زاد الاردن الاخباري -
عندما لاحظ عامل النظافة طول وقوفي عند طرف الشارع الذي يطل على منحدر حيث تجمعت بعض بيوت جبل اللويبدة القديمة اقترب مني وهو يقول: (هذه المزبلة عمرها 40 عام)، ادهشتني معرفته بتاريخ المكان كونه شاب ويتحدث بلهجة مصرية، فسألته منذ متى وانت تقيم هنا، اجابني : انا عامل النظافة في هذا الشارع منذ عامين وكلما طلبت من الناس عدم القاء الزبالة هنا اجابوني: (هذه المزبلة التي نلقي عليها زبالتنا منذ اربعين عام ومن انت لنغير عاداتنا من اجله).
الصورة التي تشاهدونها هي صورة هذه المزبلة الواقعة في شارع شكري شعشاعة – منطقة النزهة – ضاحية جبل عمان كما كتب على اللوحة، تجدها امامك عند النزول من شارع الرينبو، وقد التقطت الصورة بعد يومين من حملة تنظيف قام بها عامل النظافة المصري الجنسية للمزبلة ( أي انها كانت في احسن احوالها عند التقاط الصورة)، السؤال الذي يغرق نفسه في كومة من الزبالة ( وانا مصر على استخدام زبالة لانها كلمة عربية اصيلة وليست عامية يمكن التأكد من معجعم اللغة العربية وارفض استخدام كلمات بديلة اكثر لطفا من باب معايشة الواقع وللالتصاق به اكثر) اين امانة عمان الكبرى والملايين التي سمعنا طوال الاعوام الماضية وقد صرفت على مشاريع تجميلية واستثمارية كما قيل لنا!، الامانة التي حشرت مشاريعها واقتصرت ميزانيتها وضاق افق رؤيتها فقط على شارع الجامعة (شارع الملكة رانيا العبد الله) في مشروع الخط السريع الذي نُهبت على اسمه الملايين وفي النهاية كان مشروعا فاشلا بكل المقاييس، السؤال الثاني موجه للحشود التي تغادر صلاة الجمعة كل يوم مطالبة بالاصلاح، اذا كنتم غير قادرين على تغيير مكان وضع زبالتكم منذ اربعين عام فأي اصلاح تطالبون به؟ مع ملاحظة ان المنطقة مليئة بالحاويات الفارغة مع الاسف.
قال تعالى ((ان الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم))..الرعد 11