تظاهرات «جمعة إخلاصنا خلاصنا» تعم سوريا والنظام يرد بالرصاص

زاد الاردن الاخباري -

قتل 20 شخصا في اعمال عنف في محافظات حمص وحماة وحلب ودير الزور، في وقت دعا مناهضون للنظام السوري الى تظاهرات تحت شعار «اخلاصنا خلاصنا» للتاكيد على النضال من اجل اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ثلاثة اشخاص فجر امس في محافظة حمص، احدهم اثر اصابته برصاص مصدره القوات النظامية السورية قرب السجن البولونيليلا ، وثان برصاص عشوائي من القوات النظامية في حي القصور في المدينة، وثالث في مدينة الرستن برصاص قناصة. وفي حماة، قتل ثلاثة مواطنين «اثر استهداف سيارتهم من حاجز للقوات النظامية قرب دوار العجزة في مدينة حماة». كما قتل ثلاثة مواطنين هم رجل وزوجته وطفلهما اثر اطلاق الرصاص عليهم في حي السكري بمدينة حلب. وفي محافظة دير الزور، قتل مواطن في قرية موحسن اثر اطلاق الرصاص عليه من القوات النظامية السورية. وذكر الناشط هيثم العبدلله إن قصف منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب أسفر عن مقتل شخصين، ولقي الثالث حتفه في قرية الدومير بالقرب من دمشق.

من جهة ثانية، عثر صباح امس في الحقول الواقعة بين قريتي جوزف وابلين في جبل الزاوية في محافظة ادلب على جثامين ثلاثة مواطنين كانت الاجهزة الامنية اعتقلتهم قبل ايام، بحسب المرصد. ولم يعرف تاريخ وفاتهم والظروف التي قضوا فيها.

ودعا ناشطون مناهضون للنظام عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011» على موقع فايسبوك الاكتروني الى التظاهر الجمعة تحت شعار «اخلاصنا خلاصنا» وقمعت قوات الامن التظاهرات التي خرجت في «مدن الاحتجاج» بالنار. وقال الناشط ابو عمر من دمشق ان القوى الامنية اطلقت النار على تظاهرة خرجت من المسجد الكبير بعد صلاة الجمعة في حي جوبر في العاصمة. وقالت لجان التنسيق المحلية في خبر عاجل ان «اطلاق نار كثيف حصل في حي العسالي في دمشق تلته حملة مداهمات واعتقالات عشوائية بعد خروج تظاهرة في الحي».وفي شريط فيديو، بدا متظاهرون في حي الحجر الاسود في دمشق يرفعون «علم الثورة» بقياس ضخم ولافتات كتب عليها «يا ابن بائع الجولان»، و»بعد اكثر من عام من القتل لا يزال العالم بحاجة لمراقبين لمعرفة الحقيقة. كفاكم كذبا». وفي عربين في ريف دمشق، كتب متظاهرون على لافتة «الى المراقبين شكرا على زيارتكم انتهى»، وعلى اخرى «الجيش الحر حامي الدار والعرض والولد». اشارت لجان التنسيق المحلية الى اطلاق نار من القوات النظامية لتفريق تظاهرات في بلدة المليحة في ريف دمشق وفي انخل في محافظة درعا.وقال المرصد السوري في بيان ان «القوات النظامية السورية اطلقت الرصاص لتفريق تظاهرات في حيي الفردوس والاندلس في حماة ، وفي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة». وشملت لتظاهرات بلدات وقرى عدة في حلب بالاضافة الى المدينة، وجبل الزاوية في محافظة ادلب، بحسب المرصد. كما وزع ناشطون اشرطة فيديو على شبكة الانترنت لتظاهرة في مدينة الحسكة تهتف «يلا ارحل يا بشار».

ومع استمرار الخروقات الامنية للهدنة الهشة، اعتبر رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود ان على الجيش السوري ان يخطو الخطوة الاولى لوقف اعمال العنف. وقال للصحافيين في حمص «عندما يستخدم فردان كل ما لديهما من اسلحة ضد بعضهما، من هو الاول الذي ينبغي ان يرفع اصبعه عن الزناد؟ من ينبغي ان يقوم بالخطوة الاولى؟ برايي، انه الاقوى». وقام مود بجولة في مدينتي حماه وحمص المضطربتين الخميس، وقال إنه اعتبارا من اليوم سيتواجد 8 من مراقبي بعثة الامم المتحدة في محافظة درعا و12 في حمص و8 في حماه وأربعة في محافظة إدلب.

من جانبه، صرح احمد فوزي المتحدث باسم الموفد الدولي كوفي انان في جنيف ان هناك «مؤشرات طفيفة» على احترام خطة انان ميدانيا في سوريا. وقال»هناك مؤشرات على الارض تفيد عن احراز تقدم، ولو انها بطيئة وطفيفة». مؤكدا ان «خطة انان تسير على السكة، ولا يمكن حل ازمة بدات قبل اكثر من عام في يوم او اسبوع». واضاف «في الواقع، الامر سيتطلب مزيدا من الوقت لجمع كل الخيوط، لكن تاكدوا من انه سيتم جمعها». وقال فوزي «تم سحب بعض الاسلحة الثقيلة وبقيت بعض الاسلحة الثقيلة. تراجعت بعض أعمال العنف ومازال هناك بعض العنف.. لا أقول ان هذا أمر مرض»،مضيفا «هناك مؤشرات على تحرك على الارض وان كان بطيئا ومحدودا. هناك أيضا مؤشرات من وراء الستار لا ترونها لان جهود الوساطة تجرى أساسا بعيدا عن شاشات الرادار». واستطرد» لكن .. حتى في الايام التي نشعر فيها بتقدم مرض وان كان يقاس بالبوصة لا بالكيلومترات .. في هذه الايام أيضا نشعر بالذعر لحجم العنف الذي نراه على الارض».

في المقابل، اتهم البيت الابيض الحكومة السورية بعد احترام خطة انان واعتبر ان الهجوم على جامعة حلب الخميس الذي اسفر عن مقتل اربعة طلاب «يظهر بوضوح عدم شرعية هذا النظام» .

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «ما زلنا نراهن على نجاح خطة انان ونجهد لدعمها بجميع الوسائل»، غير انه اقر بفشل الخطة وبان الاسد لم «يبذل اي جهد لاتخاذ اي من الاجراءات» التي تشملها. وقال للصحافيين «اذا واصل النظام (السوري) ابداء التصلب فعلى المجتمع الدولي الاعتراف بفشله والبحث في اجراءات ضد تهديدات نظام الاسد للسلام والاستقرار».

وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه اذا لم تلتزم الحكومة السورية بوقف اطلاق النار الذي ترعاه الامم المتحدة فيجب على المنظمة الدولية التفكير في استصدار قرارات أخرى.

الى ذلك، يصل رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون إلى بكين غدا في زيارة للصين تستمر ثلاثة أيام. وأعلن الناطق باسم الخارجية الصينية ليو ويمين ان زيارة غليون لبكين تأتي تلبية لدعوة من معهد الشعب الصينى للشؤون الخارجية. وذكر ليو أن غليون سيلتقي مسئولين بالخارجية أثناء الزيارة.

وقال ليو إن موقف بلاده «ثابت لم يتغير» إزاء المسألة السورية والمجلس الوطني السوري. وأوضح ان بكين «تؤمن بحماية أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات إضافة إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والمصالح الأساسية للشعب السوري».

وأشار إلى ان بكين ظلت على اتصال مع الحكومة السورية وجماعات المعارضة، وبينها المجلس الوطني السوري لتشجيع الحوار وتخفيف حدة التوتر. وأعلن ليو ان الصين «ستواصل القيام بدور إيجابي وبناء في تعزيز حل نزيه وسلمي ومناسب للازمة السورية».