يقدم الكتاب أيضاً عدداً من الوثائق المفيدة، وصوراً للوحات فنية رسمها المؤلف بنفسه، تعكس تنوع اهتماماته وتعددها.
يُذكر أن سلسلة المذكرات الوطنية تمثل إحدى حقول النشر السبعة في الإصدارات الثقافية لأمانة عمّان، إلى جانب حقول: الفكر والمجتمع، التربية والأسرة، الفنون، التاريخ والجغرافيا، الآداب، والعلوم.