زاد الاردن الاخباري -
خاص - سألوه عن سر هذه الـ"111" التي تعلو جبهته.. أجابهم ببساطة "قهوتنا مرّة، بحرنا ميّت، وادينا يابس، خليجنا عقبة، و أشهر أسمائنا زعل و مهاوش و عدوان.. على شو بدك اياني أضحك؟"
إنها كشرتنا.. الأشهر و الأكثر قوةً و تعبيراً.. بل هي رمز "الهيبة" و الرجولة.. معلمنا الرئيسي في حلّنا و ترحالنا..
الجميل في الموضوع، أننا بالرغم من كوننا أصحاب الكشرة، إلا أننا اتخذناها وسيلة لإعلاء صوت الضحكة و لرسم البسمة على الشفاه.. فقد ازدادت في وطننا مؤخراً أعداد رسامي الكاريكاتير، كما كثرت البرامج التلفزيونية و الفيديوهات الكوميدية، و انتشرت الإعلانات و الحملات الدعائية التي تتخذ صبغة فكاهية.
و هذا إن دل على شيء، فهو يدل على أن الكشرة ما هي إلا نتاج طبيعي لعوامل "الحت و التعرية" الاقتصادية و الاجتماعية. فالأردني بالرغم من مظهره الكشر الجامد المخيف نوعاً ما، إلا أنه يحمل بداخله روحاً جميلة و قلباً طيباً و يجري في عروقه دم خفيف "شربات - كما يقول إخواننا المصريين".
فرسامو الكاريكاتير الأردنيون وصلوا أعلى المراتب، و حصدوا جوائز مرموقة، و رسوماتهم تنشر في صحف عالمية. و الفيديوهات الكوميدية الأردنية التي تنشر على موقع "يوتيوب" تحصد مشاهدات بالملايين، و يشاركها مئات الآلاف على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تقتصر مشاهدتها على الأردنيين فحسب، بل يشاهدها عرب من مختلف البلدان.
تلك هي الروح الأردنية.. كريمة طيبة نشمية، ضحوكة مرحة بشوشة، شديدة في وقت الشدة، جدية في وقت الجد.. تتقن فن النكتة، و تعرف كيف تبتسم، برغم كل الظروف..